الصفدي: سأظل أنفق مالا من أجل طرابلس ومهنئو ميقاتي ينادونه بـ«دولة الرئيس»

TT

بدا المرشحون المتنافسون في طرابلس صباح امس متفقين على امر واحد هو الاستسلام للنوم والراحة بعد عناء يوم الانتخاب اول من امس الذي تركهم مستيقظين حتى ساعات الصباح الاولى يتابعون نتائج الاقتراع التي زودهم بها مندوبوهم تباعاً.

اول الصاحين، كان اول الفائزين، الوزير نجيب ميقاتي الذي حصل على اعلى نسبة اصوات بين سائر المرشحين الآخرين في الدائرة الثانية في محافظة الشمال، وبفارق 20 الف صوت عن خصمه الابرز رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي كان قد هدّد بادخاله السجن متهماً اياه بـ «اغتصاب» 700 مليون دولار من الاموال المستحقة لخزينة الدولة.

اول ما فعله الوزير النائب ميقاتي، الذي غص منزله بالاهل والاصدقاء، كان تقبيل يدي والدته طالباً رضاها. وقد حالت الاتصالات الهاتفية التي انهالت عليه للتهئنة والتي توزعت على ثلاثة هواتف نقالة كان يحملها بين يديه، دون جلوسه مع ضيوف البيت والمهنئين الذين بدأوا بالتوافد وبعضهم راح يناديه «دولة الرئيس» باعتبار ان اسمه مطروح لرئاسة الحكومة المقبلة. كما ان فريقاً من النسوة خاطبه قائلاً: «لقد اعطتك طرابلس الكثير وهي تنتظر منك الكثير». فتطوعت احداهن للاجابة قائلة: «انتظروا وسترون العجائب على يد نجيب».

وعلى مسافة امتار من منزل «المنتصر الاكبر» يقع منزل الرئيس كرامي الذي راح حراسه يبلغون قاصديه بوجود «دولته» خارجه. وقد فسر المقربون من كرامي هذا التصرف برغبة الاخير بالخلود الى نفسه ودرس الوضع جيداً لاتخاذ الموقف المناسب خصوصاً ان النتائج ألحقت هزيمة كبرى باللائحة التي يتزعمها، اذ اقتصر الفوز عليه وعلى حليفته النائبة نايلة معوض.

وفيما آثر كرامي «الغياب عن السمع» امس اكدت اوساطه ان «الافندي» ـ كما هو لقبه في طرابلس ـ بدا شعلة غضب وهو يتلقى نتائج فرز الاصوات. ولم يخف صدمته مما ورد اليه. وذكرت هذه الاوساط ان آلاف المجنسين جيء بهم للادلاء باصواتهم لمصلحة لائحة منافسيه، فرنجية وميقاتي، كما ان عملية شراء الاصوات لمصلحة هذه اللائحة نشطت على قدم وساق قبل وقت قصير من اقفال صناديق الاقتراع.

وذكّرت اوساط كرامي بالموقف الذي اتخذه اثر ظهور نتائج انتخابات عام 1996 حين اعلن عزوفه على الاستقالة من النيابة، الا انه عدل عن ذلك بعد تدخل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام.

ومن طرابلس الى زغرتا حيث المسافة لا تتعدى عشرة كيلومترات كان مقر الوزير فرنجية الذي اطلق عليه كرامي اسم «الوزير المدلل» يعج بالمناصرين والمؤيدين الذين جاؤوا يباركون له «النصر المبين». الا ان الوزير الشاب ظل حتى عصر يوم امس وراء الابواب المغلقة في الطابق السفلي يتابع النتائج على الكومبيوتر كما يعمل على معالجة الاشكال الذي وقع بين عضوي لائحته، اسطفان الدويهي وقيصر معوّض، نتيجة للتقارب في عدد الاصوات التي حصل عليها كل منهما بعدما تمكنت النائبة معوض من خرق احد المقاعد المارونية الثلاثة المخصصة لزغرتا مما يعني خسارة احدهما لهذا المقعد.

وبالعودة الى طرابلس ظل اسم رجل الاعمال محمد الصفدي متداولاً في الاوساط السياسية والشعبية بعدما توقع الكثيرون سقوطه في الانتخابات بفعل قرار اتخذه «تيار المستقبل» التابع لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يقضي بتشطيبه من لائحة فرنجية- ميقاتي واستبداله بالمرشح المنفرد النائب مصباح الاحدب. الا ان الصفدي نام قرير العين فجر امس بعدما اظهرت النتائج حلوله في المرتبة الثانية بعد ميقاتي. وحين أطل على مهنئيه بادرهم بالقول : «ماذا فعلت لهم حتى يشطبوني؟ يأخذ علي البعض انفاقي ملايين الدولارات على حملتي الانتخابية. وردي على ذلك أنني سأظل اصرف واصرف واصرف من اجل مدينتي طرابلس».