وزارة البيشمركة تواصل عملية توحيد وتنظيم القوات الكردية

أمينها لـ «الشرق الأوسط» : وحدنا 14 لواء مشاة حتى الآن

جبار ياور
TT

أعلنت وزارة البيشمركة أمس مواصلة عملية توحيد قوات البيشمركة وتنظيمها وتدريبها عسكريا وإداريا، وصولا إلى تشكيل قوات رسمية، وبينت أن الوزارة تمكنت حتى الآن من توحيد 14 لواء مشاة.

وقال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستمرون بتنظيم قوات البيشمركة وتدريبها وتأهيلها وتسليحها وتوحيدها من أجل الوصول إلى قوات رسمية، بحسب الفقرة الخامسة من المادة 121 من الدستور العراقي، الذي يمنح الإقليم حق امتلاك قوات حرس الإقليم والبيشمركة هي قوات حرس الإقليم بحسب الدستور ولدينا ألوية مشاة وقوات إسناد ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة، وتجربتنا واضحة وقوات البيشمركة تمكنت من حماية إقليم كردستان ومحاربة الإرهاب في منطقتنا ودحر الإرهابيين وتحرير مناطق كثيرة».

وأضاف ياور أن «مسألة توحيد البيشمركة وتنظيمها غير محددة بوقت معين لأن توحيد قوات البيشمركة أو أي قوات أخرى من الناحية التكنيكية أمر صعب، فمثلا توحيد اللواء الواحد الذي يضم أكثر من 3 آلاف ضابط وجندي يحتاج إلى أكثر من 6 أشهر، لأنه بعد الانتهاء من توحيده يجب تدريبه وتوفير التجهيزات الكاملة والمعسكرات والآليات العسكرية وتسليح ورواتب شهرية، وكما تعلمون نحن نعاني من وضع مالي صعب وهناك مشكلة مالية موجودة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، كذلك بغداد لم ترسل إلى الإقليم حصته من الميزانية الاتحادية لعام 2014، وهذه الأسباب التي ذكرتها أدت إلى تأخير عملية توحيد قوات البيشمركة».

وينتمي أفراد قوات البيشمركة إلى الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه رئيس الإقليم مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يترأسه رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، وتم تنظيم عدد كبير منها ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة، لكن هناك أعدادا أخرى لم تنظم حتى الآن. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، قد وجه في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي رسالة إلى وزارة البيشمركة طالب فيها بمنع العمل الحزبي والتنظيمي داخل الوزارة وإعادة تنظيم البيشمركة في أسرع وقت بحيث تكون خالية من التحزب، وإجراء تغييرات في القيادات العسكرية التي لم تؤد مهامها كما يجب في الحرب ضد «داعش» وتعيين آخرين أكثر كفاءة بدلا منهم، وإن وجود أي قوة خارج نطاق الوزارة تعد غير قانونية.وعن الأوضاع في جبهات القتال، وآخر المستجدات في الحرب ضد الإرهاب، قال ياور: «هناك خط أمني يمتد من ناحية الربيعة على الحدود من العراق وسوريا ويمتد حتى منطقة نفط خانة على الحدود الإيرانية، مارا بخمس محافظات هي الموصل وأربيل وكركوك وصلاح الدين وديالى، وهناك وجود لقوات البيشمركة على هذا الخط، الذي يشهد في بعض المرات حالات تعرض من قبل تنظيم داعش وعمليات عسكرية من قبل قوات البيشمركة».

وحول ضرورة نشر قوات دولية برية لمواجهة التنظيم، قال ياور: «الإقليم يمتلك قوات كافية لمحاربة (داعش) لكن نحن نحتاج الأسلحة والأعتدة والاستشارات العسكرية، وتدريب قواتنا وإلى دعم جوي». وتابع أن الدعم الذي قدمته دول التحالف لقوات البيشمركة «مع أنه قليل ولم يصل حتى الآن إلى الحد المطلوب من الأسلحة والأعتدة، خصوصا الأسلحة الثقيلة، إلا أنه ساعد البيشمركة في دحر الإرهاب وتحرير مناطق واسعة».

وحول التنسيق بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع الاتحادية قال ياور: «هناك تنسيق من خلال مركز ارتباط أو مركز تنسيق مشترك بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع للتنسيق من ناحية المعلومات والتحركات العسكرية، وكانت هناك اجتماعات بين الجانبين في الفترة الماضية وكانت نتائجها مثمرة، إذ اتفقنا على زيادة التنسيق ودعم قوات الإقليم بالأسلحة والأعتدة ومسألة الميزانية». أما عن مصير المناطق التي حررتها قوات البيشمركة من تنظيم داعش، وهي ستنسحب البيشمركة منها، قال ياور: «إلى أين ننسحب؟ هل نسلم هذه المناطق لتنظيم (داعش) الإرهابي؟ قوات البيشمركة جزء من القوات العراقية ونحن جزء من منظومة الأمن الدفاع العراقية، ندافع عن الإقليم وندافع عن كل الأراضي العراقية حسب القوانين والدستور». وفي إجابته على سؤال حول مشاركة البيشمركة في تحرير الموصل، قال جبار ياور: «نحن يوميا نعمل على تحرير الموصل، حررنا ربيعة وسد الموصل وزمار ومناطق كثيرة من سنجار، وهي مناطق تابعة إداريا للموصل، وإذا كانت هناك في المستقبل خطط واضحة من قبل الحكومة الاتحادية وقوات من أهل المنطقة على الأرض وتمكنت القوات الاتحادية من تحرير صلاح الدين والأنبار، لأن ذلك سوف يساعد القوات الاتحادية من الوصول إلى جنوب الموصل وغربها، حينذاك ستكون هناك خطط مشتركة ما بين الإقليم والحكومة الاتحادية وقوات التحالف لتحرير الموصل».