71 % من اللبنانيين مع خفض سن الاقتراع و21% منهم لا تهمهم الانتخابات الحالية

استطلاع للرأي أظهر أن كثرة صور المرشحين «تطفّش» الناخبين

TT

مفاهيم اختيار الناخب اللبناني لممثليه في البرلمان تغيرت مع اطلالة القرن الحادي والعشرين، ولم يعد السائد مقبولاً. فقد اظهر استطلاع اجرته اخيراً مجموعة من طلاب العلوم الاجتماعية في جامعة سيدة اللويزة في لبنان ان 71 في المائة من اللبنانيين يوافقون على مشاركة الشباب في الانتخابات اعتباراً من سن 18 سنة، بينما لم يوافق27 في المائة على ذلك.

وبيَّن الاستطلاع ان 71 في المائة من اللبنانيين من ذوي الدخل المرتفع، يشترطون ان يتحلى المرشح بالمستوى العلمي والكفاءة، بينما رأى 64 في المائة من اللبنانيين من ذوي الدخل المتوسط ان المرشح يجب ان يتحلى اولاً بنظافة الكف. وشدد 39 في المائة من ذوي الدخل المحدود على ان المرشح يجب ان يكون خدوماً. وافاد 9. 20 في المائة منهم انهم لا يهتمون حالياً بالانتخابات.

وتحتدم المعارك الانتخابية الدائرة حالياً في عدد من المناطق اللبنانية، لاسيما انها طاولت صور المرشحين الذين راحوا يتبادلون نزعها تحدياً وتشفياً.

وترى المحللة النفسية كريستيان ابو الياس ان صور المرشحين انقلب سحرها على الساحر وجاءت نتائجها عكس ما يرغب فيه اصحابها، اذ خلقت نوعاً من القرف والازدراء من قبل الناس بدلاً من ان تثير لديهم حالة من الابتهاج والارتياح كما يهدف المرشحون من هذا النوع من الحملات.

واوضحت ابو الياس ان الصورة تلعب دوراً كبيراً في جذب اصوات الناخبين، الا ان استعمالها في شكل خاطئ ينعكس سلباً عليهم. ومعلوم ان اهم الحملات الانتخابية في اوروبا واميركا تعتمد على الصورة الطريقة التي تظهر المرشح بمظهر بشوش وقريب من الناس، كالتي استعملها الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان في حملته الانتخابية لولايته الثانية، والتي اظهرته وهو يتعثر اثناء زيارته لاحدى الولايات الاميركية. الا ان صور المرشحين اللبنانيين عموماً تتميز بطابع الجدية المبالغ فيها، مما دفع السكان في بعض المناطق الى تلوين الجهة السفلى للوجه وتكبير حجم الفم ليظهر المرشح وكأنه يبتسم.

وتوضح ابو الياس ان المرشح نفسه يتأثر بصوره فيصدق ان شعبيته تكبر كلما كثرت صوره في الشوارع وعلى الشرفات، فيحسب ان الصورة تمنحه تأشيرة دخول الى المجلس النيابي، ولا يعي انها تصيبه بالغرور، لاسيما حين يبالغ في تكبير حجمها. ومن هذه المظاهر ان مرشحاً عن دائرة بيروت الأولى لم يعد يكتفي بطرقات العاصمة وجدران الابنية، بل عمد الى استئجار سيارة خاصة في ساحة ساسين في الاشرفية وركز عليها صورته وذلك ليشعر براحة نفسية بعدما طغى بحضوره على حضور غيره من المرشحين في الساحة نفسها. ولا ننسى حرب الصور الليلية التي تشهدها معظم جدران العاصمة، اذ ينام المرشح مطمئناً الى صوره حيث وضعها، ليستفيق وصور منافسه تغطي مجهوده الليلي لالصاق الصور.

ولأن بعض المرشحين استغل المؤسسات العامة والخاصة، فقد عمدت مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، ومنها دار الايتام الاسلامية، الى الاعلان عن وجوب ابقائها بعيدة عن السياسة وخلافاتها، والى مناشدة عموم المرشحين في هذا الموسم الانتخابي والطواقم الاعلامية التابعة لهم ان يحترموا حيادها. ويرى المواطن نبيه كرم ان موسم الانتخابات الحالي لا يختلف كثيراً عن المواسم السابقة حيث ان العائلات نفسها تنتخب المرشح نفسه كل مرة. الا ان فؤاد زين الدين وهو مواطن من منطقة عرمون (جنوب بيروت) يؤكد ان القرار كان يتخذ «ديكتاتورياً» ويقرره «المفتاح الانتخابي» في كل عائلة، وهو عادة كبيرها، اذ كان يجبر افرادها على التصويت لمرشح معين. اما اليوم فقد غاب هذا الأمر تماماً لأن الديمقراطية هي سمة اختيار الناخب للمرشحين وفق قناعاته الخاصة بعيداً عن تأثير العائلة كما كان في السابق.