خياران أمام الروس: تعويم «كورسك» أو وضعها تحت الحماية تجنباً لتسرب الإشعاعات

TT

موسكو - ا.ف.ب: بدأ الروس التفكير في المرحلة المقبلة لمأساة غواصة «كورسك» النووية التي غرقت في بحر بارنتس وطرح خياري القيام بعملية ضخمة لتعويم الحطام او وضعها تحت الحماية لتجنب حصول اي تسرب اشعاعي.

وادى الاعلان أمس عن وفاة كل البحارة البالغ عددهم 118 الى التساؤل حول مصير حطام الغواصة التي كانت من اهم غواصات اسطول الشمال، حيث اعلن الناطق باسم اسطول الشمال فلاديمير نافروتسكي في مؤتمر صحافي في مورمانسك ان انتشال الجثث من الغواصة سيستغرق «شهرا على الاقل».

وبعد الاعلان عن الحادث، تحدث الاميرال فلاديمير كورويدوف رئيس هيئة اركان البحرية الروسية عن مشروع تعويم يتمثل برفع الغواصة التي تزن في حالة الغرق 24 الف طن ويبلع طولها 155 مترا بواسطة كابلات مرتبطة بطوافات يبلغ وزن كل منها مئات الاطنان او بواسطة بالونات هوائية عملاقة. ويمكن ايضا رفع كورسك القابعة منذ 12 من الجاري على عمق 108 امتار الى عمق يتراوح ما بين 30 و50 مترا للتمكن من سحبها الى سطح المياه. وكلف مكتب روبين للدراسات الذي صمم الغواصة في سان بطرسبرغ وضع خطة التعويم.

لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ايليا كليبانوف المكلف التحقيق في الحادث اقر هو ايضا بان المشروع يصطدم بصعوبات تقنية وان روسيا لن تكون قادرة على تنفيذه بمفردها. وقال كليبانوف امس «يستحيل رفع غواصة بواسطة الطوافات التي يملكها الاسطول الروسي». واضاف «لا يمكن لاحد ان ينفذ مثل هذا المشروع بمفرده» مؤكدا ان روسيا تعتزم «طلب المساعدة من الخارج».

وكان رجل الاعمال السويدي بير ليندستراند الذي يدير معملا ينتج بالونات تستخدم لرفع الحمولات الثقيلة اعلن الاسبوع الماضي عزمه محاولة اعادة الغواصة الى سطح المياه بواسطة بالونات عملاقة.

واكد خبراء بريطانيون أمس ان مثل هذه العملية ستكون شديدة الخطر كما ان كلفتها مرتفعة جدا الى جانب المصاعب التقنية التي تواجهها.

وقالت جوانا كيد من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان «هذا الحطام يترك في القعر عادة كما وكأنها مقابر تحت البحر». واضافت «الى جانب ذلك فنحن غير متاكدين من حالة» المفاعل النووي وان «تعويم الغواصة يمكن ان يتلف المفاعل ويسبب مشاكل اكثر من ابقائه» في قعر المياه.

من جهة اخرى اعتبرت الصحافة الروسية امس الاثنين انه يمكن ترك الغواصة «محفوظة» في قعر البحر لتجنب حصول تسرب اشعاعي. ونقلت صحيفة «سيفودنيا» عن عضو في لجنة التحقيق في الحادث ان كورسك ستترك على الارجح في قعر البحر وانه «سيصار الى احكام اغلاق المقصورات التي يوجد فيها المفاعل النووي». وقد غرقت الغواصة النووية وهي تحمل 24 صاروخا كلها مجهزة برؤوس نووية. لكن روسيا اكدت ان المفاعل المحاط بغطاء معدني لا يشكل اي خطر بحدوث تلوث اشعاعي خلال مئات السنوات. لكن بعض الخبراء العسكريين ابدوا تشاؤما اكثر بعد وقوع الحادث واكدوا انه بالرغم من وقف المفاعل فانه يمكن ان يشكل مخاطر في حال عدم اخماده.