ثلاثة مخططات جديدة لجماعة الإخوان المسلمين لدخول البرلمان المصري

TT

أثار ترشيح جماعة الاخوان المسلمين المصرية المحظورة امرأة وقبطياً على قائمة مرشحيها في الاسكندرية خلال انتخابات البرلمان المصري المقرر اجراؤها في شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل تساؤلات كثيرة داخل الأوساط السياسية حول هذه الخطوة التي تعد سابقة من نوعها في تاريخ الجماعة. وبدا واضحاً للمراقبين ان الجماعة غيرت خططها للحصول على مقاعد في البرلمان المصري رغم جهود الحكومة الدائمة لإجهاض هذه المحاولات.

وقالت مصادر داخل الجماعة ان الترشيح تطوير سياسي في منهج الجماعة السياسي. وعلمت «الشرق الأوسط» ان لدى الجماعة ثلاثة مخططات لدخول البرلمان بعد ان فشلت في الانتخابات السابقة في الحصول على أي مقعد رغم ترشيحها حوالي 150 من أعضائها.

وتسعى الجماعة الى تقليل عدد مرشحيها لنصف ما كان عليه في الانتخابات السابقة، وان تعفي هذه المرة رموزها من الترشيح الذي سيقتصر على القيادات الشابة فقط، والتي لا يتجاوز عمرها45 عاماً، اضافة الى ان ذلك سينطوي على ترشيح اسماء اخوانية غير معروفة أمنياً، بما قد يتيح فرصاً أكثر في تعاملها مع الجماهير وافلاتها من قبضة الحكومة الأمنية.

واشارت مصادر داخل الجماعة الى ان ذلك التوجه يهدف الى عدم استثارة الحكومة ضد أعضائها، لأن القيادات الشابة ستكون أقل لفتاً للأنظار، وربما أقل فرصاً في الفوز، فضلا عن ان الجماعة ستتحاشى تماماً الترشيح ضد أي من رموز الحكومة أو قيادات الاحزاب الأخرى لتهدئة الأوضاع.

أما المخطط الثاني للجماعة فيهدف الى ترشيح سيدات في سابقة هي الأولى من نوعها، إذ لم تعرف الحياة السياسية في مصر مشاركة نساء من اعضاء الجماعة في مثل هذه الانتخابات هو ما اعتبره سياسيون مفاجأة غيرمتوقعة للحكومة لتستطلع جماعة الاخوان مواقفها حيال ذلك.

ورغم ان الاعلان كان عن ترشيح سيدة واحدة بالاسكندرية هي جيهان محمد عبداللطيف الحلفاوي التي انفردت «الشرق الأوسط» بحوار معها إلا ان هناك معلومات تؤكد محاولات جادة لإقناع أخريات من داخل الجماعة لانتهاج نفس الخطوة.

لكن الاعلان عن ذلك لن يكون في الوقت الحالي سعيا لتغطية أوراق الجماعة قبل الانتخابات التي بدا انها تسعى فيها الى استخدام عنصر المفاجأة.

أما ثالث مخططات الجماعة فيتمثل في مفاجأة أخرى كبرى اطلقتها قبل ايام باعلان ترشيح قبطي وعضو بالمجلس الملي بالاسكندرية، هو المحامي سمير منصور على قائمة ترشيحها، في سابقة هي الأولى من نوعها ايضاً، رغم ان تحالف العمل والاخوان سبق له ترشيح قبطي آخر هو جمال اسعد عبدالملاك إلا ان انتماء عبدالملاك لحزب العمل لم يحدث ذات المفاجأة بترشيح الجماعة بمفردها لقبطي.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الجماعة تستطلع موقف التيارات السياسية من هذا الاعلان، وبناء عليه ستحدد امكانية ترشيح اقباط آخرين على قوائمها في المحافظات الأخرى. وبالطبع فإن هذه واحدة من نقاط التعامل الحساسة من جانب الحكومة مع الجماعة، إذ ان الحكومة بدأت في الفترة الماضية في دعوة الاقباط للمشاركة في العمل السياسي، وحثهم على خوض الانتخابات، وبالتالي فإن ترشيح الجماعة لقبطي سيحدث أزمة حول كيفية التعامل معه، رغم ان ترشيح اقباط قد يكون المنفذ الأخير والأرجح لدخول الجماعة البرلمان المصري.