صحيفة إيرانية قريبة من «الحرس الثوري» تحمل على «الشرق الأوسط» وتطالب بملاحقة مصادرها في إيران

TT

طالبت صحيفة «حريم» القريبة من استخبارات الحرس الثوري الايراني السلطات الأمنية بملاحقة المصادر المحلية التي قالت انها تكشف لـ«الشرق الأوسط» اسرار الدولة وقرارات المجلس الاعلى للامن القومي، اعلى مركز اتخاذ القرارات الاستراتيجية في ايران.

وجاء تحذير الصحيفة في الوقت الذي نفى فيه نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله أميني ما نشر عن قيام المجلس المكلف تعيين مرشد الثورة الايرانية واقالته باختيار رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي ليكون خليفة للمرشد الحالي علي خامنئي. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت معلومات مفصلة عن ذلك قبل ثلاثة اسابيع، حيث اوضحت ان ذلك جرى في اجتماع مغلق لم يعلن عنه للمجلس. واثارت المعلومات ضجة واسعة لم تهدأ بعد في ايران.

وكانت مصادر «الشرق الأوسط» قد اكدت ان اختيار شاهرودي تم عبر الاقتراع السري في المجلس وتلبية لرغبة خامنئي نفسه، الا ان أميني تحدث مع وكالة الانباء الايرانية بطريقة حاول فيها الايهام بان «الشرق الأوسط» ادعت بان خامنئي وليس مجلس الخبراء هو الذي عين شاهرودي، قائلا ان انتخاب المرشد هو من وظائف مجلس الخبراء فقط وليس اي مركز او شخص آخر. وهذا ما هو اكدته مصادر «الشرق الأوسط» وقتها، حيث افيد بعقد جلسة طارئة للمجلس عقب لقاء اعضاء هيئة رئاسته مع مرشد الثورة الذي يعاني من بعض الامراض، حسب قول مصادر قريبة من القيادة.

وبحثت «الشرق الأوسط» اسباب نفي اميني وملابسات وخلفيات عقد الاجتماع الرسمي المزمع لمجلس الخبراء في طهران لمدة ثلاثة ايام في الاسبوع المقبل ابتداء من يوم غد، مع مصدر مطلع في مدينة قم، فقال ان «الشرق الأوسط» اربكت مرارا عناصر التيار المحافظ بنشر معلومات دقيقة مستقاة من تقارير خاصة وسرية حول مخططات المحافظين للقضاء على الاصلاحيين.

ولم تظهر اوساط المحافظين في البداية اهتماما علنيا بمعلومات «الشرق الأوسط» حول اختيار شاهرودي خلفا لخامنئي، لكن بعد ان تعرض اعضاء مجلس الخبراء لحملة انتقادات عنيفة من قبل شخصيات دينية رفيعة في قم ومشهد بادر اميني الى النفي ومهاجمة الجهات التي نشرت تلك المعلومات. كما ان بعض الشخصيات الدينية الكبيرة في قم وجهت تحذيرات الى علي مشكيني رئيس مجلس الخبراء واعضاء هيئة الرئاسة بانهم سيرفضون مبايعة شاهرودي.

واضاف المصدر ان احد المراجع الذي يدعم عادة مرشد الثورة في قراراته وجه سؤالا الى خامنئي نفسه جاء فيه: ألا يوجد بيننا رجل يتمتع بشروط ومواصفات القائد حتى نستورد واحدا من العراق؟ وكان المرجع المذكور يشير الى كون شاهرودي يعد من «المعاودين»، اي ممن ولدوا وعاشوا في العراق وطردتهم السلطات العراقية في السنوات الاخيرة لحكم الشاه وبداية الثورة.

وكشف المصدر الايراني ان قم بأسرها ترفض اختيار شاهرودي، فيما لم تبد المرجعية في مدينة مشهد اي تأييد للقرار. وطيلة الاسابيع الثلاثة الاخيرة، اجتمعت هيئة رئاسة مجلس الخبراء عدة مرات مع مرشد الثورة لايجاد حل للمشكلة. واخيرا تم الاتفاق على ان يعقد مجلس الخبراء اجتماعا ابتداء من غد، وهو اول اجتماع من نوعه منذ وفاة الامام الخميني. ففي السابق كان المجلس يعقد اجتماعاته في قم باستثناء الجلسة التي عقدت في مشهد عقب انتفاضة الطلاب في جامعة طهران في يوليو (تموز) الماضي لمراجعة قراره السابق.

وتابع المصدر ان خامنئي لا يزال متمسكا بشاهرودي معتبرا اياه الشخص المؤهل لقيادة البلاد بعد غيابه.

ولاحظ المصدر ان حملة صحيفة «حريم» على «الشرق الأوسط» يجيء بسبب احتجاب كل الصحف والمجلات الاصلاحية في ايران، فلم يبق للايرانيين مصدر للاخبار والمعلومات غير الصحافة الخارجية وخصوصا «الشرق الأوسط» التي تتابع الشؤون الايرانية باهتمام، والتي تتناقل اخبارها الاذاعات الاجنبية الناطقة بالفارسية الموجهة الى ايران.