الجيش التشادي يعزز انتشاره لمواجهة «بوكو حرام»

الإفراج عن 20 من أصل 80 مدنيا اختطفهم المتشددون قبل أيام

TT

واصل الجيش التشادي انتشاره في مواجهة جماعة «بوكو حرام» في شمال الكاميرون، أمس، حيث شددت الحكومة على ضرورة التنسيق ضد الجماعة المتشددة. وأعلنت تشاد أنها تعتزم «التقدم نحو العدو»، في إشارة إلى متمردي «بوكو حرام» الذين بلغت هجماتهم في الكاميرون ذروتها مع خطف 80 مدنيا في نهاية الأسبوع الماضي. وتمكن الجيش الكاميروني من الإفراج عن 20 شخصا منهم، في حين لا يزال الآخرون محتجزين. ونقلا عن وزير الاتصالات عيسى تشيروما بكاري، أعلنت محطة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الكاميرونية، الإفراج عن نحو 20 رهينة، دون إعطاء تفاصيل. وبحسب مصدر حكومي، فإن الجيش طارد مقاتلي «بوكو حرام» إثر عملية الخطف ودفعهم إلى الإفراج عن 24 شخصا. وتمكن مقاتلو «بوكو حرام» من الفرار إلى نيجيريا المجاورة مع 50 رهينة آخرين. وبحسب محطة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الكاميرونية، فإن قرى عدة تعرضت للتدمير خلال هذا الهجوم الذي أوقع 3 قتلى لم تكشف هوياتهم.

وفي باريس، رحبت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، بـ«الالتزام العسكري» التشادي في الكاميرون التي تواجه هجمات متكررة تشنها جماعة «بوكو حرام»، وبالسعي إلى «رد إقليمي قوي» على الأزمة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، على الموقع الإلكتروني للوزارة، إن «فرنسا تدين بحزم شديد الهجمات التي نفذت في أقصى شمال الكاميرون، وكذلك الاعتداء في بوتيسكوم في نيجيريا». وأعرب الرئيس التشادي إدريس ديبي بوضوح عن إرادته استعادة مدينة باغا الاستراتيجية الواقعة في شمال شرقي نيجيريا على ضفاف بحيرة تشاد التي وقعت بين أيدي الجماعة المتشددة في بداية يناير (كانون الثاني) الحالي.

من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن الهجوم على باغا هو «الأكبر والأكثر تدميرا» الذي تشنه «بوكو حرام» على الإطلاق منذ بداية حركة تمردها في 2009. لكن التشاديين والنيجيريين انسحبوا قبل الهجوم بكثير، والقوة الإقليمية غير ناشطة فعلا. ورحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية في وسط أفريقيا، عبد الله باثيلي، أمس، بالانتشار التشادي. وفي بيان شجع «كل دول حوض بحيرة تشاد ودول وسط أفريقيا على تعزيز تعاونها بما في ذلك نيجيريا بهدف تقديم رد إقليمي ومنسق ضد هذه الآفة التي تمثل سرطانا خطيرا للمنطقة». بدوره، أكد رئيس غانا جون دراماني ماهاما الذي لا تواجه بلاده تهديدا مباشرا من «بوكو حرام»، من برلين أن فكرة تشكيل قوة إقليمية بهدف مكافحة هذه الجماعة المتشددة بحثها في القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي نهاية الشهر. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: «أفريقيا قادرة على تقديم جنود لهذه القوة الإقليمية، لكن من الأهمية بمكان أن يتمكن شركاؤنا من المشاركة عبر تقديم دعم مالي». وأضاف الرئيس أيضا: «سنثمن أي دعم لوغيستي أو أي شكل آخر من الدعم الذي يمكن لشركائنا الأوروبيين تقديمه لنا»، مضيفا أنه لا يبدو له ضروريا «على الفور» نشر قوات أوروبية ضد «بوكو حرام». ورحبت ميركل باقتراح رئيس غانا قائلة: «سندرس بالتالي مع الاتحاد الأوروبي إمكانيات المساهمة في إطار شراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي». وأضافت: «أعتقد أن من العدل اختيار قوات أفريقية لإنجاز هذه المهمة، لكن من مصلحتنا المشتركة تمويل مثل هذه القوة بشكل دائم».