فلسطينيون غاضبون يستقبلون وزير خارجية كندا بالأحذية والبيض

المالكي طالب بيرد بعدم تبني الرؤية الإسرائيلية بعد تصويت أوتاوا ضد قرار مجلس الأمن

رجل شرطة فلسطيني يواجه أحد المتظاهرين ضد وزير الخارجية الكندي أمام مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

استقبل فلسطينيون غاضبون وزير خارجية كندا جون بيرد، أمس، بالبيض والأحذية، تعبيرا عن رفضهم لزيارته رام الله في الضفة الغربية بسبب مواقف بلاده ضد قيام الدولة الفلسطينية.

وانتظر عشرات من الشبان الغاضبين بيرد لدى خروجه من مقر وزارة الخارجية الفلسطينية، ورموه بالبيض والحجارة وهم يهتفون «بيرد بره بره». واضطر بيرد، الذي ظهر عليه الارتباك، إلى المغادرة سريعا بعد أن أجبره حراسه على ركوب السيارة التي تلطخت بالمقذوفات، وانطلقوا مسرعين وسط صيحات «يا إرهابي».

وكانت الشبيبة التابعة لحركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، هي التي دعت إلى التظاهر ضد بيرد، وأعلنت عن مكان الاجتماع ووقته بعدما تعمدت السلطة عدم إعطاء أي تفاصيل عنه. وحمل المتظاهرون، الذين لم يتدخل الأمن لتفريقهم، لافتات كتب عليها «لا أهلا ولا سهلا» و«كندا تدعم الإرهاب» و«من يدعم الإرهاب الإسرائيلي لن يستقبل سوى بالأحذية»، وهتفوا ضد كندا.

وكان الشبان يردون على موقف كندا الأخير بالتصويت ضد إقامة الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، ورفض بيرد في تصريح سابق ذكر كلمة فلسطين.

وقال رئيس «منظمة الشبيبة الفتحاوية» (التابعة لفتح) حسن فرج «رسالتنا هي رفض زيارة وزير دولة تدعم الإرهاب والاستيطان، ودعمت العدوان الإسرائيلي على غزة وقتل المدنيين». وأضاف «كندا هي عدو للشعب الفلسطيني، ووزير خارجيتها شخص غير مرغوب فيه.. لقد استقبل بما يستحق».

واتهم مسؤول الإعلام في مفوضية حركة فتح منير الجاغوب كندا بمواصلة العمل ضد فلسطين، من خلال العمل على عرقلة فتح تحقيق ضد الجرائم الإسرائيلية في المحكمة الجنائية الدولية. ولا يقتصر الغضب على بيرد على المستوى الشعبي الفلسطيني وإنما الرسمي كذلك. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات طلب من بيرد قبل وصوله إلى رام الله الاعتذار للفلسطينيين «بعد إضفائه الشرعية على وحشية الاحتلال الإسرائيلي ودعم الجماعات الاستيطانية الإرهابية التي تهاجم الفلسطينيين وأماكنهم المقدسة»، مضيفا أن دعمه الصريح لسياسات إسرائيل وضع كندا في موقف حرج داخل منظومة الأمم المتحدة، «وغيّر جذريا من مكانتها وصورتها في العالمين العربي والإسلامي». وتابع عريقات أنه «عندما قبلت الأمم المتحدة عام 2012 ترقية وضع فلسطين من كيان مراقب إلى دولة مراقبة، كان بيرد ضد هذا التوجه، حيث صدر القرار بأغلبية ساحقة من 138 دولة مقابل معارضة تسع دول بينها كندا».

ومن جهته، طالب المالكي بيرد «بالضغط على إسرائيل من أجل وقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وللكف عن قرصنة وحجز أموال الشعب الفلسطيني كما حدث مؤخرا». كما طالبه، بحسب بيان رسمي، بعدم تبني كندا الرؤية والموقف الإسرائيلي المخالف للواقع في الأرض المحتلة، ولكل القوانين والمعاهدات الدولية، والتركيز على إنهاء الاحتلال على أساس مبدأ حل الدولتين من خلال مفاوضات جادة ومسؤولة وفق سقف زمني محدد، من أجل أن يعم السلام والأمن في المنطقة.

وأكد المالكي أن التوجه الفلسطيني للانضمام للمنظمات والمؤسسات الدولية خاصة المحكمة الجنائية الدولية، يهدف إلى «حماية حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في ظل التعنت الإسرائيلي لاستحقاقات العملية السلمية والتفاوضية وعدم رغبة وجدية الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في إنهاء الاحتلال، ومواصلة انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، المتمثلة باستمرار سياستها الاستيطانية والاعتداءات المتكررة في مدينة القدس، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات يومية من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية من سلطات الاحتلال وعدم إفراجها عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية».

ورد الوزير الكندي بالقول إن كندا ملتزمة بتحريك عملية السلام مع الإسرائيليين وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات وحل كل القضايا، خاصة وقف سياسة التحريض بين الجانبين والأخذ بعين الاعتبار التخوفات الأمنية الإسرائيلية. وجدد بيرد موقف بلاده من رفض الخطوة الفلسطينية المتمثلة بتوجه الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية واصفا إياها بخطوة في الاتجاه غير الصحيح. وعدّ بيرد المفاوضات أفضل الفرص لتنفيذ حل الدولتين.