دليل لمراقبة «نزاهة» الانتخابات يحث مندوبي المرشحين على البقاء «على كتف» رئيس مركز الاقتراع

TT

مع كل عملية انتخابية يشهدها لبنان، تسود في الاوساط السياسية والشعبية احاديث كثيرة عن «التجاوزات الانتخابية» او التلاعب بنتائج الانتخابات. ويصرح المرشحون الذين لم يفوزوا بالكثير من الكلام المشكك في نزاهة العملية الانتخابية على الارض.

ويعتبر المندوب الذي يكلفه المرشح مراقبة العملية الانتخابية «صمام امان» للمرشح، شرط ان يكون ملماً بتفاصيل العملية الانتخابية و«حيل» المتلاعبين بالاصوات.

ولهذه الغاية اعدت «الجمعية اللبنانية لمراقبة ديمقراطية الانتخابات» دليلاً لارشاد المندوبين الى شروط المراقبة الفاعلة. ويتضمن «الدليل» دعوات طريفة للمندوب كالسعي جاهداً ليتم اختياره في لجنة المركز او البقاء «على كتف» رئيس المركز للتأكد من عدم اقدامه على التزوير.

واوضحت العضو في الهيئة الادارية للجمعية نسرين منصور لـ «الشرق الاوسط» ان الجمعية توفر لمندوبي المرشحين في كل المناطق دورات مجانية، تقدم فيها خبرة اعضائها في مراقبة الانتخابات ونصيحة محامين وقانونيين وخبراء.

واشارت الى ان حجم التجاوزات في الانتخابات السابقة التي جرت عام 1996 والانتخابات البلدية عام 1998 كان كبيراً ووصل الى ادق التفاصيل، اذ ان بعض رؤساء مراكز الاقتراع كانوا يضيقون على مندوبين ويسهلون امور مندوبين آخرين، بالاضافة الى حجم الانفاق المالي.

وقالت ان هناك تجاوزات لا تلحظ في سياق العملية الانتخابية ولا تظهر للعيان ومنها:

1- الانحياز في تشكيل لجنة مركز الاقتراع، فالمرشح صاحب النفوذ القوي قد يحظى برئيس مركزولجنة من مؤيديه.

2- عدم توافر تجهيزات تتيح للناخب الاختيار بحرية كغياب الستارة.

3- دخول القوى الامنية الى المراكز رغم ان ذلك ممنوع قانوناً.

4- الاخطاء في لوائح الشطب والتي يجب لتصحيحها الذهاب الى لجان القيد وهناك يتم تسريع طلبات المؤيدين وعرقلة طلبات المعارضين.

5- التصويت اكثر من مرة بغض الطرف من جانب رئيس المركز ولجنته.

6- نتائج على باب المركز تختلف عن النتائج المكتوبة في المحضر.

ويحدد «الدليل» مهمات المراقب الانتخابي في فترة ما قبل الاقتراع فيشدد على ضرورة اجراء اتصالات مع الهيئات والنقابات والجمعيات والنوادي والجامعات والافراد لاعلامهم بانشطة المراقبة ودعوتهم للانخراط فيها والاتفاق مع محامين واعلاميين على التنسيق الدوري معهم وقراءة قانون الانتخاب واستيعاب تفاصيله.

كما يشدد الدليل على التعرف الى المحافظين والمخاتير وزيارتهم قبل الانتخابات. وتشير منصور الى ان الهدف من ذلك ان هؤلاء اشخاص فاعلون وناشطون وهم من يستطيع الافادة عن بعض التجاوزات المخفية.

ويحث الدليل المندوبين على جمع المعلومات عن المرشحين والحملات الانتخابية وماكينات المرشحين وانشطتها وما يرافقها من انفاق مال وممارسات وعلاقات مع المواطنين وتحرير تقارير خاصة. كما يشير الى ضرورة التعرف الى مراكز الاقتراع وتفقدها لرسم خريطة لها ومتابعة تعاطي الادارات والاجهزة الرسمية والمدنية والعسكرية مع المرشحين والمواطنين ومراقبة التزامها الحياد.

ويوصي الدليل المندوب ان لا ينسى «مستلزمات» المراقبة الآتية:

1- دليل المراقب.

2- البطاقة الانتخابية والاوراق.

3- رسالة التفويض من المرشح لدخول المركز.

4- مسجلة صغيرة الحجم (لتسجيل اي حوار يشتبه في انه دليل على اخلال قانوني او لدى تعرض المندوب لتهديد او مضايقة).

