3 ملفات ساخنة يبحثها مبارك وكلينتون في 90 دقيقة اليوم

القاهرة وواشنطن تحاولان تجاوز خلافاتهما بشأن سلام الشرق الأوسط والعراق والعلاقات الثنائية

TT

ثلاثة ملفات ساخنة تطغى على مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الاميركي بيل كلينتون اليوم في القاهرة والتي تستغرق 90 دقيقة، إضافة الى جملة قضايا وموضوعات فرعية أخرى.

وتبدو مصادر القاهرة متفائلة بتحقيق تقدم على صعيد هذه الملفات، وهي مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط والحظر المفروض على العراق والعلاقات الثنائية بين البلدين سياسيا واقتصاديا.

وفي الملف الاول يبرز موضوع استئناف السلام على المسار السوري، واعلان الدولة الفلسطينية، والمقترحات المصرية لتسوية مقبولة اقليميا حول القدس وسط توقعات بأن تشهد هذه العناوين بعض التقدم في ضوء الاصرار الاميركي على انجاز شيء ما في العملية الشرق الاوسطية.

اما الملف العراقي فيبدو الاصعب في ضوء التصعيد العراقي ضد الامم المتحدة ولجان التفتيش الدولية، لكن القاهرة حسب المصادر لن تتردد في طرح الموضوع ومحاولة تحقيق اية مكاسب فيه، وبخصوص الملف الثالث الخاص بالعلاقات الثنائية فإن توقعات المسؤولين المصريين تشير الى ان 90 دقيقة كافية لتحقيق تقدم فيه بعد ان نجحت العاصمتان في تجاوز الازمة العابرة التي وقعت عقب فشل كامب ديفيد الثانية وتحميل مصر جزءا من فشلها.

وتحاول مصر في قمة اليوم ايجاد آلية جديدة لادارة العلاقات الثنائية خاصة على المستوى الاقتصادي تجعل من مصر «شريكا تجاريا» وليست «متلقية لمعونة». وهناك نقاط اتفاق مشتركة بين الجانبين فكلاهما يأمل في تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي رغم خلافات حادة بين البلدين وتحفظات للقاهرة حول ما تبديه الادارة الاميركية من تسامح مع السلوك الاسرائيلي المنافي لاهداف عملية السلام وتوافقها أحيانا مع عدد من المفاهيم الاسرائيلية حول قضايا جوهرية مثل مدى الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة ومدى التطبيع العربي الاسرائيلي والتعاون الاقتصادي الاقليمي بشكل يسبق تحقيق تقدم ملموس في العملية السلمية.

ومن نقاط الخلاف الاساسية بين البيت الابيض والقاهرة، كما تقول ورقة عمل اعدها المجلس المصري للشؤون الخارجية، عدم ارتياح القاهرة من نهج الولايات المتحدة في ضمان التفوق العسكري لاسرائيل بشكل يضاعف من خلل توازن القوى في المنطقة ويتصل بذلك تسامح وغض النظر من جانب الولايات المتحدة بالنسبة للترسانة النووية الاسرائيلية وعدم انضمام اسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي واخضاع جميع مرافقها النووية لتفتيش وكالة الطاقة الدولية.

وتبدو عناصر الاختلاف بين البلدين حول عدد من القضايا الاقليمية الاخرى مثل الوضع في السودان ومبادرات التسوية لمشكلة الجنوب فيه بشكل يضمن وحدة السودان. كما تختلف الدولتان بالنسبة لقضية الارهاب حيث تتبنى الولايات المتحدة مفهوما واسعا للارهاب يخلط بين مواقف الدول ومواقف الجماعات الارهابية كما انها تكيل بمعيارين، حسب تعبيرات معظم السياسيين المصريين، عندما يتعلق الامر بالارهاب الذي تمارسه اسرائيل علنا، فضلا عن انها تخلط بين الارهاب وعملية مقاومة الاحتلال.

ومن القضايا الخلافية ايضا مسألة الاصلاح الاقتصادي في مصر والتحول لاقتصاد السوق حيث ترى واشنطن، كما تقول ورقة عمل المجلس المصري للشؤون الخارجية، ان من حقها التدخل في مسائل تعتبر من صميم الشؤون الداخلية.