فلسطيني يطعن 13 راكبا داخل حافلة في تل أبيب.. وإسرائيل تحمل أبو مازن المسؤولية

السلطة لا تعقب.. وحماس وفصائل أخرى تبارك العملية

ممرضون يقدمون الإسعافات الأولية لأحد المصابين في الهجوم الذي نفذه الفلسطيني حمزة محمد المتروك على ركاب حافلة في تل أبيب أمس (رويترز)
TT

قام شاب فلسطيني بطعن عدد من ركاب حافلة في وسط تل أبيب بسكين، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتصيبه وتعتقله، فيما اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي «عملية إرهابية تشكل نتيجة مباشرة لتحريض السلطة الفلسطينية».

وقالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، إن «الهجوم، الذي وقع صباح أمس، أدى إلى إصابة 5 أشخاص بجروح بالغة، و4 آخرين بجروح طفيفة»، من دون أن توضح ما إذا كانوا أصيبوا جميعهم طعنا بالسكين. ووصفت السمري المهاجم بـ«الإرهابي»، بينما قال بيان للشرطة: إن «المهاجم طعن سائق الحافلة عدة مرات لكن السائق تصدى له إلى أن فر، ثم قام ضابط من إدارة السجون بإطلاق النار عليه في ساقه»، وقد نقل إلى المستشفى لمواصلة التحقيقات. كما قال شهود لإذاعة الجيش: إن «سائق الحافلة استخدم رذاذ الفلفل في محاولة لوقف الهجوم».

وذكر مصدر في طاقم التحقيق بالشرطة الإسرائيلية أن منفذ عملية الطعن التي أسفرت عن إصابة 13 شخصا بجراح، قال بعد اعتقاله إنه «نفذ الهجوم انتقاما للحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة الصيف الماضي». لكن الحكومة الإسرائيلية اتهمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالمسؤولية عن هذه العملية «بسبب التحريض المنهجي الذي يقوم به هو ووزراؤه ووسائل الإعلام التي تعمل باسمه، وباسم حلفائه من حركة حماس».

وكان الشاب حمزة محمد المتروك (22 عاما) من مخيم اللاجئين قرب مدينة طولكرم، والذي يقيم بصورة غير شرعية في إسرائيل، قد صعد إلى حافلة ركاب جماهيرية تعمل على خط المواصلات العامة رقم 40 في تل أبيب، وعند مرور الحافلة بالقرب من مقر صحيفة «معريب» في مركز المدينة، نهض من مكانه واستل سكينا، وراح يطعن المسافرين بها. وقال أحد المسافرين إن «منفذ العملية طعن أولا سائق الحافلة، وهو ما جعل من الصعب على السائق فتح أبواب الحافلة لينزل الركاب ويلوذون بالفرار، وبعد ذلك بدأ منفذ العملية بطعن أكبر عدد ممكن من المسافرين، قبل أن يتمكن أحد الركاب من فتح أبواب الحافلة، ويتمكن الركاب من الهرب، لكن حمزة راح يركض وراءهم وتمكن من طعن 4 أشخاص آخرين. وقد تصادف الهجوم مع وجود عدد من أفراد الشرطة العاملين في مصلحة السجون، كانوا في سيارتهم وراء الحافلة، فانطلقوا وراءه وتمكنوا من السيطرة عليه وإلقاء القبض عليه، بعد أن أطلق أحدهم النار عليه وأصابه في ساقه. وفي أول تعليق له على هذا الهجوم قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن «العملية نتيجة مباشرة للتحريض السام الذي تنشره السلطة الفلسطينية ضد اليهود ودولتهم». وأضاف نتنياهو موضحا أن «نفس الإرهاب يحاول أن يلحق الضرر بنا في فرنسا وفي بروكسل وفي كل مكان، والذين سارعوا في الترحيب بهذا العمل هم حركة حماس، شركاء أبو مازن في حكومة التوافق. والآن تريد حماس أن تلاحقنا قضائيا في المحكمة الدولية في لاهاي». وتابع نتنياهو «أبو مازن هو المسؤول عن التحريض وعن الخطوة الخطرة في المحكمة الدولية في لاهاي».

وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قادة فلسطينيين مسؤولية الهجوم، وخص منهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية ونائبين عربيين في الكنيست. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله «إنهم جميعا جزء من عملية تقوض حق الإسرائيليين في وجود دولة يهودية».

من جهته، حمل الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، الرئيس عباس، مسؤولية ما وقع بقوله: «المسؤول عن العملية الإرهابية في تل أبيب هو نفس الشخص الذي شوهد في مسيرة باريس قبل أسبوع إلى جانب زعماء العالم. فأبو مازن يوزع المكافآت المالية لقتلة اليهود، ويسمي شوارع على أسمائهم، لذلك فهو المرسل وهم المبعوثون». وطالب الوزير اليميني الحكومة الإسرائيلية بوقف الأموال التي تنقل إلى الجانب الفلسطيني لأنها تذهب في نهاية المطاف إلى عائلات «المخربين»، حسب أقواله.

وفي الوقت الذي أثارت فيه السلطات الإسرائيلية ضجة عالمية حول عمية الطعن، صمتت إسرائيل إزاء قيام مستوطنين بإطلاق الرصاص على فلسطينيين من قرية أم ليسون بضواحي القدس. كما قام مستوطن آخر بطعن مواطن فلسطيني في حي الطور داخل القدس المحتلة، بينما أقدم مستوطن في الليلة قبل الماضية على طعن شاب فلسطيني في حي المصرارة بالقدس الوسطى.

وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن الهجوم، فإن فصائل اليسار وحركة حماس، والجهاد الإسلامي باركوا العملية، إذ دعا حسام بدران، القيادي في حركة حماس والناطق باسمها، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه إلى «تصعيد أعمال المقاومة بشقيها المنظم والفردي»، مشددا على «جدواها في إرباك حسابات الاحتلال وثنيه عن مخططاته ضد شعبنا».

وقال بدران بهذا الخصوص إن «منفذ هذه العملية وبغض النظر عن انتمائه السياسي قد شفى صدور أمهات الشهداء وثأر للدماء النازفة في فلسطين من رأس الناقورة إلى رهط»، مؤكدا على ضرورة احتضان الشعب الفلسطيني لبيئة العمليات الجهادية.