5- كاميرا (لتصوير المخالفات).

6- هاتف خليوي (للاتصال بالمرشح او القوى الامنية).

7- ساعة يد (للتأكد من ساعة فتح الصناديق في الاوقات المحددة).

8- ضوء يدوي على البطارية (تحسباً لانقطاع الكهرباء وما يرافقه من تلاعب بالاوراق).

9- نسخة عن قانون الانتخاب (لابرازه عند اي مخالفة).

كما يوصي «الدليل» من يعمل كمراقب جوال ان يحضر خريطة او تصوراً للطرق التي سيسلكها بين الاقلام المفترض فيه تفقدها.

اما يوم الاقتراع الذي يعتبره الدليل «محطة عمل مهمة» فالمهمة الاولى (للمندوب) تبدأ بالوصول الى مراكز الاقتراع في الصباح الباكر قبل فتحها رسمياً (السابعة صباحاً) بهدف التعرف الى رؤساء المراكز ومعاونيهم والتحقق من هوياتهم ومسوغات انتقائهم والقاء نظرة عامة على القاعة حيث سيجري التصويت والتأكد من وجود ستارة، ومن وضع الصندوق في مكان ظاهر ومن وجود المواد المنصوص عليها في القانون (لوائح الناخبين واسماء المرشحين ومعزل للتصويت يستر العملية واوراق بيضاء خلف المعزل واقلام ومغلفات موحدة غير شفافة) والسعي الى الانضمام الى لجنة المركز تعييناً (من قبل رئيس المركز) او انتخاباً (من اول الحاضرين) والتعرف الى مندوبي المرشحين الثابتين والتأكد من ان صناديق الاقتراع فارغة قبل اقفالها وتجهيزها لبدء عمليات التصويت.

وعند بدء عمليات التصويت، ينطلق العمل الرقابي المتابع للتفاصيل الاقتراعية من خلال:

1- مراقبة التصويت داخل القلم، ومتابعة الاجراءات المتخذة لضمان سريته ونزاهته من خلال:

أ - التأكد من ان اسماء المقترعين مقيدة في لوائح الشطب، ومن ان كل مقترع يحمل البطاقة الانتخابية.

ب - التأكد من توقيع المقترع الى جانب اسمه والانتباه الى عدم تصويت الناخب الواحد اكثر من مرة، او عدم استعمال اسم الناخب نفسه اكثر من مرة.

ج - متابعة تعاطي رئيس المركز ومعاونيه مع الناخبين ومع مندوبي المرشحين، من جهة، وتعاطي المندوبين مع الباقين، من جهة ثانية.

د - تسجيل اي ملاحظة ولفت النظر بهدوء الى اي خلل يمكن ان يظهر خلال الاقتراع.

2- مراقبة ما يجري خارج المركز، عبر:

أ - تعداد المقترعين والاستفسار منهم عما لاحظوه من امور خلال ادلائهم باصواتهم.

ب - مراقبة تعاطي القوى الامنية مع المقترعين ومع المندوبين.

ج - تسجيل ملاحظات المقترعين والمندوبين والمرشحين الخاصة بالاجراءات المتخذة خلال الاقتراع.

3- مراقبة الفرز واعلان النتائج من خلال:

أ - حضور عمليات الفرز الاولى داخل المركز، والتأكد من قراءة رئيس المركز للاسماء المدرجة على الاوراق اسماً اسماً (وهنا يوصي الدليل المندوب بالبقاء «على كتف» رئيس المركز للتأكد من قراءة ما في اوراق الاقتراع بدقة ودون غش. فاذا صرح بان الورقة تمثل قائمة فلان فيجب التأكد من انها صحيحة وليس فيها تشطيب او اضافات بخط اليد وان ما فيها لا يؤدي الى اعتبارها باطلة).

ب - مقارنة عدد الاوراق داخل الصندوق بعدد المقترعين الذين تم احصاء حضورهم الى القلم.

ج - التأكد من سلامة المحضر المنظم لجهة صوابية الارقام وتفقيطها والتوقيع عليه.

د - الاستحصال على نسخة من المحضر (او تصويره اذا تعذر ذلك، او حتى استنساخه على ورقة شخصية)، والطلب الى رئيس المركز التوقيع عليه.

هـ - التأكد من نشر النتائج على باب المركز، ومقارنتها بما يصدر لاحقاً من نتائج.