اشتباكات بين الشرطة ومهاجرين عراقيين وأفغان في أستراليا

TT

احتدمت أمس اضطرابات وأعمال عنف، كانت قد بدأت هادئة قبل أسبوع وشارك فيها أكثر من 100 عراقي وأفغاني في أكبر مركز اعتقال للمهاجرين غير الشرعيين في أستراليا. واضرم المهاجرون المحتجون امس النار في 4 مبان واقتحموا سياجات، استخدموا بعض أوتدتها كأسلحة في العصيان، احتجاجا على نية سلطات الهجرة الأسترالية ترحيلهم، بعد رفضها منحهم وضعية المهاجرين القانونيين.

ولم ترد أنباء عن هروب أو اصابة أحد منهم، لكن وكالة «إيه.بي.بي» الأسترالية ذكرت أن 13 عنصرا من الأمن الأسترالي أصيبوا بجراح حين كانوا يستخدمون خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفرقتهم، جراء اصابتهم بحجارة ألقاها نحوهم المحتجون وهم يجوبون مواقع في «مركز ووميرا» للاعتقال، البعيد 475 كيلومترا شمال ولاية أديليد، مغطين وجوههم بالمناشف حتى يصعب التعرف عليهم من بين أكثر من 800 طالب لجوء غير شرعي معتقلين في المركز القريب من منطقة اجراء التجارب الصاروخية في الولاية الواقعة جنوب أستراليا.

واضطرت الشرطة الأسترالية الى ارسال ضباط من فرق «ستار فورس» للخدمة الخاصة، لتعزيز قواتها الأمنية التي تحاول بلا هوادة كبح جماح المحتجين، ممن اخترقوا سورا ثانيا أقامته الأسبوع الماضي ادارة مركز الاعتقال حول سياجه الرئيسي، الذي تدافعوا نحوه فجر أمس واخترقوه، ليتجه بعضهم الى غرفتين للاستجمام وغرفة ثالثة للطعام ومكان الاغتسال والمراحيض، حيث أشعلوا النار، ثم خرج قسم منهم على شكل مجموعات بدأت تلقي المبنى الرئيسي للمركز بالحجارة، فتحطمت نوافذ وتداعت أسقف مؤقتة وضعتها ادارة المركز تمهيدا لتثبيتها مستقبلا.

وقال نورمان أبجورنسين، المتحدث باسم دائرة الهجرة الأسترالية، إن معظم المشاغبين هم من الشبان الذين بدأوا منذ أسبوع باحتجاجات هادئة وطبيعية، لكنها تكررت محتدمة منذ فجر أمس.

ولأن سكان بلدة «ووميرا» الذي استمد المركز اسمه من اسمها، أعربوا للسلطات عن قلقهم من أن يستطيع المحتجون خرق السياج الأمني والخروج من مركز الاعتقال بأعداد كبيرة، كما سبق وحدث في يونيو (حزيران) الماضي، حين استطاع عدد كبير منهم الفرار والقيام بمسيرة احتجاج عنيفة في البلدة، فان الشرطة اضطرت للاستعانة بالوحدات الخاصة، التي أثارت غضب المحتجين أكثر، فبدأوا بتعنيف العصيان الذي كان مستمرا طوال أمس.

وقال وزير الهجرة الأسترالي، فيليب رودوك، إن الاضرابات «بدأها فجر أمس حوالي 70 ـ 80 مشاغبا من العراقيين والأفغان» قبل ان ينضم اليهم الآخرون. وبرر استخدام العدد الكبير من أفراد الشرطة، الى جانب الوحدات الخاصة، بالقلق من انفلات الأوضاع داخل المعسكر الذي يضم عددا كبيرا من المهاجرين غير الشرعيين الصينيين.

وتشهد أستراليا زيادة بالغة في أعداد المهاجرين بشكل غير مشروع، ممن يصلون الى البلاد بسفن عبر البحر قادمة في معظمها من إندونيسا ودول الجوار الأخرى، وعليها لاجئون، تقوم بنقلهم الى أستراليا مافيات معروفة، وتتقاضى من معظمهم، وهم من دول في الشرق الأوسط بشكل خاص مبالغ تصل أحيانا الى 5 آلاف دولار، ليصل المهاجر الى مدينة في أستراليا، حيث تشير الأرقام الى أن نحو 7900 مهاجر وصلوا بين 1998 و1999 فقط.

=