الخارجية الأميركية تراقب الأوضاع في اليمن وتعتبر هادي الزعيم الشرعي

بارجتان أميركيتان عند باب المندب وقوات مارينز على أهبة الاستعداد لأي تطورات في صنعاء

TT

قالت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب أزمة اليمن والاضطرابات التي تسود البلاد، بعد محاصرة المتمردين الحوثيين لمقر إقامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقالت بساكي «هادي لا يزال هو رئيس البلاد، ونحن على اتصال معه».

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تتعاون مع اليمن في ملفات مكافحة الإرهاب، وأكدت أن دور الحكومة اليمنية كان حاسما في دعم الجهود لملاحقة التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية «إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تطور الأحداث في اليمن خلال الأيام الماضية والهجوم على القصر الرئاسي، وندعو إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية». وأضافت «نحن نؤيد جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي لنزع فتيل التوترات في صنعاء».

وحثت الخارجية الأميركية جميع الأطراف في صنعاء على الالتزام ببنود اتفاق السلام والشراكة الوطنية ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني التي اعتبرتها توفر الطريق الوحيد للتحول الديمقراطي السلمي في اليمن. ونفت الخارجية أي تغييرات في أمن السفارة الأميركية في صنعاء، وأشارت إلى أنه تم تخفيض عدد الموظفين في السفارة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية إنه لا توجد خطط حالية لإخلاء السفارة الأميركية لدى اليمن على الرغم من الاضطرابات التي تسود البلاد، وإن المنشاة الأميركية «ليست في خطر».

وقالت مصادر في البنتاغون إن قوات المارينز مستعدة للنزول في صنعاء لحماية السفارة الأميركية، وإنقاذ المواطنين الأميركيين. وأكدت المصادر أن الأوامر بالإخلاء ستصدر إذا كان الأميركيون تحت تهديد خطير. ونقلت أمس صحيفة «مارينز تايمز» الوثيقة الصلة بقوات المارينز أن قوات المارينز «مستعدة لتعزيز الأمن في السفارة الأميركية هناك، إذا لزم الأمر، بعد أن استولى متمردون على القصر الرئاسي صباح الثلاثاء في العاصمة صنعاء». وأمس، نقل تلفزيون «سي إن إن» خبر إطلاق النار على سيارة تابعة للسفارة، كانت تحمل دبلوماسيين أميركيين. وكانت السيارة وقفت عند نقطة تفتيش عند مدخل السفارة. ولم تحدث إصابات.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن وحدة من المارينز (مشاة البحرية) ظلت تحفظ الأمن في السفارة، بالإضافة إلى قوة احتياطية ذات استعدادات أرضية وجوية تابعة لقيادة القوات الوسطي تعسكر «في المنطقة».

وبينما رفض مسؤولون في قيادة المارينز الحديث عن تفاصيل الموضوع، قال مصدر عسكري «نظل مستعدين للاستجابة للأزمات. وفي الماضي القريب، فعلت ذلك وحدة الاستجابة للأزمات في أفريقيا، حيث تم إجلاء موظفين ودبلوماسيين من جنوب السودان، بعد انهيار الأمن هناك، ومن ليبيا، بعد الهجوم المميت عام 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي». وأشارت الصحيفة إلى وحدة المارينز «رقم 24»، الموجودة حاليا في خليج عدن قبالة الساحل اليمني، وأنه بالإضافة إلى قوات المارينز في السفارة الأميركية لدى اليمن، توجد في حماية السفارة قوات تابعة للجيش الأميركي (القوات البرية) من قاعدتي «بالم» و«كامب بندلتون» (ولاية كاليفورنيا).

ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن مسؤولين أميركيين أن هناك بارجتين عسكريتين هما «يو إس إس أيو جيما» و«يو إس إس فورت ماكهنري» ترابطان على مقربة من مضيق باب المندب تحسبا لأي طارئ واستباقا واستعدادا لكل الاحتمالات خاصة بعد التصعيد الذي شهدته العاصمة اليمنية خلال الأيام الماضية.

وقال المسؤولون إنه إذا صدرت أوامر بالإخلاء فإن الخيار الأول سيكون نقل أفراد السفارة برا عن طريق مطار صنعاء، وفي حال استحالة تنفيذ الإخلاء فإنه من المرجح أن تحلق طائرات عسكرية لتقوم بتوفير غطاء جوي يساعد على تنفيذ عملية الإخلاء. وأشار المسؤولون إلى أنه تمت دراسة عدد كبير من الخيارات.

وكانت الخارجية الأميركية حذرت المواطنين الأميركيين مرة أخرى، أول من أمس، بعدم السفر إلى اليمن. وجاء في البيان «تحث وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين على تأجيل السفر إلى اليمن.. والذين يعيشون حاليا في اليمن على الخروج».

من جانب آخر، تبنى مجلس الأمن قرارا بالإجماع، مساء أول من أمس الثلاثاء، يدعم الرئيس اليمني عبد لربه منصور هادي بصفته الرئيس الشرعي للبلاد. ودعا القرار جميع الأطراف السياسية إلى دعم هادي وحكومته من أجل إعادة الاستقرار إلى اليمن.

من جهتها، أعربت فرنسا، أمس، عن قلقها من المواجهات المسلّحة في اليمن، لا سيما في صنعاء، كما دعا إلى ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتؤكد فرنسا مجددا مع شركائها في مجموعة الدول العشر دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية، باعتبارهما الضامنين لوحدة البلاد واستمرارية المؤسسات.