9 قتلى وعشرات الجرحى باشتباكات دار الرئاسة في صنعاء

تشديد الإجراءات الأمنية في عدن وانتشار لجان شعبية تحسبا لتحركات «القاعدة»

مسلحون حوثيون يرددون هتافات قرب القصر الرئاسي في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

قال وزير الصحة والسكان اليمني، الدكتور رياض ياسين عبد الله، إن 9 قتلى و67 جريحا هم الذين تم حصرهم، حتى اللحظة، والذين سقطوا في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة صنعاء بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي الذين حاولوا اقتحام دار الرئاسة في جنوب صنعاء، وأشار الوزير إلى أن هذه هي الحصيلة الأولية التي تم رصدها من خلال المستشفيات الحكومية التي استقبلت القتلى والجرحى. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الذين تم حصرهم هم من أفراد الجيش ومدنيين من سكان المنطقة المجاورة لدار الرئاسة، وأن الحوثيين لا ينقلون قتلاهم وجرحاهم إلى المستشفيات الحكومية وإنما إلى مستشفيات خاصة يمتلكها أشخاص على صلة بهم أو بحلفائهم من الموالين للنظام السابق.

ونقلت مصادر رسمية عن الوزير رياض قوله إن «جميع المرافق الصحية في أمانة العاصمة تعمل بطاقتها القصوى منذ الصباح الباكر لاستقبال أي حالات أو إصابات جراء الأحداث الحالية في محيط دار الرئاسة»، وحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فقد أكد وزير الصحة اليمني أنه «تم التوجيه إلى جميع المرافق الصحية ومركز نقل الدم باتخاذ كل الإجراءات والاستعدادات اللازمة لاستقبال أي إصابات وأن يتم العمل بشكل استثنائي للتعامل مع الأحداث الحالية وضرورة وجود الكوادر الطبية والاختصاصيين في أقسام الطوارئ والإسعافات وتوفير كل المتطلبات من أدوية ومستلزمات طبية». وأضاف: «كما وجهنا بانتشار طواقم الإسعافات الطبية بالقرب من مواقع الأحداث من جميع الاتجاهات وفي أماكن متفرقة من الأمانة وفقا لخطة الطوارئ الاستثنائية التي اعتمدتها الوزارة لمواجهة مثل هذه الأحداث»، وقال وزير الصحة اليمني إن «خطة الطوارئ الصحية يسير تنفيذها بشكل طبيعي وبأن طواقم الإسعاف التابعة للوزارة نقلت الإصابات وتم استقبالهم في المرافق الصحية وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم»، وإنه «يتابع بنفسه تنفيذ الخطة المعتمدة ويتولى عملية التنسيق بين مختلف المرافق والجهات المعنية بذلك».

وألقت التطورات في صنعاء بظلالها على باقي المحافظات اليمنية، حيث أكد شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن أزمة المشتقات النفطية وتعطيل العمل في المؤسسات العامة والخاصة، انتقلت إلى عدن حاضرة الجنوب، إضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية هناك وانتشار لجان شعبية في الأحياء، خشية أن تستثمر بعض القوى أو تنظيم «القاعدة» الأوضاع المتوترة في البلاد وتنفذ هجمات في المدينة، وقالت المصادر إن اللجان الشعبية في مجملها تتبع «الحراك الجنوبي» المنقسم على نفسه بين فصائل مؤيدة للحوثيين وأخرى، وهي الغالبية، ترفض التعامل أو التحالف معه، وكان 4 جنود أصيبوا بجراح مختلفة، أمس، في عدن جراء انفجار عبوة ناسفة في الطاقم العسكري الذي كان يقلهم.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» اعتبر عدد من قيادات الحراك الجنوبي، المنادي بفصل جنوب اليمن عن شماله، أن ما يحدث في صنعاء والمحافظات الشمالية «أمر يخص الشماليين وليس للجنوبيين أية علاقة به، وأن الجنوب ما يهمه في الوقت الراهن، هو تحقيق الاستقلال واستعادة دولة الجنوب المدنية، بعيدا عن القوى التقليدية والقبلية التي كانت تحكم الشمال وباتت تحكم اليمن كاملا ومعها ضاعت هوية الجنوب»، وأكد المصدر الحراكي، الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه، أن «الجنوبيين يناضلون منذ سنوات بصورة سلمية من أجل تحقيق أهدافهم ومطالبهم»، وحذر المصدر من تنامي نفوذ الحوثيين «لأن ذلك سوف ينعكس سلبا على الشمال والجنوب من خلال تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية كتنظيم (القاعدة) الذي يعتبر الحوثيين شيعة رافضة يحق قتلهم، كما يجري في محافظة البيضاء من صراع مسلح بين الطرفـــين منـــذ عــدة أشهـــر».