بنغلاديش: المعارضة تشل حركة النقل رغم الإفراج عن زعيمتها

احتجاجات أسبوعين خلفت 27 قتيلا وألحقت أضرارا واسعة بالاقتصاد

رجل ينقل تلاميذ في عربة ريكشة أمام صورة كبيرة لزعيمة المعارضة التي قررت الشرطة إنهاء وضعها قيد الإقامة الجبرية في دكا أمس (أ.ف.ب)
TT

أنهت سلطات بنغلاديش أمس احتجاز رئيسة المعارضة خالدة ضياء في مكتبها بالعاصمة دكا، بعد فترة احتجاجات عنيفة دامت نحو أسبوعين ضد الحكومة وأسفرت عن مقتل 27 شخصا. لكن حزب خالدة ضياء أكد عزمه مواصلة عرقلة وسائل النقل في البلاد.

وظلت الشرطة تطوق منذ 16 يوما مكاتب ضياء التي تولت رئاسة الحكومة مرتين لمنعها من قيادة حركة الاحتجاجات المعارضة المطالبة بتنظيم انتخابات جديدة ورحيل رئيسة الحكومة الحالية الشيخة حسينة واجد. وأثار تطويق مكتب ضياء أعمال عنف أسفرت عن مقتل 27 شخصا وجرح المئات منذ مطلع العام. وخلال احتجازها، دعت ضياء إلى قطع حركة النقل، فأحرق أنصارها حافلات وسيارات وشاحنات فيما ردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

وصرح المسؤول في الشرطة رفيق الإسلام أمس «في منتصف الليل سحبنا القوى الأمنية الإضافية من محيط مكتبها»، مضيفا أن خالدة ضياء باتت حرة في تنقلاتها. كما أكد متحدث باسم حزب بنغلاديش الوطني الذي تقوده ضياء إنهاء اعتقالها إلا أنه أشار إلى استمرار حركة قطع الطرق.

وتكبد اقتصاد البلاد أضرارا كبيرة نتيجة هذه العرقلة التي منعت على الأخص نقل طلبيات الملابس من عشرات آلاف معامل النسيج في بنغلاديش، ثاني مصدر للملابس عالميا بعد الصين. وقدر قطاع النقل خسائره بنحو 26 مليون دولار يوميا، فيما خسر المزارعون ملايين الدولارات بسبب غياب وسائل لنقل المحاصيل. وأفادت صحيفة «بروثوم» عن إحراق 238 آلية وتضرر 307 غيرها منذ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي. وصرح سير الكبير خان أن «تحالف أحزاب المعارضة الـ20 بقيادة الحزب الوطني سيواصل عرقلة حركة النقل حتى تلبية الحكومة لمطالبنا».

وتطالب زعيمة المعارضة ضياء من رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد تنظيم انتخابات تشريعية جديدة بعد عام على استحقاق قاطعته المعارضة، معتبرة أنه «مهزلة» وسط شبهات بالتزوير وأعمال عنف دامية. ونتيجة المقاطعة لا يضم البرلمان ممثلين عن المعارضة في الولاية الحالية التي تستغرق 5 سنوات. وسمح قرار ضياء عدم المشاركة في الانتخابات التي اعتبرتها «مهزلة» بفوز منافستها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد. وفرضت الإقامة الجبرية على ضياء خلال الانتخابات ثم أفرج عنها بعد التصويت. وأكدت خالدة ضياء وحلفاؤها أن حسينة واجد قامت بتزوير الانتخابات التي جرت العام الماضي بمساعدة اللجنة الانتخابية وأجهزة الأمن. وقالت الولايات المتحدة بأن الانتخابات لم تعكس بصدق إرادة الشعب. كما تطالب ضياء الإفراج عن القادة والناشطين المعارضين الموقوفين في أعقاب أعمال العنف في الأسابيع الفائتة. وأكد الحزب القومي أن ألفين من أعضائه موقوفون. كما أوقف أول من أمس أحد قادته في شمال البلاد نديم مصطفى.

من جهتها، قررت الحكومة أول من أمس، تعليق خدمتين للرسائل النصية على الهواتف الذكية هما فايبر وتانغو، بعدما أصبحتا أداتين أساسيتين لتواصل المتظاهرين، من أجل منعهم من تنسيق هجماتهم. وتتهم حسينة واجد منافستها خالدة ضياء بالسعي إلى إثارة «الفوضى» في البلاد فيما هددت الحكومة مؤخرا بملاحقتها قضائيا لتهمة القتل بسبب عنف حركة الاحتجاجات. وقادت الشيخة حسينة وضياء بنغلاديش مداورة في الحيز الأكبر من السنوات الـ30 الأخيرة، وعلاقتهما سيئة جدا غالبا ما يتخللها التهجم والشتائم. ويهيمن حزب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد رابطة عوامي وحزب بنغلاديش الوطني المعارض على الساحة السياسية منذ استقلال البلاد عن باكستان في 1971. وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عن القلق حيال موجة العنف الأخيرة في البلاد، حيث ناشد الأوروبيون الطرفين التحاور للخروج من الأزمة.