حوالي 900 ألف عربي يحملون الجنسية الإسرائيلية

TT

يبلغ عدد العرب الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية، حوالي 900 ألف عربي، معظمهم من الفلسطينيين، لكن يوجد بينهم ايضاً سوريون ولبنانيون وعراقيون ومصريون وغيرهم.

الغالبية الساحقة من حملة الجنسية الاسرائيلية من المواطنين العرب الذين لم يبرحوا وطنهم سنة 1948، ابان عملية تشريد الشعب الفلسطيني، وذلك لأنهم اصبحوا مواطنين في الدولة العبرية. وفي حينه، كانت السلطة الاسرائيلية مترددة في منحهم الجنسية، واعدت مخططات عديدة لترحيلهم. ومنحتهم بطاقات هوية مؤقتة (حمراء). وقد خاضوا معركة شعبية وقضائية استغرقت ثلاث سنوات (48 ـ 1951)، نجحوا بعدها في تثبيت بقائهم في الوطن. وبذلك حصلوا على بطاقة الهوية.

لكن الجنسية الاسرائيلية لم تعط لهم بشكل اوتوماتيكي، وفرضت عدة قيود على ذلك وحرمت كثيرين منها لسنين طويلة. ونقول «حرمت» لأنهم كانوا معنيين بالحصول عليها. فمن لا يملك الجنسية تكون حقوقه منقوصة ولا يمنح حق التصويت لانتخابات الكنيست ويسهل طرده. وهكذا، وبعد مواصلة النضال، حصلت غالبيتهم على الجنسية، وحصل ابناء ذريتهم عليها بشكل اوتوماتيكي، اذ كل من يولد في اسرائيل يحصل على جنسيتها تقريباً.

وبناء عليه، اصبحت غالبية «فلسطينيي 48» (البالغ عددهم 910 آلاف نسمة) حاملة للجنسية.

الفئة الثانية من حملة الجنسية الاسرائيلية هم عملاء الموساد الاسرائيلي من مواطني الدول العربية، الذين اضطروا الى الهرب من دولهم بعد «احتراقهم» (اي اكتشاف امرهم) او بعد محاكمتهم ثم تبديلهم في صفقات سرية مختلفة. وهؤلاء يعدون بالألوف، وغالبيتهم فلسطينيون من عملاء الاحتلال الاسرائيلي (معظمهم برزوا في فترة الانتفاضة)، يليهم اللبنانيون (بعض افراد ميليشيات لحد الذين منحوا الجنسية، ويقدر عددهم بحوالي خمسمئة).

الفئة الثالثة من حملة الجنسية الاسرائيلية العرب هم بعض سكان مدينة القدس الشرقية، التي احتلت سنة 1967. ففي محاولة من السلطات الاحتلالية لاظهار المقدسيين العرب والقدس الشرقية جزءا من اسرائيل، عرضت عليهم الحصول على الجنسية. لكن عددا قليلا منهم استجابوا لذلك يقدر بـ7% من السكان (14 ألف نسمة).

الفئة الرابعة هم سكان هضبة الجوان السورية المحتلة، الذين قامت اسرائيل بضم بلداتهم الخمس الى حدودها في سنة 1981، إبان حكم مناحيم بيغن. وفي حين خاض العرب السوريون معركة شاملة ضد الجنسية والضم، في اطارها اعلنوا اضراباً عاماً عن العمل دام 6 أشهر وفرضوا حرمانا دينيا واجتماعيا على كل من يحمل الجنسية. وما زالت الغالبية منهم ترفض الجنسية وتعلن ان هويتها عربية سورية. ومن مجموع 18 الف نسمة هناك 300 ـ 400 حامل جنسية بينهم فقط، قسم منهم كانوا قد هربوا من سورية قبل العام 1967 وعادوا الى الجولان بعد احتلاله.

يذكر ان قانون الجنسية الاسرائيلي يميز ضد العرب، ولا يمنحهم الجنسية بسهولة، فيما يمنحها للقادمين اليهود من الخارج بشكل اوتوماتيكي. وتستعملها السلطات الاسرائيلية سلاحا لخدمة سياستها. وكما لاحظنا آنفاً، فان هذا السلاح يستعمل بشكل متناقض، تارة يعرضونها على العرب وتارة يحرمونهم منها.