آيرلندا تسعى لاحتواء تزايد طالبي اللجوء إليها والبدء في حملة ضد العنصرية

TT

دبلن ـ رويترز: تعتزم الحكومة الايرلندية شن حملة لنشر روح التسامح بين الاعراق بعد موجة من الهجمات على الاجانب اساءت الى سمعة ايرلندا كبلد مزدهر يجتذب الباحثين عن العمل. وحفزت موجة من العنف ايرلندا على البحث في أعماق النفس كبلد يتباهى بكرم الضيافة ويقاوم التوترات الناجمة عن زيادة اعداد طالبي اللجوء لديها والوافدين الى شواطئها بهدف البحث عن فرص عمل.

وحذرت صحيفة «ايريش تايمز» مما وصفته بالمخاطر التي تواجه آيرلندا وهي تتحول الى مجتمع متعدد الاعراق بعد أجيال من موجات الهجرة الجماعية. وأضافت أنه «في غياب تحرك وطني منسق وعاجل ستتفشى سموم العنصرية وكراهية الاجانب في هذا المجتمع. يواجه حاليا ايرلنديون من أصول مختلطة عداء لم يكن موجودا قبل ثلاث أو أربع سنوات».

وكان جيري أدامز زعيم الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، قد حث في الآونة الأخيرة رئيس الوزراء الايرلندي مارتن أهيرن على اتخاذ موقف معلن ضد العنصرية. وكتب أدامز في مقال بصحيفة «ستار» الايرلندية ان «أهيرن في موقف يسمح له بجمع الزعماء السياسيين ورؤساء الكنيسة والنقابات وممثلي مختلف الفئات وكبار الاعلاميين والمثقفين والموسيقيين ونجوم الرياضة في حدث عام نعلن فيه موقفنا الموحد المناهض للعنصرية».

ومن المنتظر ان تشن حكومة أهيرن الشهر المقبل أول حملة توعية ضد العنصرية في آيرلندا تهدف إلى نشر رسالة التسامح عن طريق التلفزيون ولافتات الاعلانات.

وعلى غرار مبادرات مماثلة في كندا واستراليا ستركز الحملة على طلبة المدارس وأماكن العمل للقضاء على الخوف والجهل اللذين تعتقد الحكومة انهما أصل المشكلة وسلطت هجمات على عدد من طلبة التبادل الثقافي والسياح مزيدا من الاضواء على مشكلة العنصرية في آيرلندا.

ومن أبرز أمثلة العنصرية اصابة الانجليزي ديفيد ريتشاردسون بجروح خطيرة بعد تعرضه لهجوم في العاصمة دبلن في يونيو (حزيران) الماضي. وتعرض ريتشاردسون، وهو أبيض، إلى هجوم أثناء سيره مع زوجته السوداء في أحد شوارع وسط المدينة، حيث كانا يزوران ابنهما كريستيان الذي كان يعمل في ايرلندا واستقال من عمله وعاد الى انجلترا بعد ان طارده افراد يرددون شعارات عنصرية.

ويقول فيليب وات رئيس لجنة ايرلندا الوطنية الاستشارية للقضايا العنصرية والتعدد الثقافي «مثل هذه القضايا اجبرت الايرلنديين على مواجهة العنصرية». ويضيف وات أن الاضواء «سلطت على العنصرية بطريقة لم تحدث من قبل». وذكر ان كلاً من الايرلنديين السود والايرلنديين «الرحل» طالما تعرضوا للتفرقة.

ويعتقد وات ان السلطات الايرلندية بدأت تنظر الى المشكلة بجدية، ويقول ان العنصرية «تسيء إلى صورة ايرلندا في الخارج اذا لم يمكن التعامل معها بطريقة صحيحة. لكنني اعتقد ان الحكومة بدأت تقوم بدور قيادي في القضية». وأضاف أنه سيحث الحكومة على تشديد العقوبة على جرائم العنف العنصرية وتطبيق عقوبات رادعة ضد مرتكبيها.

وينتقد وات عدم وجود احصائيات يعتمد عليها عن الاقليات العرقية في البلاد. وقال ان العدد قد يصل الى اثنين في المئة من مجموع السكان بما في ذلك الرحل، ومن المنتظر ان يرتفع العدد بقدوم عمال أجانب.

وقد شهدت ايرلندا عبر تاريخها موجات من هجرة مواطنيها الى الخارج بحثاً عن حياة أفضل، لكن الاتجاه الحالي عكسي نظرا للحاجة الى عمالة أجنبية بفضل اقتصاد ايرلندا المزدهر وتقدمها التكنولوجي، حيث يقول سياسيون ورجال اعمال بارزون ايرلنديون ان بلادهم في حاجة إلى 200 ألف عامل خلال الخمس او السبع سنوات القادمة لمواصلة الازدهار.

كما أدى الازدهار الاقتصادي الى زيادة عدد طالبي اللجوء الذي يصل الى الف شهريا، أغلبهم من نيجيريا ورومانيا. وينتظر نحو 12 ألف طالب لجوء تحديد مصيره من قبل حكومة دبلن.