مسؤول أميركي: إردوغان يركز على الأسد أكثر من «داعش»

تركيا وافقت نهاية العام الماضي أن تستعمل الولايات المتحدة قواعدها الجوية

TT

قال مسؤول أميركي كبير، أمس، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يعرقل» خطة أميركية لتوسيع الضربات الجوية ضد تنظيم داعش لتشمل منطقة الحدود بين سوريا وتركيا، غربي مدينة كوباني (عين العرب) المحاصرة، وإن إردوغان يركز على مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويفضل حظر الطيران في منطقة عريضة تشمل حلب ومدنا سوريا أخرى كبيرة.

وقال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، لصحيفة «واشنطن بوست» إن إردوغان «يريد تصورات جغرافية تختلف عن تصوراتنا.. نريد نحن ضرب (داعش)».

وبالنسبة لمواجهة نظام الأسد، قال المسؤول إن الولايات المتحدة تركز على تدريب «معارضين سوريين معتدلين» في خطة طويلة المدى. وحتى هذه، قال المسؤول، إنها تحتاج إلى «تأن»، إشارة إلى أهمية التأكد من أن المعارضين الذين ستدربهم الولايات المتحدة «معتدلون»، وليسوا إسلاميين.

يوم الجمعة الماضي، قال الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في مؤتمر صحافي: «تعلمنا الدرس بصعوبة، وهو أن نكون حذرين» وهي إشارة إلى حرب أفغانستان، حيث دربت القوات الأميركية جنودا أفغانيين، لكن بعضهم حمل السلاح ضد هذه القوات نفسها.

في اليوم نفسه، تحدث رئيس وزراء تركيا، أحمد داود أوغلو، لوكالة «رويترز»، عن «ضرورة حماية حلب من قصف قوات الأسد قبل أن تدرس تركيا تعزيز دورها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.» وأضاف: «أساس المشكلة هو وحشية نظام الأسد. نريد نحن منطقة حظر طيران لحماية حلب، على الأقل، من القصف الجوي. وأيضا، حتى لا يأتي المزيد من اللاجئين الجدد إلى تركيا». وقال إن تركيا «قد توسع المناطق العسكرية على الحدود السورية لوقف مرور المقاتلين الأجانب، من دون أن تغلق الحدود بالكامل في وجه اللاجئين السوريين».

وكانت تركيا وافقت في نهاية العام الماضي، أ تستعمل الولايات المتحدة قواعدها الجوية، خصوصا قاعدة «أنجرليك»، وذلك في إطار الحملة الدولية ضد «داعش».

في ذلك الوقت، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن المحادثات في واشنطن مع رئيس الوزراء أوغلو، ومسؤولين عسكريين أتراك، حققت «تقدما»، وإن «تركيا وافقت على دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة».

وفي وقت لاحق، زار تركيا منسق قوات التحالف الجنرال الأميركي المتقاعد جون ألان، ومساعده بريت ماكغورك، في محاولة لإقناعها بالتركيز على «داعش».

وفي الوقت نفسه، أجرى مدير الاستخبارات التركية، حقان فيدان، محادثات في واشنطن مع نائب وزير الخارجية الأميركي، ويليام بيرنز، وأيضا، مع كبيرة مستشاري الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، ليزا موناكو. وقال بيان أصدره البيت الأبيض إنهما ناقشا «وسائل تعزيز التعاون الوثيق أصلا في مكافحة الإرهاب، وتحقيق دمج أكبر للقدرات الفريدة لتركيا في التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)»، وإن موناكو «عبرت عن تقديرها» لدعم تركيا، وشددت على «أهمية الإسراع بالمساعدة التركية»، وعلى «الحاجة إلى بناء قدرات قوات الأمن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة بسرعة أكبر».

وفي وقت لاحق، زار فريق عسكري أميركي تركيا، لإجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك.

وكان وزير الدفاع الأميركي السابق، تشاك هيغل، قال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المساعدة العسكرية الرئيسية التي تطلبها بلاده من تركيا، في إطار هجمات التحالف الدولي ضد «داعش»، هي استخدام قاعدة «أنجرليك» العسكرية، وإنه «سيتم التوصل إلى اتفاق من أجل تعاون تركيا في تدريب القوى السورية المعتدلة، وإمدادها بالمعدات والأسلحة».

لكن، حسب تصريحات المسؤول الأميركي أمس لصحيفة «واشنطن بوست»، صار واضحا أن الأتراك يريدون أن يركز الأميركيون أكثر على إسقاط نظام الأسد. وقال المسؤول: «لا نقصر في جهود إسقاط الأسد، وسنبدأ برنامجا متكاملا لتدريب المعارضين المعتدلين»، وهي إشارة إلى ما كان البنتاغون قد أعلنه من أن التدريب سيبدأ في الأردن خلال الربيع المقبل.