خلافات بين الزروق وقادة «أبو سياف» حول الفدية وراء فشل إطلاق سراح الرهائن

لبنان متفائل باستمرار المفاوضات ومؤسسة القذافي الخيرية تؤكد وساطتها بناء على طلب من دول الرهائن

TT

مانيلا ـ طرابلس: وكالات الأنباء اعلن كبير المفاوضين الفلبينيين روبرتو افينتاخادو أمس ان الخلافات القائمة بين الوسيط الليبي رجب الزروق ومحتجزي الرهائن ساهمت السبت الماضي في فشل المساعي الرامية الى الافراج عن الرهائن الـ28 المحتجزين لدى جماعة «أبو سياف» في جنوب الفلبين. وقال افينتاخادو في مؤتمر صحافي «ان الخلافات كانت تدور على بعض التفاصيل الصغيرة» حول ما تم الاتفاق عليه بين السفير الليبي السابق في مانيلا رجب الزروق وواحد من زعماء الخاطفين.

وأوضح افينتاخادو لوكالة «رويترز» انه رفع تقريرا إلى الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا عن محاولة السبت الفاشلة لإطلاق سراح الرهائن، من دون أن يورد تفاصيل حول رد استرادا، لكنه قال انه ناقش ما يتعين عمله بعد ذلك مع المبعوث الليبي الزروق.

وحول ما اذا كانت الخلافات تدور حول قيمة الفدية، امتنع المفاوض الفلبيني عن اعطاء توضيحات واكتفى بالقول «ان هناك عدة عناصر تدخل في الاعتبار». وكان الخاطفون قد أوضحوا في رسالة وجهوها الى المفاوضين انهم يخشون من ان يشن الجيش الفلبيني هجوما على مخيمهم في ادغال جزيرة جولو (جنوب) في حال افرجوا عن جميع الرهائن. وقالت مصادر مقربة من حكومة مانيلا ان خلافات حول قيمة الفدية كانت وراء فشل السبت الماضي. ورجحت هذه المصادر، طالبة عدم الكشف عن هويتها، ان يكون الخاطفون طالبوا بـ21 مليون دولار، لكن «الوسطاء الليبيين لم يحضروا سوى اربعة ملايين دولار» .

لكن مصادر أخرى في مانيلا أوضحت أمس أن ليبيا انهت خلافاتها مع الفلبين بشأن كيفية انهاء الازمة. وقالت هذه المصادر «إن المسألة حلت بنسبة 90 في المائة، وما تبقى يكمن في كيفية اطلاق سراح الرهائن».

وفي طرابلس، اعلن مسؤول في مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية أمس ان الجمعية تواصل جهودها للافراج عن الرهائن المحتجزين في جولو بناء «على طلبات تقدمت بها حكومات» دول الرهائن. واعلن محمد صالح رئيس مجلس الادارة في المؤسسة «ان الاتصالات جارية لاستئناف المفاوضات»، مضيفا انه يتوقع «ان تستأنف من حيث توقفت».

وكانت المؤسسة التي يرأسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اعلنت أول من أمس في بيان «بناء على طلبات قامت بها الحكومات التي لها رهائن في الفلبين مع مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية لمواصلة جهودها لحل الازمة معتبرة ان انسحابها سيؤثر على سير المفاوضات، ولظروف انسانية، فقد قررت هذه المؤسسة الاستمرار في جهودها للمساعدة في تحرير الرهائن».

وشددت المؤسسة على انها «ترفض ان تتفاوض من اجل دفع فدية للخاطفين وتعد بمواصلة مساعيها من اجل ايجاد حل عاجل للازمة». وكانت هذه المؤسسة حذرت الحكومة الفلبينية السبت من ان امامها مهلة 48 ساعة لحصول تطور ايجابي، والا اوقفت وساطتها في هذه القضية.

وفي بيروت، أعرب سليمان طرابلسي، وزير الموارد المائية والكهربائية والنفط اللبناني، عن تفاؤله إزاء استمرار المفاوضات لاطلاق الرهائن، وبينهم اللبنانية ماري ميشال معربس. واشار طرابلسي الى انه لم يكن مكلفاً، خلال زيارته إلى طرابلس الغرب التي استمرت اسبوعاً «البحث في أي شأن سياسي أو أي مشكلة عالقة بين لبنان وليبيا».

وكان طرابلسي قد عاد الى بيروت اول من امس بعد تعثر المفاوضات الليبية مع جماعة «ابو سياف» لاطلاق معربس وبقية الرهائن. وعادت معه والدة الرهينة اللبنانية السيدة ثروت باز معربس وخالتها والوفد الاعلامي اللبناني.

وادلى طرابلسي أمس بتصريح قال فيه «ربما حدثت تطورات او تعقيدات سواء من قبل جماعة «ابو سياف» او من قبل السلطات الفلبينية او سلطات اخرى. وهذه الظروف يمكن التكهن بها ولكن لا يمكن الجزم وربما كانت مرتبطة بالمسألة الامنية أو ان يكون لها وجه متعلق بسيادة البلد».

ولدى سؤاله عن سبب عدم تفاوض لبنان مباشرة مع الاطراف المعنية اسوة بسائر الدول، أجاب «ليست للبنان علاقة ابداً مع جماعة «ابو سياف»، وبالتالي يمكن أن يقوم باتصالات عبر الطرق الدبلوماسية مع ليبيا او مع السلطات الفلبينية».

وفي جولو، أعلن مسؤولون محليون ان آلاف الاشخاص فروا من منازلهم فى الجزيرة تخوفا من هجوم يمكن ان يشنه الجيش الفلبيني على جماعة «أبو سياف» بعد اطلاق سراح الرهائن. واوضح اسعد عبدو، من قرية تاليباو، ان سبعة آلاف شخص على الاقل غادروا تسع قرى فى المنطقة. وقال ان هذه القرى «اصبحت فارغة ولم يعد هناك مدنيون في المنطقة». واشار الى ان السكان يسمعون باستمرار اصوات النيران ودوي الانفجارات من الاسلحة التي اشتراها الخاطفون حديثا بفضل فدية 5.5 مليون دولار التي تقاضوها.