حزب الله اللبناني يتولى إدارة العمليات العسكرية في القنيطرة بمعاونة إيرانيين

وجود خبرائه في المنطقة يؤشر إلى نية لإطلاق عمليات ضد إسرائيل في الجولان

TT

قالت مصادر في المعارضة السورية في القنيطرة لـ«الشرق الأوسط»، إن حزب الله اللبناني «بات يتولى بشكل فعلي إدارة العمليات العسكرية في منطقة القنيطرة، منذ شهر مارس (آذار) الماضي، ويعاونه ضباط إيرانيون»، وذلك بعد سيطرة قوات المعارضة السورية على بلدات سويسة وعين التينة وعين زيوان، ومحاصرة تلال «الحمر» الشرقي والغربي قبل أن تتمكن من طرد قوات النظام منها في وقت لاحق.

ويأتي هذا الكشف بعد يومين على مقتل جنرال إيراني و6 عناصر من حزب الله اللبناني، بينهم الجنرال الإيراني محمد الله دادي، والقيادي محمد أحمد عيسى، وجهاد مغنية (نجل قائد العمليات العسكرية السابق في الحزب عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق في عام 2008)، وذلك في غارة إسرائيلية استهدفت سياراتهم في القنيطرة السورية.

ويضاعف هذا الوجود لمقاتلي حزب الله والخبراء الإيرانيين في المنطقة، الأسئلة عن أهداف تسعى إليها طهران وحليفها اللبناني في منطقة القنيطرة المواجهة لهضبة الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، وسط مؤشرات على أن الحزب، كان ينوي إطلاق عمليات عسكرية في الجولان ضد أهداف إسرائيلية، تشابه تجربة الحزب في جنوب لبنان قبل التحرير في عام 2000.

ويستدل مطلعون على ذلك، من خلال سيرة القياديين في الحزب الذين قتلوا في الغارة، وكان أبرزهم محمد عيسى الذي يحمل تجربة عسكرية ميدانية كبيرة، كونه قاتل في جنوب لبنان قبل التحرير في عام 2000. وخلال حرب تموز 2006. وكان يتولى المهام العسكرية للحزب في سوريا والعراق. كما يستدل هؤلاء إلى السيرة الذاتية للجنرال الإيراني محمد الله دادي الذي كان يعمل مستشارا عسكريا أول لدى الجيش السوري وقوات الجيش الوطني، بحسب بيان الحرس الثوري الإيراني.

وتشهد منطقة القنيطرة وجودا لمقاتلي حزب الله وخبرائه، منذ أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في مايو (أيار) 2013 عن أن الحزب «سيقف إلى جانب المقاومة الشعبية السورية وتقديم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من أجل تحرير الجولان السوري».

وكرر نصر الله في تصريحات سابقة ربط الضربات الإسرائيلية لمواقع عسكرية سوريا، بـ«استهداف محور المقاومة»، بقوله في آخر حوار تلفزيوني معه بثته قناة «الميادين» الأسبوع الماضي، إن أي اعتداءٍ على سوريا هو «عدوانٌ على المقاومة، ولن يبقى من دون رد»، وشدد على أن محور المقاومة معني بالرد على أي عدوان مماثل وباتخاذ القرار وتحديد موعد هذا الرد.

كما قال: «إن بعض الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا كان جزءا من خطة هجوم المسلحين على الجيش السوري». ولفت إلى أن هناك «تواصلا بين المسلحين والإسرائيليين في الجولان والقنيطرة وأن علاقة الطرفين ليست هامشية».

وفي القنيطرة، قال مصدر عسكري معارض من داخل محافظة القنيطرة لـ«الشرق الأوسط»، إن مزرعة الأمل التي تعرض فيها موكب حزب الله وقيادات إيرانية لقصف الغارة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي، تقع شمال بلدة خان أرنبة بالقرب من تل الأحمر الشمالي الواقع ضمن اللواء 90 على خط وقف إطلاق النار مع هضبة الجولان المحتلة، ويوجد في البلدة حاجز لقوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل).

وكان الحزب يتخذ من منطقة عين الشعرة شمال القنيطرة مركزا له، لكنه أخلى مواقعه أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، بعد انسحابه من تل الحارة في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نتيجة تحريره من قبل الجيش الحر والفصائل الإسلامية.

ويتحصن مقاتلو «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني الآن، في تل أحمر الواقع شرق بلدة مزرعة الأمل، التي تعتبر نقطة عسكرية مهمة للحزب والحرس الثوري الإيراني اللذين يقودان المعارك في محافظة القنيطرة. ويقع التل الأحمر الشمالي بمحاذاة خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل ويشرف على عقدة طرقية تربط بين جباتا الخشب الواقعة جنوب غربي التل، وقرية حضر الواقعة شمالا وحرفا الواقعة شمال شرقي التل بنحو كيلومترين فقط.

ويعتبر التل الأحمر الشمالي، من أهم النقاط الاستراتيجية المتبقية مع النظام كونه يشرف على مجموعة من القرى ويكشف العمق المتقدم من أراضي القنيطرة في الجنوب. كما يعتبر اللواء 90 من أهم نقاط الإمداد لقوات النظام بالذخيرة والسلاح وعناصر الجيش النظامي من قيادة اللواء 90 في عمليات النظام ضد مواقع «الجيش الحر» والفصائل الإسلامية التي تمكنت خلال عام 2014 من تحقيق تقدم كبير داخل القطاع الغربي في درعا، وفتحت طرق الإمداد بين جبهتي القنيطرة ودرعا ودمجتهما معا.

وتقدر مصادر عسكرية معارضة النطاق الجغرافي الخاضع لسيطرتها ضمن محافظة القنيطرة، بنحو 70 في المائة، فيما يحتفظ النظام بنحو 30 في المائة فقط، بينها نطاق سيطرته على اللواء 90 وخان أرنبة والبعث، وبلدات حضر ومشقق وعيشة والصمادية الشرقية وزجبا وتل النورية، إضافة إلى مرتفع آخر يحاذي خان أرنبة. كما يمتلك عدة سرايا عسكرية في مناطق سيطرته وهي مجدولية وخميسة وكوم الباشا وسرية الإشارة وسرية الدفاع الجوي.

وكان النظام قد خسر سيطرته على معبر القنيطرة مع الجولان المحتل في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، ويسيطر على المعبر كل من جبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة.