«منطق الأقوياء» أثبت مفعوله في انتخابات الشمال اللبناني

TT

اثبتت نتائج الانتخابات النيابية في محافظة الشمال ان «منطق الاقوياء» الذي اطلقه وزير الزراعة والاسكان سليمان فرنجية هو الذي ثبت قدميه في الدائرة الثانية وترجم بحصول لائحة «التضامن والانماء» التي تزعمها فرنجية ووزير الاشغال والنقل نجيب ميقاتي على حصة الاسد، فيما ادى اسلوب «حفر الانفاق» في صف التحالف الواحد في الدائرة الاولى الى اصابة اللائحة الائتلافية التي تزعمها النائب عصام فارس في الصميم.

ففي قراءة متأنية لنتائج انتخابات هذه المحافظة ظهر جلياً ان السلطة اثبتت حيادها وسقط منطق تدخل الاجهزة والاشباح في الارقام ـ اذا غضضنا الطرف عما اثير حول تأليف اللوائح ـ في حين استحقت القوى الامنية، من الجيش اللبناني الذي كلف الحفاظ على استقرار الوضع العام، الى قوى الامن الداخلي التي كلفت امن مراكز الاقتراع والصناديق، الثناء والتقدير نظراً لعدم تسجيل اي حادثة تذكر مخلّة بالامن باستثناء ثغرات ادارية عمل محافظ الشمال ناصيف قالوش على معالجتها بالسرعة المناسبة.

ففي الدائرة الاولى (عكار والضنية وبشري) ضُربت اللائحة الاساسية (المعروفة باسم اللائحة الائتلافية) التي تزعمها النائب الارثوذكسي عصام فارس بعدما كانت لوائح ما قبل الحرب معقودة اللواء للسنّة ولآل المرعبي تحديداً. الا ان ما حصل في هذه الدورة هو سقوط النائب طلال المرعبي الذي يعتبر آخر حبة في عنقود هذه العائلة التي تجذرت في الملكية والزعامة في قضاء عكار، قد منيت اللائحة بخسارة خمسة مراكز لمرشحيها من اصل احد عشر مرشحاً. وهي نسبة مرتفعة قياساً للحضور القوي الذي مثله النائب فارس في المنطقة. وهو حل في المرتبة الثانية في الدائرة بعد مرشح تيار الرئيس السابق للحكومة اللبناني رفيق الحريري في الضنية، الدكتور احمد فتفت، الذي استفاد من سلسلة من المعطيات ابرزها عمله على اساس ان السلطة تحاربه وان اللائحة التي اتفقت معه (اللائحة الائتلافية) لم تف بوعدها بعد توزيعها لوائح مساء السبت الماضي تحمل اسم منافسه من الحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الناصر رعد، في حين عمدت اكثر من جهة في عكار والضنية الى شطب اسم النائب فارس خصوصاً النائب وجيه البعريني والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب المرعبي، مما عزز وضع مرشحي منطقة وادي خالد جمال اسماعيل ومحمد يحيى فيما خسرت «الجماعة الاسلامية» مقعدها عبر عدم فوز النائب خالد ضاهر.

وجاءت النتائج كالاتي:

قضاء عكار: روم ارثوذكس: النائب عصام فارس (الائتلافية)، النائب السابق كريم الراسي (لائحة الارادة الشعبية).

سنة: جمال اسماعيل (الائتلافية)، النائب وجيه البعريني (الائتلافية)، محمد يحيى (لائحة الارادة والقرار).

ماروني: مخائيل الضاهر (الائتلافية).

علوي: عبد الرحمن عبد الرحمن (الائتلافية).

قضاء الضنية:

النائب احمد فتفت (تيار المستقبل ـ منفرد)، النائب جهاد الصمد (لائحة الارادة الشعبية).

قضاء بشري:

النائب قبلان عيسى الخوري (الائتلافية)، النائب جبران طوق (الارادة الشعبية).

وبذلك يكون عدد الفائزين من «اللائحة الائتلافية» ستة والفائزين من لائحة «الارادة الشعبية» اربعة ومنفرد واحد.

اما في الدائرة الثانية (طرابلس ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون ـ المنية) فقد حصدت لائحة «التضامن والانماء» اربعة عشر مقعداً من اصل سبعة عشر مقعداً. كما يشار في هذا الصدد الى ربحها، ولو بطريقة غير مباشرة، نائبين سيكونان من كتلتها، الاول هو النائب جهاد الصمد في الضنية (حليف ومن كتلة الوزير فرنجية) والثاني هو النائب كريم الراسي (قريب الوزير فرنجية ولن يكون بعيداً عنه في مجلس النواب).

واذا عدنا بالذاكرة الى تصريحات الوزير فرنجية فانه كان يعترف صراحة بان خصمه الرئيس عمر كرامي والنائبة نايلة معوض هما من «الاقوياء» في الشمال وانه بذل محاولات عدة للتحالف معهما، الاّ ان الخرق الذي حققه النائب مصباح الاحدب الذي ترشح منفرداً، كان نتيجة لعمليات التشطيب الواسعة التي اعتمدها اعضاء لائحة التضامن، ولا سيما السنة، ازاء بعضهم البعض. اذ استهدفت الجماعة الاسلامية النائب احمد كرامي تحديداً، في حين توقف المراقبون امام المصداقية التي اعتمدها كل من الوزير فرنجية والنائبة نايلة معوض والرئيس عمر كرامي في صب اصوات لجميع المرشحين في اللائحتين الامر الذي لم يلتزمه الآخرون مما اعطى مفعوله لمصلحة حلفاء الوزير فرنجية ولا سيما فهم النواب بطرس حرب وسايد عقل (البترون) وجان عبيد (طرابلس).

وبالتالي لم يفلح منافسو لائحة «التضامن والانماء» في الخرق الاّ عبر مراكز ثلاثة هي: الرئيس عمر كرامي والنائبة نايلة معوض (لائحة الكرامة الوطنية) والنائب مصباح الاحدب (منفرد).

اما اعضاء اللائحة الفائزون فهم:

ـ عن مدينة طرابلس سنّة: نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، محمد كبارة.

ماروني: جان عبيد.

روم ارثوذكس: موريس فاضل.

علوي: احمد حبوس.

عن منطقة المنية: صالح الخير (سني).

ـ عن قضاء زغرتا موارنة: الوزير سليمان فرنجية والدكتور قيصر معوض.

عن الكورة ـ روم ارثوذكس: سليم سعادة (قومي) وفايز غصن ،فريد مكاري.

عن البترون ـ موارنة: بطرس حرب وسايد عقل.