جنبلاط: لا أعرف إذا كان الرئيس اللبناني يحكم شيئا والمشكلة القائمة قد تؤدي إلى انقلاب سياسي

عرض على الصحافيين بطاقة انتخابية باسم وبلا صورة

TT

شبه النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بين الوضع اللبناني الراهن وذلك الذي كان سائداً عام 1951 عندما اسقطت المعارضة حكم الرئيس الراحل بشارة الخوري. وتساءل عن المصير الذي تتجه اليه البلاد، قائلاً: «الحكومة غير موجودة، ولا اعرف ما اذا كان رئيس الجمهورية يحكم شيئاً» حاملاً على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ميشال المر الذي وصفه بـ «المتصرف».

وقال جنبلاط، في مؤتمر صحافي عقده في المختارة امس: «اننا نتمنى على الرئيس لحود ان يعالج هذه المشكلة، فالوضع القائم يؤدي الى كارثة خطيرة والى انقلاب سياسي». وحذر من عواقب ما سماه «حكم غرفة الاوضاع»، فقال: «هذه الغرفة تتحكم بالبلد. وهناك مجموعة من الضباط تنفذ دورها المرسوم. اذ يبدو ان المطلوب هو اسر لبنان. ولكن علينا ان ننتبه، وعلى القوى الديمقراطية ان تتيقظ، فلبنان من دون الحرية والسيادة والاستقلال لا معنى له».

وتطرق جنبلاط الى الاوضاع الانتخابية، فجدد اتهام وزارة الداخلية بـ «التلاعب». وابرز امام الصحافيين بطاقة انتخابية لعام 2000، عليها اسم احد المواطنين من دون صورته. وقال: «هذا نموذج واحد من نماذج كثيرة»، لكنه لم يفصح عن طريقة حصوله على هذه «البطاقة المزورة» محذراً من خطورة استخدام المجنسين في اللعبة الانتخابية كما حصل في السابق.

وتوقع جنبلاط ان تحصل المعارك الانتخابية الاساسية في بيروت وطرابلس ومحافظة جبل لبنان. وقال: «لا معركة في الشمال ولا في البقاع ولا في الجنوب. ومع الاسف، ففي الجنوب مثلاً، يرى (الرئيس نبيه) بري ان معركته هي تحجيم حبيب صادق».

ورداً على سؤال لـ «الشرق الأوسط» عن مستقبل الحوار بينه وبين القيادات المسيحية، قال جنبلاط: «الحوار سيبقى مستمراً بعد الانتخابات، مهما تكن نتائجها. ولن نسمح لحفنة من الضباط بأن تتمكن من الغاء الحياة السياسية. وانا لا اعرف ما اذا كان رئيس الجمهورية يعرف بكل شيء، خصوصاً ان المتصرف ميشال المر وابنه، هما الحاكمان».

واضاف: «سأواصل الحوار مع حزب الاحرار والقوات (اللبنانية المحظورة) وحزب الكتائب والتيار العوني. وسأبقي تحالفي مع الرئيس رفيق الحريري، وذلك كي نحمي استقلال لبنان وسيادته».

وسئل جنبلاط ايضاً: هل انقلبت على سورية؟ فأجاب: «لا، فأنا لا افتح حرباً على سورية، ولا اريد ذلك ابداً، كل ما اطالب به هو علاقة متوازنة مع سورية، على مستوى المصلحة المشتركة الاقتصادية والامنية». واضاف: «من يحارب سورية هو المجنون فقط. وانا لا افتح حرباً على سورية، بل اقوم بالحوار. ألا يحق لي اجراء حوار ومع المسيحيين خصوصاً؟».

ورداً على سؤال آخر قال جنبلاط: «انا لا اطالب باخراج الجيش السوري، ولكنني اسأل فقط: لماذا يجري طلب رؤساء البلديات والمخاتير والتمني عليهم التصويت للائحة المنافسة لنا في دائرة عاليه ـ بعبدا، ولناجي البستاني وفارس ذبيان وزاهر الخطيب في الشوف؟».

وفي السياق نفسه، كرر دعوته الى وقف تدخل الاجهزة الامنية، وطالب بتحديد دورها وفقاً لما هو منصوص عنه في «اتفاق الطائف». واكد ان «المواجهة مستمرة مع السلطة ومع العسكر بعد الانتخابات». وشدد على ان «الشعب يرفض حكم الاجهزة، وان الالتفاف الشعبي اقوى من كل الاجهزة ومن كل الجيوش».

وفي مجال آخر، شدد جنبلاط على رفض توطين الفلسطينيين في لبنان. ونفى ان يكون هذا الامر قد طرح سابقاً في عهد حكومة الرئيس رفيق الحريري، عندما اثيرت في ذلك الوقت قضية شراء الدولة لمنطقة القريعة في اقليم الخروب.

وختم جنبلاط ندوته الصحافية بالقول: «لا نريد ان يتدهور البلد اكثر من ذلك. ونتمنى على الرئيس لحود ان يعمل لاعادة الحياة السياسية، فلقد دخلنا في النفق المظلم، ولبنان لا يمكن ان يكون فيه نظام عسكري».

على صعيد آخر، يستقبل جنبلاط في المختارة اليوم الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل. وعلمت «الشرق الأوسط» ان بياناً مشتركاً سيصدر عن الطرفين بعد اللقاء. واوضحت مصادر كتائبية لـ«الشرق الأوسط» ان هذا البيان سيتناول نقاط الحوار بينهما، ولا سيما منها ما يتعلق بالوضع اللبناني الراهن والنظرة المستقبلية وكيفية تفعيل الحياة السياسية وآلية العودة الى قيام الدولة الحقيقية على اساس الدستور وفصل السلطات والنظام البرلماني والحرية والديمقراطية والانتماء العربي، فضلاً عن تحديد نظرة مشتركة للعمل بعد انتهاء الانتخابات التي يتحالف فيها الحزبان التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية في الشوف وعاليه وبعبدا ومحافظة الشمال.

من جهة اخرى، علمت «الشرق الأوسط» ان التصعيد الجديد الذي سجله جنبلاط امس ـ وبحسب مصادره ـ يعكس قلقاً لديه على الاوضاع المستقبلية في لبنان، لا قلقاً على الانتخابات، وانه يعتبر ان قضية لبنان ودوره وموقعه في المنطقة اهم بكثير من الانتخابات، وهذه القضية معرضة للخطر.