البيشمركة تكبد «داعش» خسائر في محاور كركوك وسنجار

مسؤول كردي: التنظيم الإرهابي يتخذ استعداداته لمواجهة معركة تحرير الموصل

مقاتل في قوات البيشمركة قرب سايلو حبوب ببلدة مخمور التي تسيطر عليها القوات الكردية (رويترز)
TT

شهدت جبهات القتال بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم داعش أمس في كركوك وسنجار معارك ضارية تمكنت خلالها البيشمركة من إفشال محاولات التنظيم في التقدم باتجاه المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية.

وقال قائد قوات البيشمركة في محور كركوك دبس، كمال كركوكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تعرض تنظيم داعش للهزائم المتتالية على يد قوات البيشمركة، يحاول التنظيم الإرهابي في بعض الجبهات الحصول على إنجازات ليظهر أنه لم ينهزم بعد، لذا يواصل هنا وهناك هجماته على جبهات قوات البيشمركة، وفي هذا الإطار هاجم مسلحو داعش (أول من) أمس جبهات البيشمركة في محور غرب كركوك، وبدأوا بقصف مواقع البيشمركة في جبهات سمايلاوا وكبيبة‌ بقذائف الهاون ومدافع الدوشكا، لكن قواتنا تصدت لهم وكبدت التنظيم خسائر فادحة وأجبرتهم على الفرار باتجاه مناطقهم، وكذلك حاولوا الهجوم على منطقة ملا عبد الله ومن منطقة غرة على قرية طويلعة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل لأن البيشمركة تصدت لهم بقوة وأجبرتهم على الفرار». كما أنهم حاولوا مرات متعددة‌ التعرض لجبهات البيشمركة في منطقة تل الورد إلا أن التصدي كان لهم أقوى.

وتابع كركوكي، أن طائرات التحالف الدولي قصفت صباح (أول من) أمس تجمعا لتنظيم داعش في منطقة مكتب خالد، وأسفر القصف عن مقتل وإصابة عدد من مسلحي «داعش»، مضيفا أن التنظيم أعاد 7 من جرحاه وقتلاه إلى مستشفى الحويجة. وأسرت قوات البيشمركة عددا من مسلحي «داعش» في تلك المنطقة. وأضاف: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، هناك صراعات داخلية كبيرة في صفوف مسلحي التنظيم الأجانب والعراقيين، وهذه الصراعات أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين الأجانب»، مؤكدا أن قوات «داعش» في محور كركوك تتكون بالدرجة الأولى من السكان المحليين، في حين أرسل التنظيم قوات أخرى جديدة إلى المنطقة تتكون من الأجانب والعرب والعراقيين.

في غضون ذلك، أعلنت قوات البيشمركة تصديها لهجوم من «داعش» على مواقعها وسط سنجار، وقال العميد بهرام ياسين، قائد قوات البيشمركة في محور سنجار، بتصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة الآن تتمركز داخل قضاء سنجار، وهي تسيطر على كافة المرتفعات المطلة على المدينة والمناطق الاستراتيجية داخلها، وإن قواتنا أحكمت سيطرتها على أحياء النصر وبربروش والشهداء داخل سنجار، ونيران البيشمركة تصل إلى الطريق الرابط بين الموصل وسوريا، الذي يعتبر الشريان الاقتصادي لـ(داعش)، حيث ينقل عبرها ما يحصل عليه من نفط في المناطق التي يسيطر عليها إلى سوريا»، مشيرا إلى أنه «الآن وبسبب نيران البيشمركة فقد تم حرمان التنظيم من هذا الشريان لهذه الأسباب يحاول (داعش) إبعاد قوات البيشمركة من هذه المنطقة وتأمين هذا الطريق، لكن قواتنا تسيطر بقوة على كافة هذه المناطق، وهناك تقدم يومي مستمر على هذه الجبهة، ونحن بدأنا الآن بتمشيط وتطهير مركز مدينة سنجار وأحيائها من مخلفات (داعش)، وإبطال العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم». وقال: إن «مسلحي (داعش) هاجموا مواقعنا أمس، لكن قوات البيشمركة تمكنت من ردعهم، حيث قتل 10 مسلحين في الهجوم من بينهم أحد أمراء (داعش) في سنجار وأصيب 8 آخرون منهم بجراح، والأوضاع الآن تحت سيطرة قوات البيشمركة».

من جهة أخرى، اتخذ تنظيم داعش عددا من الإجراءات داخل مدينة الموصل، تحسبا للعملية العسكرية المرتقبة من قبل الحكومة العراقية وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، وقال غياث سورجي، المتحدث الرسمي لمركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها اتخذ التنظيم عدة إجراءات خلال الأيام القليلة الماضية استعدادا لعملية تحرير الموصل، حيث قرر تعطيل الدوام في كافة دوائر ومؤسسات الموصل، وسحب عددا كبيرا من قواته داخل المدينة خاصة مسلحي ديوان الحسبة وشرطته، وأرسلهم إلى جبهات القتال، بسبب الضغط الذي يتعرض له من قبل قوات البيشمركة على الجبهة.

وعن التغييرات التي أجراها التنظيم في قيادته بمدينة الموصل، قال سورجي: «التنظيم يجري بين مدة وأخرى تغييرات في قياداته العسكرية والأمنية، لكن بحسب معلوماتنا، فإن والي (داعش) في الموصل حسن سعود، أصيب في قصف لطيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم داخل المدينة مؤخرا، وهو ما زال يقود كافة العمليات العسكرية والأمنية في حدود الموصل»، مبينا أن والي الموصل عراقي الجنسية ومن أهالي الموصل.