أعلنت شركة طيران الخليج امس عن عزمها منح دفعة مقدمة وعاجلة من التعويضات المالية لضحايا الرحلة 072 على احدى طائرات الشركة من طراز ايرباص التي سقطت مساء الأربعاء الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة احمد بن سيف آل نهيان في مؤتمر صحافي عقدته الشركة امس ان «الشركة سوف تدفع تعويضاً مالياً مقداره 25 ألف دولار عن كل أسرة وهو تعويض مبدئي سيتم خلال يومين الى ثلاثة أيام».
وقال بيان صدر عن شركة طيران الخليج انها سوف تقوم باعادة عائلات الضحايا المصريين وجثث ذويهم الى القاهرة اليوم السبت بينما سيتم نقل بقية الجثث الأخرى والتابعة لجنسيات مختلفة على متن رحلات الشركة العادية.
وفي خلال المؤتمر الصحافي نفى رئيس الطيارين بأسطول الشركة من طراز ايرباص، حميد علي، ان يكون الطيار الكابتن احسان شكيب قد دار مرتين وسقط في المرة الثالثة بعدما فشل في ان يحط بالطائرة على المدرج. وقال: انها معلومات لا تستند الى حقائق واقعية.
وشرح علي سير الطائرة خلال لحظاتها الأخيرة قائلاً انه حتى اقتراب بعده 7 أميال كانت عادية بحسب المؤشرات لدى برج المراقبة، وعلى اقتراب ميل واحد طلب الطيار دورة لليسار لأسباب غير معلومة وبعد اتمامها طلب الارتفاع مرة أخرى ليحط بالطائرة، وعلى بعد ميل الى اليسار اختفت الطائرة عن شاشات الرادار. وأضاف «هذا يعني ان الطائرة دارت دورة واحدة فقط وليس ثلاث دورات كما قدر».
ووصف تصرف الطيار بأنه كان عادياً إذ يترك للكابتن تقدير ما يجب عمله وفق ظروفه.
كما نفى حميد علي ان يكون هناك أي عطل في محركات الطائرة او ان يكون حريق قد نشب فيها، لكنه قال انه لن يتم التأكد من وضعية الطائرة ان كانت على وضع آلي او يدوي اثناء وقوع الحادث، إذ يجب ان يتم الانتظار حتى يتم تحليل محتويات الصندوق الأسود.
وفي هذا الصدد قال الطيار ان الصندوق الأسود لا يمكن فتحه في البحرين وانه الآن تحت اشراف شؤون الطيران المدني، وسيتم ارساله الى الجهات المختصة في اوروبا واميركا لفحص محتوياته. ولم يحدد الفترة التي سوف يستغرقها تحليل المحتويات واكتفى بالقول انها قد تستغرق شهوراً او عاماً او ربما عامين بحسب نظام الشركات.
وحول ما تردد عن عدم خبرة كابتن الطائرة الذي يبلغ من العمر 37 عاماً قال حميد علي انه أنهى 6856 ساعة و14 دقيقة طيران بينما يبلغ الحد الأدنى لعدد ساعات الطيران 4000 ساعة طيران للكابتن في شركة طيران الخليج، ويصل معدل خبرة طياري الشركة الى نحو 6700 ساعة طيران.
وقال ان الكابتن شكيب انهى ساعات تدريبه المقررة ووصفه بأنه «طيار متمكن».
الى ذلك تواصل جو الحزن الذي خيم على البحرين منذ سقوط الطائرة على سواحل البحرين الشرقية قبل يومين وتم امس توديع آخر ضحايا الطائرة الذين جرى دفنهم بشكل جماعي. ووصف المشيعون ان الأوضاع كانت مؤثرة بشكل كبير، إذ كانت اعداد المشيعين تصل الى عدة آلاف في كل مقبرة، ولم يكن من السهل التعرف على ذوي المتوفين فالجميع كانوا يغرقون في الدموع والبكاء، وغصت المآتم ومقار تقديم العزاء للرجال بينما كان من الصعب تعزية السيدات اللاتي يصعب على معظمهن تصديق ما حدث.
وكان البحرينيون يعزون بعضهم البعض كلما التقوا فيما خلت الشوارع والمجمعات التجارية التي اعتادت على الازدحام في أيام عطلة نهاية الأسبوع خاصة مؤخراً مع اقتراب موسم العودة للمدارس وتسهر الناس عند اجهزة التلفزيون لمتابعة آخر التطورات في الحادث، وألغيت العديد من حفلات الزواج، كما ألغي مهرجان غنائي مصاحب لمعرض بمناسبة العودة للمدارس.