تقدم «محدود» في ختام أحدث جولة من المحادثات بين إيران والقوى الدولية في جنيف

مبعوث الصين: المحادثات المقبلة أوائل الشهر المقبل

TT

انتهت في جنيف، أمس، أحدث جولة للمفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية. وقال مبعوث الصين وانج شون، المدير العام لإدارة الرقابة على الأسلحة بوزارة الخارجية الصينية، للصحافيين، إن جولة المفاوضات المقبلة ستعقد أوائل فبراير (شباط)، لكن المكان لم يتحدد بعد.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسيين أن إيران والقوى العالمية أحرزت تقدما «محدودا» خلال الاجتماع الذي عُقد أمس.

وقبيل الاجتماع أفادت مصادر دبلوماسية بأنه سيُخصص لتقييم الخلافات حول البرنامج الإيراني النووي، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، للحيلولة دون فرض عقوبات جديدة على طهران.

ومفاوضات جنيف التي جرت على مستوى المديرين السياسيين كانت ذروة 5 أيام من المحادثات في جنيف وباريس شملت اجتماعات مطولة بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وترأست هيلغا شميدت مديرة الشؤون السياسية بالاتحاد الأوروبي، المحادثات المغلقة في بعثة الاتحاد الأوروبي بجنيف، وحضرها مسؤولون من إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وقادت ويندي شيرمان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي وفد واشنطن، بينما مثّل إيران عباس عراقجي نائب وزير الخارجية. ولم يتحدث أي منهما للصحافيين لدى وصوله.

وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»: «اليوم نقيم توجه كل الاجتماعات المختلفة وكيف يمكننا المضي قدما بهذا في إطار أوسع».

وحذر أوباما أعضاء الكونغرس الجمعة الماضي من فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، قائلا: «إن مثل هذا التحرك من شأنه أن يؤثر سلبا على المحادثات الدبلوماسية ويزيد احتمالات نشوب صراع عسكري مع طهران».

وكان مبعوث الصين صرح للصحافيين قبل الاجتماع بأن «الوقت يضيق وتأمل بكين أن تستغل كل الأطراف هذه الفرصة التاريخية لمسابقة الزمن وللقيام بأمرين؛ الأول هو تبني نهج عملي ومرن ويتسم بالحكمة. والثاني هو إظهار الحد الأقصى الممكن من الإرادة السياسية والقرارات السياسية الحاسمة».

وفشل المفاوضون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الوفاء بمهلة نهائية حددوها لأنفسهم لإبرام اتفاق شامل يُنظر له باعتباره حيويا للحد من خطر حرب أوسع في الشرق الأوسط. وتم تحديد مهلة جديدة للتوصل للاتفاق في 30 يونيو (حزيران)، لكن المسؤولين يأملون في التوصل لتفاهم بشأن القضايا الأساسية بحلول نهاية مارس (آذار). وتأمل القوى الدولية في إقناع إيران بالحد من برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن أهدافه مدنية.

من جهته، حذر وزير الخارجية الإيراني مساء أول من أمس من أن اتفاقا حول الملف النووي الإيراني يمكن أن يُبرم فقط إذا توقفت الدول الغربية عن «ممارسة الضغط» على طهران.

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله في تصريحات للتلفزيون الإيراني: «إنه لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والتفاوض. إذا رغبت الدول الغربية في التفاوض (...) فعليها اتخاذ قرار سياسي يمكن أن يكون صعبا بالنسبة لبعضها والتخلي عن الرغبة في ممارسة الضغط».

وقبيل ذلك أعلن عراقجي أن اتفاقا حول البرنامج النووي الإيراني «ممكن»، إذا تحلت الولايات المتحدة بـ«الإرادة الحسنة». وأضاف عراقجي: «ما زال لدينا أمل، وأعتقد أنه إذا كان لدى الطرف الآخر الإرادة الحسنة والتصميم الضروري، فإنه من الممكن التوصل إلى اتفاق».

وبحسب مصدر غربي مقرب من هذه المفاوضات، وبدا أقل تفاؤلا من عراقجي، فإن «الصعوبة (...) هي أن الإيرانيين، لم يقوموا بعد بكل ما هو مطلوب لكي نتوصل إلى اتفاق جيد يسمح بالحد من قدرتهم على التخصيب بشكل جوهري، ولكي نتأكد جميعا من أنهم لا يملكون القدرة التقنية على المضي سريعا نحو قنبلة نووية».

على صعيد آخر، ذكرت تقارير إخبارية إيرانية أمس أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو سيصل اليوم إلى طهران، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى تلبية لدعوة من نظيرها الإيراني العميد حسين دهقان. وأوضحت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) أن الوزير الروسي سيبحث مع نظيره الإيراني القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وأضافت أن الوزيرين سيوقعان عددا من وثائق التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين.