كرامي: الانتخابات النيابية لن تكون حرة والهابطون بالمظلات يصرفون أموالا مشبوهة

TT

توقع الرئيس الاسبق للحكومة عمر كرامي ان لا تكون الانتخابات النيابية المقررة الاحد المقبل في دوائر جبل لبنان والشمال حرة «لأن الضغوط واضحة فيها» مشيراً الى انه ولائحته كانا امام خيارين، اما العزوف عن الترشيح وفضح التدخلات واطلاع الرأي العام اللبناني والدولي على ما يحصل في لبنان او المواجهة «وقد اخترنا الأمر الثاني لاعتقادنا ان الشعب مسيَّس وقادر على المواجهة وتصحيح المسيرة».

وقال كرامي خلال لقاء سياسي عقده امس مجلس الفكر في بلدة عبدللي في قضاء البترون: «ان الوطن باق بلا انتخابات او مع انتخابات. والديمقراطية باقية لأن الشعب اللبناني لا يمكنه ان يعيش وان يستمر الا بالديمقراطية ... ومهما كان هناك من ضغوط ومهما كان هناك من تأليف لوائح يطلقون عليها اسماء المحادل والبوسطات، تبقى ارادة الشعب هي الاساس في التغيير والاساس في التحدي. نحن تحدينا ووقفنا لأننا نؤمن بهذا الشعب ونؤمن بأنه لا بد من مشاركة الجميع في هذه الانتخابات لأن الكثافة في التصويت هي العامل الأساسي في التغيير. ولا بد من مشاركة كل القوى السياسية في لبنان، فلبنان بمختلف طوائفه وفئاته السياسية واحزابه لا بد ان يشارك».

واضاف: «نحن في دائرة الشمال الثانية نخوض معركة قاسية. ولبنان كله يشاهدها ويراقبها لأن الضغوط واضحة. ونحن نقول بداية ان هذه الانتخابات ليست حرة لأن القانون لم يكن عادلاً. وكل ما سمعناه يشير الى انه مفصل على قياس اشخاص. ومن هنا لا حرية في الانتخابات». واشار كرامي الى «ان الثروات الطائلة التي اتى بها اصحاب الاموال الذين هبطوا بالمظلات هي ثروات مشبوهة لأن عملية صرف الاموال فيها امر غير طبيعي ومشبوه، فأحد المرشحين وبحسب معلومات رسمية يقال انه دفع 12 مليون دولار. خلال هذه الحملة الانتخابية. وهذا ما قلته في الندوة التلفزيونية فجاء تصريح له في اليوم الثاني يصحح لي الرقم ويقول بأنه صرف 25 مليون دولار. والمؤسف اكثر ان هذا المرشح على رغم انه رجل طيب وآدمي ولكن «هو فين والسياسة فين». وهو يقول ان اشغاله تقتضيه بمعدل 10 ايام في لندن و5 ايام في السعودية فالذي يشتغل نيابته بهذا الشكل كيف سيعيش معاناة الناس وآلامهم اليومية؟ نحن نعيش في دولة اطلق عليها والدي عام 1926 اسم المزرعة. نحن لا نزال نعيش في دولة عشائرية، فالقوي بقوته، لذلك المواطن لا يستطيع ان ينال حقه الا بواسطة متنفذ. وبالمقارنة مع بلاد العالم المتحضر والدول العريقة بالديمقراطية كل مواطن يأخذ حقه في ظل دولة القانون والمؤسسات، اما في بلادنا فان ابسط الحقوق التي يريدها المواطن لا يستطيع الحصول عليها الا بقرع ابواب المتنفذين او نائب او زعيم او مرجعية لكي يحصل على حقوقه. واحياناً كثيرة يعجز اذا كان الزعيم الذي ينتمي اليه في صفوف المعارضة».

وافاد كرامي: «قصة المال جديدة في لبنان، ولا انكر انه في السابق كان يحصل دفع، ولكن دفع متواضع، فنحن كلنا في لبنان ثرواتنا متواضعة. اما اليوم فهناك ثروات تتجاوز 6 الى 7 مليارات دولار. وعندما يصرفون 20 او 25 او 100 مليون دولار، ويقال ان اكبر حوت مالي في لبنان رصد لهذه المعركة 100 مليون دولار، هذه ارقام خيالية. نحن تحدثنا في احدى المناسبات الانتخابية عن احد المرشحين الهابطين بالمظلة. تحدثنا عن ان هذا الرجل يطمح لكي يكون رئيساً للحكومة. وتبين انه سنة 1987 اسس شركة اتصالات غير شرعية وقرصن على شبكة الدولة وحل محلها في تأمين الاتصالات للخارج. وبالفعل فإن الارقام التي اعطيتها على التلفزيون هي ارقام مستمدة من مصادر رسمية، من وزارة المواصلات، فالمبالغ المستحقة للدولة هي سبعماية مليون دولار. ان هذا اخبار للنيابة العامة. ان النيابة العامة يجب ان تتحرك فوراً». واضاف: «لقد صرفت مليارات الدولارات على الكهرباء، وحتى الآن لا كهرباء في لبنان وكل الناس يشكون. واريد ان اقول ان في الهاتف الخليوي الذي هو بترول لبنان، عاد الى خزينة الدولة خمسة مليارات دولار. ديننا العام هو 20 مليار دولار، اي ان ربع ديننا يمكننا ان نسدده من عائدات الخليوي. ملفات البترول فتحت ولا احد يعرف اين وصلت. انا لست نائباً، انا جمدت نيابتي ولكنني لم اسكت. نحن دائماً نطالب، فكل المبالغ التي اخذها بعض الاشخاص تسدد قسماً كبيراً من العجز.

وحسب قول الخبراء صُرف على كل مسيرة الانماء والاعمار مبلغ اربعة مليارات دولار فأين صُرفت بقية المبلغ؟ ».

وتحدث كرامي عن «دور الاشباح» وقال: «نأخذ مثلاً منطقتنا في الشمال، فاللائحة التي أُلفت والتي يطلق عليها اسم اللائحة الاولى، جُمع كل اهل المال وكل الاسماء اللامعة فيها. وعند تأليف لائحتنا اتصلنا بالجماعة الاسلامية والمعروف ان الجماعة الاسلامية عندها عدد لا بأس به من الاصوات والعملية هي عملية انتخابية. وكان التوافق على التعاون مع الجماعة الاسلامية وعقدت اجتماعات عدة عرضنا فيها كل الاسماء وبقي اسم واحد في الكورة وآخر في البترون لم نتفق عليهما. وبدأت معالم هذه اللائحة تظهر ونالت تأييداً كبيراً من الشعب وعرف الناس من الذي يمشي في الطريق الصحيح. وعملت الحسابات وارتأوا ان يسحبوا الجماعة الاسلامية من لائحتنا ويضعوها في اللائحة الثانية وهكذا كان. فجأة انسحب مصباح الأحدب من اللائحة الأولى وبرزت مطالب للجماعة الاسلامية واعتراضات على اسماء في لائحتنا كان قد تم بحث كل الامور في شأنها، فنحن منذ اللحظة الأولى ادركنا هذا الموضوع والتحليلات والنتائج التي توصلنا اليها كانت صحيحة. وهذا اكبر دليل على ان هناك تعليباً وتدخلات في الانتخابات. ونتيجة هذه التدخلات اجتمعت لائحة الكرامة الوطنية بكامل اعضائها وبحثنا في هذا الموضوع. وكنا امام خيارين اما ان نعزف عن الترشيح احتجاجاً على هذه التدخلات وفضحاً لهذه التدخلات واطلاع الرأي العام الشمالي واللبناني والدولي على ما يحصل في لبنان في حين كان الخيار الثاني هو المواجهة. وشعرنا بكل صدق ان الطباخين يريدون منا الخيار الاول، فقررنا المواجهة اياً تكن النتائج... انا مؤمن بأن الشعب اللبناني المثقف والمسيَّس قادر على ان يواجه ويصحح المسيرة وان يوجهها الوجهة التي تعبر عما يختزنه في عقله وقلبه وضميره من حب للحرية والديمقراطية. لا يمكن للشعب اللبناني ان يستسلم، فالتاريخ يكشف المستقبل. وعلينا دائماً ان نسترشد بالتاريخ ونصحح المسيرة».