بوتين يعترف بجسامة التركة وتدهور الأوضاع بعد حادث الغواصة وحريق برج موسكو

TT

اعترف الرئيس فلاديمير بوتين في اجتماع له امس بالكرملين مع كبار رجال الدولة والحكومة بحقيقة تدهور الاوضاع في البلاد وتردي احوال التركة التي آلت اليه من سلفه بوريس يلتسين. وقال «ان الحادث الطارئ الجديد، اي حريق برج التلفزيون في موسكو، يكشف عن حقيقة الاحوال التي تعيشها اكثر المجالات والمؤسسات اهمية وخطورة، وتعيشها البلاد عموماً»، في اشارة غير مباشرة الى حادث غرق الغواصة النووية وتدهور اوضاع المؤسسة العسكرية.

وفي حديثه الى عدد من الوزراء وقيادات الكرملين دعا بوتين الى ضرورة تنشيط العمل في كافة المجالات بما يكفل دعم الاقتصاد ورفع مستوى التنمية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الكوارث.

وكان الحريق الذي شب مساء اول من امس في أعلى برج التلفزيون (540 متراً) قد أتلف الكثير من الاسلاك التي تدعم ارتفاعه مما يهدد بتزايد احتمالات الكارثة بعد ان سقطت ثلاثة مصاعد ركاب من ارتفاع 478 متراً شاء القدر ان تكون خالية من ركابها بعد ان جرى اخلاء المبنى من زواره والسائحين والعاملين فيه فور الاعلان عن اشتعال الحريق. غير ان المصادر الرسمية تؤكد بقاء ثلاثة من رجال الاطفاء مع عاملة المصعد داخل المصعد الرابع الذين لا يزال البحث جاريا من اجل انقاذهم بعد ان توقف المصعد في اعلى البرج، وسط انباء تقول بصعوبة بقائهم على قيد الحياة.

وأشارت المصادر الى نقل والدة عاملة المصعد (53 سنة) الى المستشفى بعد اصابتها بأزمة قلبية نتيجة تعثر عمليات انقاذ ابنتها سفيتلانا لوسيفا ورجال الاطفاء الآخرين من التابيعن لادارة مطافئ شمال شرق العاصمة موسكو.

وسارعت اجهزة الداخلية والأمن باخلاء المناطق الواقعة على مسافة 400 ـ 700 متر عن برج التلفزيون تحسباً لاحتمالات سقوطه، وان اشارت الى الجهود الرامية الى عزل الاجزاء السفلية من الاسلاك والكابلات التي تشد البرج الى قاعدته بعد ان اتت النيران على الاجزاء العليا منها.

وفي محاولة لاحتواء آثار الكارثة التي تسببت في قطع الارسال التلفزيوني لكل القنوات الرئيسية والاتصالات الادارية، عقدت الحكومة الروسية اجتماعاً عاجلاً لوضع الاجراءات اللازمة لايجاد السبل البديلة لاستئناف عمل هذه القنوات الذي تحدثت مصادر رسمية عن صعوبته قبل بضعة اشهر. وكان بوتين قد عقد اجتماعاً مماثلاً مع وزيري الاتصالات والداخلية لاستيضاح حقيقة الموقف وسبل مواجهته، فيما اعلن النائب العام فلاديمير اوشينوف عن فتح باب التحقيق في الحادث. وفي الوقت الذي توقفت فيه القنوات الرئيسية ومنها القناة الحكومية الثانية عن ارسالها واصلت قناة تلفزيون «ان. تي. في» التي يملكها فلاديمير جوسينسكي رئيس المؤتمر اليهودي الروسي، ارسالها عن طريق احدى القنوات التي تملكها امبراطوريته للاعلام «ميديا موست». وقد سارع مدير قناة «ان. تي. في» بعرض استعداده بالسماح للقنوات الاخرى ببث اخبارها وما تصدره الحكومة والكرملين من انباء رسمية عبر القناة البديلة «التلفزيون الجديد» المرتبطة بالأقمار الصناعية، رغم الخلافات القائمة بين «ميديا موست» والأجهزة الحكومية التي سبق ان اسفرت عن اعتقال جوسينسكي.