التحقيق يركز على «الخطأ البشري» في تحطم الطائرة الماليزية

TT

أعلن وزير النقل الإندونيسي إينياسيوس جونان، أمس، أن الطائرة الماليزية التي تحطمت في البحر وعلى متنها 162 شخصا الشهر الماضي، ارتفعت بسرعة مفرطة ثم تعطلت قبل أن تسقط، بينما أكد مسؤول آخر أن التحقيق يتركز على احتمال أن يكون الحادث نجم عن خطأ بشري.

وقال جونان لصحافيين نقلا عن معطيات سجلت بالرادار: «في الدقائق الأخيرة ارتفعت الطائرة التابعة لشركة (إير آسيا) بسرعة أكبر من سرعتها العادية». وأضاف أن «الطائرة تجاوزت فجأة حدود السرعة المحددة للارتفاع ثم تعطلت». وكان وزير النقل صرح أمام البرلمان الإندونيسي قبل ذلك أن الطائرة «ارتفعت بسرعة 6 آلاف قدم في الدقيقة (ألفا متر في الدقيقة)»، موضحا أنها سرعة غير عادية لطائرة ركاب. وقال: «أعتقد أنه من النادر أن ترتفع طائرة حربية أيضا بهذه السرعة».

وأعلن مسؤول إندونيسي أمس أن التحقيق في حادث الطائرة يتركز على احتمال حصول خطأ بشري أو أعطال في الطائرة بعد استبعاد فرضية الإرهاب. ومنذ سقوط الطائرة، انتشل غطاسون 53 جثة والصندوقين الأسودين اللذين يسجل الأول المحادثات بين الطيارين وبرج المراقبة الجوي (مسجل صوتيا)، أما الآخر فيسجل المعلومات المتعلقة برحلة الطائرة (السرعة والارتفاع وعمل المحركات.. إلخ). وقد استمع محققو اللجنة الوطنية لسلامة وسائل النقل إلى التسجيل الصوتي، لكنهم رفضوا الكشف عن تفاصيل حول الأحاديث، مكتفين بالقول إنهم لم يلاحظوا وجود أي مؤشر إلى عمل إرهابي.

وردا على أسئلة الصحافيين عن احتمال حصول عمل إرهابي، قال المحقق نوركاهيو أوتومو: «لم نسمع صوت أي شخص آخر غير أصوات الطيارين، ولا أي انفجار»، مشيرا إلى أن السلطات لم تطرح فرضية وقوع اعتداء لتفسير الحادثة. وأضاف أن المحققين باتوا يركزون على «احتمال حصول أعطال في الطائرة، وعلى العوامل البشرية». وقال المحقق الآخر ارتاتا لاننغالي إن المسؤولين لن يكشفوا أي تفصيل حول مضمون تسجيلات الرحلة قبل صدور تقرير أولي متوقع الأسبوع المقبل عن أسباب الحادث. وكانت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية أعلنت في تقرير مطلع الشهر الحالي أن العوامل المناخية هي «العنصر المسبب» لوقوع الحادث.

يذكر أن طائرة «إيرباص إيه 320 - 200» كانت أقلعت في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي من مدينة سورابايا الإندونيسية متوجهة إلى سنغافورة، وواجهت غيوما كثيفة خطرة، ثم اختفت عن شاشات الرادارات. وتحطمت الطائرة بعد قليل في بحر جاوة ولم ينج أحد من ركابها. وخلال الرحلة طلب قبطان الطائرة السماح له بالارتفاع لتجنب غيوم خطيرة، لكن طلبه لم يلب بسبب حركة الملاحة في هذا الممر الجوي المزدحم. وتحطمت الطائرة في البحر بعيد ذلك. وكانت الطائرة تنقل 155 إندونيسيا. أما الباقون فهم مساعد الطيار، الفرنسي ريمي بليسل، وبريطاني، وثلاثة كوريين جنوبيين، وماليزي، وسنغافوري.