كيري في اجتماع لندن حول «داعش»: قوة الدفع للإرهابيين في العراق تراجعت

قال إن الأسلحة الأميركية ستصل قريبا جدا * العبادي: هبوط النفط كارثي وقد يضعف القدرة على محاربة التنظيم

جانب من إجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد تنظيم «داعش» في لندن أمس (أ. ف. ب)
TT

عقد الائتلاف ضد تنظيم داعش مؤتمرا أمس في لندن يبحث خلاله بصورة خاصة خطر المتشددين الأجانب الذي بات يطرح بشكل ملح بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا. وقدم المؤتمر فرصة مهمة لتقييم مدى التقدم الدولي المحرز في مواجهة التنظيم التي تهدد الشرق الأوسط والعالم.

وشارك في المحادثات التي كانت برئاسة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ونظيره الأميركي جون كيري وزراء خارجية من 21 دولة عربية وتركيا وممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما حضر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لبحث سبل المضي قدما في القضاء على المتطرفين الذين يحتلون أجزاء كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا.

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن «قوة الدفع لتنظيم داعش في العراق توقفت أو تراجعت وأن الأسلحة الأميركية ستصل إلى القوات الحكومية قريبا جدا».

وأضاف كيري في المؤتمر الصحافي: «في الأشهر القليلة الماضية شهدنا بكل تأكيد.. توقف قوة الدفع في العراق وفي بعض الحالات تراجعت».

وأكد كيري، أن «القوات البرية استعادت الآن بمساعدة نحو ألفي غارة جوية نحو 700 كيلومتر مربع، وأن القوات العراقية ستحصل على الكثير من البنادق من نوع (إم16) أميركية الصنع (قريبا جدا جدا)».

ويريد العبادي المزيد من برامج التدريب والعتاد لجنوده بخلاف الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالفعل، وقال خلال المؤتمر الصحافي: «العراق بحاجة إلى أسلحة ولدى المجتمع الدولي القدرة على تزويده بالأسلحة التي يحتاجها».

وأكد العبادي، أن هبوط أسعار النفط العالمية له «أثر كارثي على الميزانية العامة لبلاده وقد يضعف قدرتها على محاربة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف: «نزلت أسعار النفط إلى نحو 40 في المائة من مستوياتها في العام الماضي. واقتصاد العراق وموازنته يعتمدان بنسبة 85 في المائة على النفط، وهذا أمر كارثي بالنسبة لنا. تطرق بحثنا أمس الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أن «الاجتماع الذي ضم الدول الأساسية في الائتلاف، أي تلك التي تشارك أكثر من غيرها في العمليات العسكرية هدفه (التركيز على ما تم إنجازه منذ 4 أو 5 أشهر)».

وأثنى هاموند على القوات العراقية خلال المؤتمر وقال: «إن «التحالف يساعد في إعادة بنائها حتى تتمكن من شن هجوم بري على (داعش) يحقق نتائج دائمة». لكنه نبه إلى أنها «عملية بطيئة».

وكتب هاموند في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أمس أن «الفظائع التي ارتكبت مؤخرا في فرنسا وأستراليا ونيجيريا وباكستان، بالإضافة إلى الابتزاز المقزز الذي يمارسه تنظيم داعش حول الرهينتين اليابانيين، إنما تزيد من تصميمنا على التغلب على هذا التهديد».

وفي مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» قالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية فرح دخل الله: «هذا اللقاء جزء مهم من جهود الحفاظ على الوحدة والتنسيق مع شركائنا. فمن شأن ذلك أن يساعد كافة شركائنا في التحالف على المساهمة بأكثر السبل فعالية. كما ستكون فرصة لاستعراض الجهود المبذولة للتصدي لـ(داعش) وبحث القرارات التي هناك حاجة لاتخاذها في الشهور المقبلة».

وأكدت دخل الله: «نفذت قوات التحالف ما يفوق الألف ضربة جوية داخل العراق، من بينها 100 نفذتها طائرات (تورنادو) و(ريبر) التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. ونفذت الولايات المتحدة وشركاء من الدول العربية أكثر من 800 ضربة جوية فوق سوريا».

وأضافت دخل الله: «كافة المساهمات بجهود التحالف قيّمة وتلقى التقدير. وكان الاجتماع الذي ضم جميع أعضاء التحالف في بروكسل يوم 3 ديسمبر (كانون الأول) اجتماعا قيما، وسوف تعقد اجتماعات أخرى مستقبلا بهذا الشكل. لكن هناك أيضا حاجة لاجتماع فريق أصغر وأسرع تحركا لإجراء محادثات أكثر تفصيلا والخروج بتوصيات».

وركز مؤتمر أمس على الحملة العسكرية ضد التنظيم الإرهابي ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة. ويمثل هذا التجمع جانبا مهما من التعاون في المجال الدولي لضمان الأمن العالمي واستقرار الشرق الأوسط بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وشهدت باريس قبل أسبوعين اعتداءات نفذها 3 متشددين أعلنوا انتماءهم إلى تنظيمي القاعدة وداعش وأوقعت 17 قتيلا.

وبعد أسبوع نفذت حملة مداهمات واعتقالات ضد الأوساط الإسلامية في بلجيكا لإحباط اعتداء وشيك. وكانت لجنة مجلس الأمن في الأمن الدولي قدرت في تقرير نشرته في نوفمبر (تشرين الثاني) عدد المقاتلين الذين انضموا إلى تنظيمات متطرفة مثل «داعش» بـ15 ألفا قادمين من 80 بلدا.