موسكو تطلب مساعدة النرويج في انتشال ضحايا «كورسك» بعد تأكيد وفاة الطاقم بالكامل

فتح الغواصين النرويجيين غطاء الغواصة يزيد من سخط الشارع الروسي إزاء رفض قيادته المساعدات الأجنبية في البداية

TT

نقلت وكالة «ايتار ـ تاس» الروسية عن مصادر نرويجية في اوسلو ان عملية الانقاذ كشفت عن عدم وجود اي احياء على متن الغواصة الروسية الغارقة «كورسك». وقالت الوكالة ان قائد الاسطول الشمالي الروسي فياتشيسلاف بوبوف ناقش مع اميرال البحر ايتار سكورجين قائد القوات المسلحة لشمال النرويج النتائج التي توصل اليها الغواصون النرويجيون حول ما اذا كانت كل قطاعات الغواصة «غارقة» بالمياه. واشارت الى ان القائدين توصلا الى استنتاج مفاده جدوى التوقف عن عمليات الانقاذ. ومن المقرر ان يواصل الغواصون توجيه كاميرات الفيديو الى داخل الغواصة الغارقة لجمع الصور اللازمة لتحديد خطوات العمل لاحقا.

وفي اوسلو ذكر مصدر رسمي ان موسكو طلبت امس مساعدة النرويج في انتشال جثث الضحايا الـ118 الذين كانوا على متن «كورسك» التي ترقد منذ 10 ايام على عمق 108 أمتار في بحر باريينتس.

وفي موسكو تحولت الكارثة التي لحقت بالغواصة الى ازمة سلطة تكاد تعصف بالنظام فيما تواصل بعض اجهزة الاعلام التي يملكها خصوم الرئيس فلاديمير بوتين، من رجال المال والاعمال وممثلي الاوساط اليهودية، تصفية حساباتهم الشخصية معه وفي مقدمتهم فلاديمير جوسينسكي رئيس المؤتمر اليهودي الروسي وبوريس بيريزوفسكي.

وتتزايد الانتقادات في حق القيادة السياسية والعسكرية لاسباب تعود الى ما قيل حول رفض المساعدات الاجنبية في الوقت المناسب وعدم قطع الرئيس بوتين اجازته على ضفاف البحر الاسود فور وصول نبأ غرق الغواصة الروسية اضافة الى شحة المعلومات وتضارب التصريحات واخفاء الحقائق على نحو يعيد الى الاذهان ما حدث في ابريل (نيسان) 1986 لدى انفجار المفاعل الرابع لمحطة تشيرنوبيل النووية.

وقد كشفت تطورات الاحداث صباح امس عن صحة الانتقادات الموجهة الى القيادة الروسية التي تأخرت في قبول المساعدات الاجنبية بعد ان استطاع الغواصون النرويجيون فتح الغطاء الخارجي للمقصورة التاسعة (الخلفية) للغواصة الغارقة خلال اقل من يومين، وهو ما يعني ان المشاركة الاجنبية كانت مطلوبة في الايام الاولى لوقوع الكارثة.

ويعكس تسارع الاحداث في موسكو وفي منطقة وقوع الحادث ارتباك القيادة الروسية التي تحاول جاهدة احتواء سخط الرأي العام.

ففي الكرملين عقد بوتين اجتماعا لكبار رجال الدولة والحكومة ناقش فيه الاجراءات العاجلة للتخفيف من آلام واحزان ذوي الضحايا واقاربهم بعد اجتماع مماثل عقدته الحكومة الروسية برئاسة ميخائيل كاسيانوف قررت فيه مضاعفة المعونات المادية والتسهيلات الخاصة بوصولهم واقامتهم على مقربة من موقع الحادث. وعقدت اللجنة الحكومية التي تعمل على متن الطراد «بطرس الاكبر» في منطقة بحر باريينتس اجتماعا قررت فيه مواصلة المشاورات مع الجانبين النرويجي والبريطاني، والتي اسفرت بدورها عن قرار بعدم جدوى استخدام غواصة الانقاذ البريطانية «ال.ار.5» بعد نجاح الغواصين النرويجيين في فتح الغطاء الخارجي لمخرج الطوارئ في المقصورة التاسعة من الغواصة.

من جانبها، اعلنت النيابة العسكرية عن فتح باب التحقيق في اسباب غرق الغواصة وملابسات الحادث استنادا الى ما توصلت اليه مجموعة من القانونيين العسكريين كانت بدأت في جمع المعلومات وتقصي الحقائق برئاسة القائم باعمال المدعي العسكري فلاديمير مولوف. وفي محاولة للحؤول دون تضارب المعلومات اعلن ايغور ديجالو، الناطق باسم قيادة البحرية الروسية في موسكو، وقف اعمال المركز الصحافي في العاصمة الروسية وقصر المعلومات على مصادر اللجنة الحكومية في موقع الحادث. وكانت المصادر الرسمية قد قصرت نشر المعلومات على مراسل التلفزيون الحكومي (القناة الثانية) الذي يواصل عمله لليوم الخامس على التوالي من على متن الطراد «بطرس الاكبر» ويظل هذا المراسل المصدر الوحيد الذي تنقل عنه كل وكالات الانباء العالمية صور ما يجري من محاولات لانقاذ الغواصة الغارقة.