اليابان يعلن عن تقديم 100 مليون دولار للفلسطينيين للمساهمة في إعادة إعمار غزة

آبي يطلب خلال لقائه بعباس المساعدة في الإفراج عن الرهينتين اليابانيتين

الرئيس عباس خلال استقباله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن تقديم بلاده دعما جديدا بقيمة 100 مليون دولار لفلسطين، من أجل المساهمة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وخلق فرص العمل وتطوير الشؤون الصحية، وقال إن «بلاده تعتزم إرسال خبراء يابانيين متخصصين في بناء شركات صغيرة في مارس (آذار) المقبل».

وأوضح آبي أنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) المساعدة في الجهود المبذولة لإنقاذ الرهينتين اليابانيين، الذين أعلن تنظيم داعش عن اختطافهما، مطالبا بفدية مالية لإطلاق سراحهما أو قتلهما. وأكد بعد لقائه عباس في رام الله، أمس، أثناء زيارة تم اختصارها بسبب تطورات الاختطاف، أنه أبلغ الرئيس بتسجيل الفيديو الخاص بالمخطوفين، مؤكدا القيام «بجمع المعلومات من أجل إنقاذ حياتهما، وطلبه من الجانب الفلسطيني تقديم الدعم في هذا المجال، خصوصا وأن الرئيس عباس قال إن الإرهاب غير مقبول أبدا، وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة وتضامن الشعب الفلسطيني في هذا المجال».

وتابع آبي في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع عباس «سنقوم بالاتصالات والتنسيق بشكل مكثف في المنطقة للتركيز على حماية الأرواح بالدرجة الأولى، واليابان ترتبط بعلاقة جدية مع فلسطين منذ زيارة الرئيس الراحل ياسر عرفات لليابان عام 1981، وأرجو أن نجعل من هذه الزيارة فرصة لتقوية تطوير العلاقة الفلسطينية - اليابانية، كما أن اليابان تقوم حاليا بدعم جهود فلسطين في استقلال اقتصادها، وبناء المؤسسات في إطار مشروع بناء الثقة ومن خلال التعاون بين فلسطين وإسرائيل والأردن ومشروع ممر السلام».

وتمنى رئيس الوزراء الياباني أن تتعايش فلسطين وإسرائيل في ظل السلام، وقال بهذا الخصوص «إننا عازمون على الاستمرار في دعم السلام القائم على حل الدولتين، لكننا نشعر بالقلق إزاء تدهور الأوضاع منذ العام الماضي وابتعاد فرص تحقيق السلام، وقد تبادلت مع كل منهما وجهات النظر كأصدقاء حقيقيين ومخلصين، وأتمنى من صميم قلبي أن يحل السلام بأسرع ما يمكن في هذه البلاد ذات التاريخ العميق، ليتمكن الناس من البناء والازدهار». وجاءت زيارة آبي لفلسطين بعد وقت قليل من إعلان تنظيم داعش عن اختطاف رهينتين يابانيين، وإمهاله الحكومة اليابانية 72 ساعة لدفع فدية مالية قدرها 200 مليون دولار مقابل الإفراج عن الرهينتين. وقد قرر رئيس الوزراء الياباني اختصار زيارته لفلسطين بلقاء عباس والعودة إلى طوكيو فورا، بعدما كان مقررا أن يزور على رأس وفد كبير من رجال الأعمال المنطقة الصناعية في أريحا، وأن تقام له هناك مراسم استقبال رسمية، ويلتقي خلالها رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورجال أعمال فلسطينيين.

وقبل زيارته لرام الله دان آبي بشدة أعمال الإرهاب، وقال إن «عملية الاختطاف لن تمنع اليابان من تقديم مبلغ 2.5 مليار دولار إلى دول الشرق الأوسط المتضررة من تنظيم داعش، ومنها مصر».

ومن جهته، عبر عباس عن تضامنه والشعب الفلسطيني مع اليابان والوقوف إلى جانبها إثر اختطاف مواطنين يابانيين، وقال عباس في المؤتمر الصحافي :«تلقينا اليوم (أمس) نبأ اختطاف مواطنين يابانيين، ونؤكد مجددا إدانتنا ورفضنا المطلق لمثل هذه الأعمال البشعة التي تتنافى مع كل القيم والشرائع والأخلاق الإنسانية، معربين عن تضامنا معكم ووقوفنا إلى جانبكم من أجل عودتهم إلى أهلهم سالمين». وأضاف عباس أن «الشعب الفلسطيني لن ينسى المواقف المشرفة التي وقفتها اليابان إلى جانب فلسطين منذ منتصف القرن الماضي، والتي بدأت بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم العون لهم، وتواصلت بعد قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، الأمر الذي أسهم في بناء مؤسساتنا الوطنية، وإرساء البنية التحتية لدولة فلسطين، وأسهم بتطوير التدريب في قطاعات الصحة والزراعة... كما لا يفوتنا أن ثمن بشكل خاص تصويت اليابان، مع 137 دولة، إلى جانب دولة فلسطين عام 2012، لتصبح فلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة، وهو ما نعتبره دعما صادقا لحق شعبنا في الحرية والاستقلال على أساس حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار».