واشنطن تطلب من لجنة القدس عدم اتخاذ مواقف يمكن أن تضر بالمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية

العاهل المغربي يفتتح اجتماع اللجنة في أغادير بعد غد

TT

الرباط : منصف السليمي أعرب مسؤول كبير في الادارة الأميركية عن «أمل الولايات المتحدة في ألا يتخذ اعضاء لجنة القدس في الاجتماع الذي سيعقدونه بعد غد الاثنين في أغادير أي اجراء من شأنه ان يؤدي الى اغلاق الطريق أمام المشاورات والاتصالات الجارية لاخراج المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية من مأزقها». وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه في مؤتمر صحافي في مقر الخارجية الأميركية الليلة قبل الماضية: «اننا نأمل في ان يقوم اعضاء لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس بما هو ايجابي ويساعد على نجاح المفاوضات الجارية والعملية الرامية الى احلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط».

وفي هذا الاطار نفى مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» امس، ان الولايات المتحدة تمارس او تحاول ممارسة أي ضغط على أي طرف للقيام او عدم القيام بخطوة او اجراء ما. وقال: «ان ما أكده المسؤول الكبير هو أمل الولايات المتحدة في ألا يتخذ اعضاء لجنة القدس في اجتماعهم المقبل في 28 اغسطس (آب) الجاري أي شيء يؤثر في حساسية المفاوضات الجارية، بل ان يقوم كل طرف بما هو ايجابي، والاسهام في انجاح العملية السلمية».

وقال المسؤول: ان مساعد وزيرة الخارجية ادوار ووكر قام بجولة في المنطقة شملت 14 دولة عربية اطلع قادتها ومسؤوليها الذين التقاهم خلالها على ما جرى في مفاوضات كامب ديفيد.

وقال: ان ووكر عاد متشجعاً ومتفائلاً مما سمعه لجهة رغبة وتصميم الأطراف المعنية على العمل للتوصل الى السلام.

وفي ما يتعلق بموضوع القدس الذي كان أبرز ما في المؤتمر الصحافي للمسؤول الكبير. أكد أمل الولايات المتحدة في ألا يقوم أي طرف بأي اجراء قد يغلق الطريق أمام المفاوضات.

وتابع: «ان أفضل ما ترغب فيه الولايات المتحدة في هذا الوقت هو ان يعطى المزيد من الحرية للتعامل مع المواضيع الحساسة وأولها موضوع القدس». وقال: «ان الولايات المتحدة تأمل اذا تمكنا من التوصل الى اتفاقية ان تكون مقبولة من العالم الاسلامي، لأنه اذا لم يتحقق ذلك فسنكون أمام مشكلة كبيرة. ولذلك نريد ان نرى تشاوراً واسعاً وان يضع كل طرف ملاحظاته الايجابية والسلبية بالنسبة لموضوع القدس. وان هذا التشاور لا يعني استفتاء، وان ما نتحدث عنه ونريده انه اذا كانت هناك اتفاقية قد نتوصل اليها ان تكون مقبولة من الجميع».

الى ذلك أكدت مصادر رسمية مغربية لـ«الشرق الأوسط» أن الملك محمد السادس سيفتتح في مدينة أغادير ( جنوب المغرب) أعمال الدورة الـ18 للجنة القدس، بمشاركة وزراء خارجية 16 دولة عربية وإسلامية وبحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وطبقا للمصادر فإن إجتماعات لجنة القدس ستبحث المستجدات بشأن الوضع النهائي للمدينة المقدسة في ضوء الآراء والاقتراحات التي جرى تداولها في قمة كامب ديفيد. وتضم لجنة القدس وزراء خارجية الأردن واندونيسيا وايران وباكستان وبنغلاديش والسعودية والسنغال وسورية والعراق وغينيا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر.

من جهتها قالت مصادر دبلوماسية في الرباط : إن الرئيس عرفات يرافقه وفد فلسطيني كبير يضم على الخصوص فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وفيصل الحسيني مسؤول ملف القدس وزهدي النشاشيبي وزير المالية في السلطة الفلسطينية وعكرمة صبري مفتي القدس وتيسير التميمي، نائب قاضي قضاة فلسطين اضافة الى شخصيات دينية مسيحية.

ورأت المصادر في مشاركة الشخصيات المسيحية الفلسطينية رسالة سياسية يريد الجانب الفلسطيني التأكيد عليها في موضوع السيادة على القدس. وتحمل الرسالة تأكيدا فلسطينيا على مبدأ التعايش بين الأديان وإجماع الأوساط الدينية الإسلامية والمسيحية الفلسطينية على مبدأ السيادة الفلسطينية على القدس. وقالت المصادر: إن الأوساط الفلسطينية مستاءة من موقف الفاتيكان بشأن موضع السيادة على القدس الذي يشكل حجر زاوية في الموقف الفلسطيني والعربي الإسلامي من سلام الشرق الأوسط برمته.