باراك يدعو لممارسة ضغوط على عرفات ويحذر من مأساة بدون اتفاق مع الفلسطينيين

TT

دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس الاسرة الدولية الى ممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليبدي مرونة في مواقفه من محادثات السلام. وحذر في نفس الوقت من مخاطر عدم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وقال ان البديل لعدم التوصل الى اتفاق هو المأساة.

ووجه باراك هذا النداء خلال لقاء في تل ابيب مع وزير الخارجية النرويجي ثوربيورن ياغلاند الذي وصل اول من امس الى اسرائيل. وبحث باراك مع الوزير النرويجي تطورات العملية التفاوضية.

وفي وقت لاحق التقى ياغلاند في بيت لحم الرئيس عرفات ودعا الفلسطينيين والاسرائيليين الى ضرورة التقدم بافكار جديدة. وقال «يجب ان يتقدم الجانبان بمقترحات خلاقة لدفع عملية السلام قدما، وامامنا فرصة الآن والوقت بات ضيقا، وعلينا ان نحرز تقدما بسرعة للتوصل الى اتفاق، واعتقد ان ذلك ممكن».

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي «اذا لم يقرر عرفات المضي قدما نحو اتفاق يحترم مصالح الجانبين، فان ذلك سيؤدي الى طريق مسدود خطير سينعكس على المنطقة بكاملها. ان من مسؤولية الاسرة الدولية ان توضح لعرفات معنى قراره ومسؤوليته ازاء النتائج المترتبة عليه».

وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» حذر باراك من «مأساة» في حال فشل الطرفين في التوصل الى اتفاق سلام. وقال باراك «لا ادري ما اذا كان سيتم التوصل الى اتفاق، لكني متأكد من ضرورته لان البديل هو المأساة، ومن غير المجدي الحديث عن تفاصيل ما قد يحدث».

وبخصوص القدس قال باراك ان عرفات «يعرف ما نحن مستعدون للقيام به اذا قبل افكار الرئيس الاميركي بيل كلينتون». واضاف «اذا كان عرفات مستعدا لان تكون هذه الافكار اساسا للمناقشات فاننا سندرس التفاوض على اساس هذه الافكار»، في اشارة الى الاقتراحات التي قدمت خلال القمة والتي قد تؤدي الى منح الفلسطينيين نوعا من السيادة على بعض احياء القدس الشرقية.

واشتكى رئيس الوزراء الاسرائيلي في المقابلة مع الصحيفة من وجود «سوء فهم كبير بخصوص جبل الهيكل»، اي الحرم القدسي الشريف الذي يزعم اليهود انه بني في مكان هيكلهم بعدما دمره الرومان في سنة سبعين الميلادية. وقال ان «معظم العرب لا يعرفون ان جبل الهيكل هو تحت هذا المكان. لقد خلق عرفات الانطباع في العالم العربي باننا نطالب بالسيادة لكي نحفر فيه وصولا الى الهيكل. لكن على العكس، فان الدين اليهودي يمنعنا من ذلك. نريد ان نضمن في اطار اتفاق ان ما من احد سيحفر، اي المسلمين ايضا».

ورفض باراك اتهامات المعارضة اليمينية له بتقديم تنازلات كبيرة حول القدس في كامب ديفيد، وقال انه «لم يقدم اي تنازل بعد»، لكنه يسعى فقط الى «معرفة كيف يمكن تفادي حصول مأساة نتيجة الجمود».

واعرب باراك عن اقتناعه بانه سينجح في اقناع الشعب بالتصويت لصالح اتفاق مع الفلسطينيين. وبخصوص هشاشة وضعه السياسي اعترف باراك بانه «صعب»، لكنه اضاف «لقد واجهت من قبل اوضاعا صعبة وتمكنت من الخروج منها».