إسرائيل تعلن عن ضبط خلية من 7 من مواطنيها العرب بزعم أنهم من «داعش»

المخابرات الإسرائيلية تدعي أنهم اعترفوا بالتدريب على أعمال قتالية.. والأهالي ينفون الاتهامات

TT

سمحت الرقابة العسكرية في إسرائيل، أمس، بنشر تفاصيل ما اعتبرته «أخطر خلية تابعة لتنظيم داعش» مؤلفة من 7 من مواطنيها العرب (فلسطينيي 48). وقد جلبتهم أمس إلى المحكمة اللوائية في حيفا وقدمت ضدهم لائحة اتهام متشددة تدعي فيها أنهم أعضاء في تنظيم محظور، يدعمون منظمة إرهابية وأقدموا على محاولات اتصال بعميل أجنبي بهدف الانضمام لتنظيم «داعش» وتدربوا على أعمال قتالية.

وقد رفض ذوو الشبان المتهمين هذه الاتهامات وقالوا: إنها مسرحية ولائحة الاتهام مليئة بالأكاذيب. لكن هذا لم يمنع السلطات الإسرائيلية من النشر الكبير عن القضية واعتبارها «عملية دقيقة جدا منعت جرائم كبيرة».

وكشف جهاز الأمن العام «الشاباك» في إسرائيل ووحدة التحقيقات المركزية في لواء الشمال أن الخلية ضمت في البداية 6 أشخاص، 5 من بينهم من مدينة سخنين وآخر من بلدة دير حنا، وقد اعتادوا الالتقاء والتخطيط للسفر إلى سوريا والانضمام لداعش. أما الشبان المشتبهون فهم الأخوان كريم (21) وشريف (30) مرسل أبو صالح من سخنين وابن عمهما علاء محمود أبو صالح (28) وقريبهم محمود إبراهيم أبو صالح (28) وفادي بشير (28) نسيب الأخوين من عائلة أبو صالح، وابن رئيس بلدية سخنين السابق، محمد بشير، ومحمد مريسات (30) من دير حنا وهو صديق للأخوين من عائلة أبو صالح.

وبحسب ما تضمنته لائحة الاتهام، فإن بعض أعضاء الخلية كانوا قد شاركوا في لقاءات مع شيخ سلفي جهادي معروف من منطقة الجليل. بالإضافة إلى ذلك، فإن أعضاء المجموعة أجروا اتصالات عبر الإنترنت مع نشطاء داعش في سوريا، وبينهم مواطنون إسرائيليون توجهوا إلى سوريا بهدف الانضمام لتنظيم داعش. وبشكل مواز، اعتاد الشبان على الالتقاء في منطقة سخنين وتداول موضوع التيارات الإسلامية المتطرفة، وأعربوا عن دعمهم لأفكارها المتطرفة. وظهرت خلافات بين المتهمين خلال اللقاءات حول تأييد داعش أو تنظيم جبهة النصرة. وفي نهاية المطاف، قرر المتهمون في يوليو (تموز) 2014 تأييد داعش. وفيما بعد، تعرف المتهمون على المحامي جميل علاء الدين (39) من الناصرة عبر «فيسبوك»، والذي كان فيما مضى محاميا مستقلا وعمل مع المرافعة العامة للدولة.

وخلال اللقاء الأول بينهم عرف المحامي جميل علاء الدين نفسه كداعم لداعش وكناشط رسمي صاحب مكانة كبيرة في التنظيم، وكمحام يقوم بتمثيل الأسرى الأمنيين وشرح أمامهم أنه يرى بنفسه المسؤول العسكري لداعش في فلسطين. وبحسب لائحة الاتهام، تدربت المجموعة في مزرعة ببلدة كفر مندا على ركوب الخيول وإعداد الزجاجات الحارقة، كما جمعوا مبالغ من المال واشتروا خرافا بهدف التدرب على ذبحها كجزء من التدريب. وفي شهر أغسطس (آب) الماضي قدم المحامي لهم إرشادات حول إعداد زجاجات حارقة وشرح لهم كيفية إلقائها بطريقة لا تعرضهم للخطر.

وقدمت لائحة الاتهام ضد كريم أبو صالح الأسبوع الماضي، والذي اعتقل في يوليو 2014 بمطار بن غوريون بعد أن كان في طريقه لخارج البلاد ومعه 35 ألف شيقل كان ينوي نقلها لتنظيم داعش. واتهمته بالتخطيط لقتل رجال أمن إسرائيليين من أبناء الطائفة العربية الدرزية وشراء بندقية كلاشنيكوف. ووصفت لائحة الاتهام في إحدى القصص أن كريم أبو صالح قد أخبر المحامي علاء الدين بأنه يستصعب مشاهدة الدم وتحدث الاثنان سوية حول تقوية عزيمته بالموضوع و«تقوية قلبه» فيما إذا طلب منه ذبح كفار في سوريا أو في أماكن أخرى. وفي حادثة أخرى خلال حملة «الجرف الصامد» في قطاع غزة، أطلق المحامي عدنان علاء الدين تصريحات ضد الدولة ونشر منشورات دينية متطرفة في صفحته على «فيسبوك».

وتطرق علاء الدين في مقابلة كان موقع «يديعوت أحرونوت» قد أجراه معه لتأييده لتنظيم داعش وقال: «أنا أقوم بفريضة الله وأؤيدها ما دامت تخص القيام بالفروض التي شرعها الله. نحن نشاهد أفلام داعش، ولكن الذبح هي إحدى الطرق من أجل قتل الكفار والقتلة». وبحسب أقواله: «تأييد داعش سيزداد في اللحظة التي سيعترف فيها الناس بالظاهرة كدولة. الكثير من المسلمين لا يعلمون أن الحديث هو عن دولة مستقرة ولها سياسة واضحة، وهي تؤمن بالقرآن والنبي محمد». واتهم المحامي الإعلام بأنه ينشر الأكاذيب حول تنظيم داعش. وأضاف قائلا: «بسبب ذلك نحن لا نرى الكثير من المؤيدين لداعش. كل من يتعرف على المعاني الأساسية للدولة يجب أن يدعمها. وفي أعقاب قرار الإعلان عن داعش كتنظيم محظور، نرى الصحوة لدى الجمهور الإسرائيلي الذي بدأ أيضا توجيه الانتقادات، ولكن ذلك لن يثنيني ولن يجعلني أتخوف من أي شيء». وبحسب لائحة الاتهام فإن المتهمين حازوا على أعلام، ونشرات مرتبطة بتنظيم داعش وتؤيده. وحتى أن بعضهم التقطوا صورا لهم وهم يحملون أعلام التنظيم ويرفعون إشارة التوحيد، التي يقوم نشطاء داعش بها. قال محمد بشير والد فادي إن العائلة لا تعرف ما هو سبب اعتقال ابنها وأضاف: «في نهاية الأمر سيلد الجبل فأرا. ابني إنسان نظيف ولائحة الاتهام مليئة بالافتراءات والمعلومات التي لا أساس لها من الصحة».