تكهنات عن تدخلات أميركية ـ بريطانية أرجأت الكشف عن رسالة أنان للقذافي بشأن لوكربي

TT

مع اقتراب نهاية المرافعات في قضية تفجير طائرة بان اميركان على الرحلة 103، اصدرت الامم المتحدة رسالة يعود تاريخها الى ما قبل 18 شهرا، كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، قد اقنع بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، على الأرجح، بأن يسلم المتهمين بالتفجير على اساس الوعد بمعاملتهما معاملةخاصة ان أُدينا بالتهمة المذكورة.

وكان اقرباء ضحايا الطائرة الاميركية، التي هوت فوق بلدة لوكربي الاسكوتلندية عام 1988 اثر انفجار عبوة ناسفة خبئت في امتعة السفر، يضغطون بقوة لنشر الرسالة علناً. وكان المسؤولون الاميركيون قد اشاروا الى انهم لا يستطيعون الكشف عن كامل مضمون الرسالة المؤرخة في 17 فبراير (شباط) 1999، من دون موافقة أنان.

وجاءت الموافقة المنشودة الثلاثاء الماضي، لكن الرسالة لم تنشر الا الجمعة. ويقول بعض اقرباء الضحايا ان توقيت النشر يوحي بأن الأمم المتحدة وبريطانيا والبيت الابيض، كانوا يأملون في تضييق الاهتمام بالرسالة بفضل نشرها على مشارف عطلة نهاية الاسبوع.

وأشار انان في رسالة وجهها الثلاثاء الماضي الى السفير البريطاني في الامم المتحدة الى انه قرر الكشف عن الرسالة بفعل طلب من محامي الدفاع عن المتهمين الليبيين.

والمعروف ان المتهمين عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفه فحيمة، يواجهان القضاء منذ الثالث من ايار (مايو) في محكمة اسكوتلندية خاصة، ترافع في القضية في هولندا. ومن المتوقع ان يختتم الادعاء مرافعاته الشهر المقبل.

وكانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش قد لجأت الى الأمم المتحدة عام 1992 بعد توجيه الاتهام الى الليبيين في حادث لوكربي وصادقت الأمم المتحدة على فرص عقوبات على ليبيا، تشمل حظر الرحلات الجوية منها واليها، كما تحظر بيع معدات النفط الى ليبيا.

غير ان وساطة السعودية وجنوب افريقيا وضمانات أنان افضت الى تسوية قبل بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وذلك بتسليم المتهمين الى بلد محايد مقابل تعليق العقوبات. وكانت بعض جوانب رسالة أنان قد تسربت عبر وسائل الاعلام. وهناك ملحق بالرسالة يطمئن القذافي الى ان استجواب المتهمين لن يجري الا على يد مدعين عامين اسكوتلنديين، وانهما «لن يُستخدما لتقويض النظام الليبي».

وهناك تطمينات اخرى لم تتسرب من قبل، وعلى سبيل المثال هناك تطمين لليبيا بأنه في حالة ادانة المقرحي وفحيمة، اذا ما حصلت، فانهما سيودعان في سجن اسكوتلندي «مع ترتيبات خاصة تكفل للأمم المتحدة دوراً في مراقبة معاملة الرجلين» في السجن، كما ان ليبيا سوف تمنح «حضوراً رسمياً في اسكوتلندا» للاتصال بالسجينين.

ودافع المسؤولون في الولايات التحدة وبريطانيا والامم المتحدة عن رسالة انان وملحقاتها، باعبتارها كانت تتوخى تسهيل نقل المتهمين الى هولندا. ويؤكد هؤلاء انه لا يوجد في ملحق الرسالة اي نص يمنع الادعاء الاسكوتلندي من سبر تورط القيادات العليا الليبية في عملية التفجير. لكن اقرباء الضحايا يقولون ان الملحق يؤكد مخاوفهم من ان المحاكمة ستؤدي الى التستر على اية مسؤولية للقيادة الليبية.

وقال دان كوهين (من نيوجيرسي) الذي فقد ابنته تيودورا في الحادث «لم ندرك مدى تدخل الامم المتحدة في ادارة السجن. لعل هذين الشخصين (المتهمين) سينتهيان الى الادانة، ويودعان السجن بشروط مخففة، ويحظيان بالعفو بعد بضع سنوات، يعودان بعدها عودة الابطال الى ليبيا».

* خدمة «يو. اس. ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»