«الوسط» المصري يحاول مجددا العودة للساحة عبر بوابة التصعيد الانتخابي مع «الإخوان»

TT

في محاولة جديدة للعودة الى الساحة السياسية في مصر اعلن مؤسسو حزب «الوسط» المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين امكانية ترشيح 10 أعضاء من مؤسسي الحزب الذي رفضته لجنة الاحزاب مرتين، في انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المقبلة.

وعلى الرغم من ان الاعلان تحول الى حملة اعلامية يجري فيها تبادل الهجمات بين مؤسسي «الوسط» والاخوان فإن قرار الترشيح لم يكن اكثر من بالون اختبار اراد به مؤسسو «الوسط» اصابة اكثر من هدف لعل ابرزها إعادة تأسيس الحزب لمرة ثالثة. وقال المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي الوسط لـ«الشرق الأوسط» ان «اعادة الحزب فكرة واردة فالمشروع موجود ولم ينته، لذلك ننتهز أي فرصة سياسية متاحة للدخول فيها حتى يظل امر الوسط مطروحا على الساحة كما هو مطروح بيننا». لكن مصادر من داخل الحزب قالت انه تم الانتهاء فعلا من التأسيس الثالث للحزب بعد صياغة برنامج جديد يتلافى امكانية رفضه أو طعنه.

واشارت المصادر الى ان «الحزب سيعود بنفس مؤسسيه مع بعض التعديلات المحدودة لكنها قد تكون مؤثرة، اذ سيخرج من طاقم الهيئة المؤسسة احد الرموز التي اثارت جدلا كبيرا وهو المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب نجل الرئيس السابق للطائفة الانجيلية في مصر، اضافة الى الدكتور محمد عبد اللطيف صاحب احدى شركات الطباعة وبرامج الكومبيوتر». واكدت المصادر ذاتها ان الحزب لن يخلو من الاقباط الذين يؤمنون بأفكار الحزب وكذلك النساء، لكن المفاجأة الكبرى التي يعد لها «الوسط» تكمن في انضمام عدد كبير من جيل الوسط من احزاب وتيارات سياسية مختلفة موجودة على الساحة السياسية.

واشارت المصادر الى ان قرار اعلان الحزب وتقديم اوراقه الى لجنة الاحزاب سيتم بعد الانتخابات النيابية المقبلة وتقييم الاجواء السياسية التي جرت فيها الانتخابات وما تشهده من انفتاح ونزاهة. ولمحت الى ان الاتجاه الغالب داخل الحزب الان هو التراجع عن فكرة الترشيح للانتخابات المقبلة، مشيرة الى ان موضوع المشاركة طرح قبل شهر واتفق على حسمه في ضوء دراسة الواقع السياسي. وأضافت انه من المرجح التراجع عن خوض الانتخابات لتسعة من الذين اعلن ترشيحهم بينما يبقى في الساحة عصام سلطان فقط في دائرة الدقي منافسا للمستشار مأمون الهضيبي نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين (المحظورة). واعتبرت المصادر ان الاعلان عن الترشيح حقق اهدافه المطلوبة واعاد «الوسط» الى الحياة السياسية تمهيدا لتأسيس الحزب لمرة ثالثة.