الصدر يقر بخطورة الميليشيات على المؤسسة العسكرية

دعا خلال لقائه وزير الدفاع إلى إعادة الهيبة للجيش العراقي

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مؤتمر صحافي مشترك في النجف أمس (إ.ب.أ)
TT

أقر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بخطورة الميليشيات وكل التسميات الأخرى خارج المؤسسة العسكرية على وحدة الجيش وهيبته، داعيا إلى إعادة الهيبة للجيش العراقي، ومؤكدا في الوقت نفسه أن الجيش العراقي ليس طائفيا وأنه لا يزال قويا.

وقال الصدر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع خالد العبيدي بمقر إقامته في مدينة النجف أمس إن «الجيش العراقي ليس جيشا طائفيا وإنما هو جيش العراق أجمع يدافع عن أي جزء وأي شبر من أرض هذا الوطن»، عادا «ذلك إعلانا مهما لجميع فئات الشعب والدول الخارجية». وأكد الصدر أن «الجيش لا يزال قويا وسنعمل معا لإرجاع هيبته ووحدته إلى وحدة العراق وإلى أن يمسك بزمام الأمور»، متعهدا بـ«دفع كل الميليشيات وكل التسميات الأخرى إلى الخارج ليحل محلها الجيش الوحيد».

وشدد زعيم التيار الصدري على أن «الجيش العراقي هو الوحيد الذي يجب عليه مسك الأرض من الإرهابيين ومن التكفيريين ومن كل خطر يداهم العراق».

وفي هذا السياق، عد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأهم هو أن يعمل الجميع على إعادة الهيبة للجيش العراقي بعد الدمار الذي حل به منذ أن أصدر الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر قرارا تعسفيا بحل الجيش العراقي». وأضاف المطلك أن «السيد مقتدى الصدر انطلق في ذلك من رؤية إيجابية يجب أن يتم البناء عليها لأن وحدة الجيش وعدم اختلاطه بأي تسميات أخرى من شأنها أن تنعكس على وحدة البلاد واستقرارها لأن مهمة الجيش هي الدفاع عن الحدود ضد أي اعتداءات خارجية بينما مهمات التسميات الأخرى من ميليشيات وغيرها إنما هي الزج بالمؤسسة العسكرية في مهمات أخرى لا تنسجم مع المهام الأصلية التي يجب أن يتولاها الجيش».

وشدد المطلك على «ضرورة أن يحصل الجيش على الاهتمام المطلوب من حيث التسليح والتدريب والتجهيز وأن يراعى موضوع التوازن داخله وأن تتخلص المؤسسة العسكرية من كل الحالات التي لا تنفع الجيش بقدر ما تضره مثل الدمج وغيرها»، موضحـا أن «التجربة الأولى التي واجهها الجيش العراقي بالطريقة الخاطئة التي بني عليها هي انتكاسة الموصل التي أثبتت أهمية أن يكون هناك جيش واحد موحد وأن تبتعد القوى والكتل السياسية في توجهاته وأن يعاد العمل بالتجنيد الإلزامي وأن تكون له عقيدة عسكرية واضحة». وأبدى المطلك أسفه لأن «هناك جهات لا تريد التجنيد الإلزامي بينما إذا أردنا أن نشعر بوحدتنا كعراقيين يجب أن نعيد التجنيد الإلزامي وهو أحمر نعمل عليه بقوة».

يذكر أن المرجعية الدينية في النجف دعت في إطار فتوى أصدرها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في الـ13 من يونيو (حزيران) عام 2014 القادرين على حمل السلاح إلى «التطوع»، في الحرب ضد الإرهاب، عادّا إياها حربا «مقدسة»، وأكد أن من يقتل في هذه الحرب فهو «شهيد»، كما دعا القوات المسلحة إلى «التحلي بالشجاعة والاستبسال»، وطالب القيادات السياسية بترك «خلافاتهم وتوحيد موقفهم»، لإسناد القوات المسلحة. وفي هذا السياق فقد شكلت الحكومة العراقية قوات الحشد الشعبي من آلاف المتطوعين ومقاتلين ينتمون إلى أحزاب وتيارات دينية وشعبية وعشائرية لإسناد القوات المسلحة في المعارك التي تخوضها ضد تنظيم داعش، وكان لهذه القوات الأثر الكبير في تحرير مناطق كبيرة في محافظتي صلاح الدين وديالى.