تعيين المعارض المغربي سرفاتي مستشارا في قطاع الطاقة يثير مجددا الجدل حوله

TT

أثار قرار أمينة بنخضراء، مديرة المكتب المغربي للأبحاث والمساهمات المعدنية وبموافقة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، تعيين المعارض ابراهام سرفاتي العائد حديثا من منفاه في باريس مستشارا لها، اثار مجددا الجدل حول هذه الشخصية السياسية وأعاده مرة ثانية الى دائرة الاضواء.

وكانت بنخضراء قد فاجأت مشاهدي القناة المغربية الأولى الليلة قبل الماضية بإعلانها قرار تعيين السرفاتي والإشادة بخبرته في ميدان الطاقة والمعادن، في نفس اليوم الذي نشرت فيه صحيفة «الأحداث» حوارا مع سرفاتي تضمن انتقادات حادة لتصريحات يوسف الطاهري وزير الطاقة والمعادن المغربي واتهمه بالمبالغة في الأرقام التي اعلن عنها بشأن إجمالي احتياطي المغرب من النفط والغاز وأنها لا تستند إلى معطيات علمية دقيقة وأن الحفريات تمت في مناطق محدودة، معتبرا ان التضخيم الإعلامي الذي أحاط الاعلان عن اكتشافات البترول والغاز بالمغرب لن يخدم سوى مصالح الشركات الأميركية وخصوصا شركة «لونستار» في بورصة نيويورك. وأشار السرفاتي الى وجود أحواض رسوبية جنوب الأطلس في منطقة الصحراء تحتوي على كميات مهمة من النفط، لكنها منطقة يقوم حولها تنازع سياسي (نزاع الصحراء)، وهو ما يجعل الشركات العالمية العاملة في مجال التنقيب تخشى على مصالحها ولا تتحمس للاستثمار فيها. وكان السرفاتي قد أعرب في وقت سابق في حوار مع «الشرق الأوسط» عن استعداده للمساهمة في خدمة بلاده في ميدان المعادن الذي يتوفر فيه على خبرة».

وتضاربت أمس في المغرب ردود الفعل حيال قرار تعيين السرفاتي (75 سنة) كونه يعد من قدماء خبراء المغرب ومهندسيه في ميدان الجيولوجيا والمعادن. وهو خريج المدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس وبدأ عمله في الخمسينات بمناجم الفوسفات وتولى سنة 1958 منصب مدير ديوان كاتب الدولة في الانتاج الصناعي والمعادن ثم كلف مهمة بديوان الزعيم الاشتراكي الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الاقتصاد الوطني. وتولى السرفاتي في الستينات مسؤولية وحدة أبحاث بالمدرسة المحمدية للمهندسين في الرباط، وهي الفترة التي شهد فيها مساره السياسي تحولا مثيرا ليصبح زعيم مجموعة «إلى الأمام» الماركسية اللينينية ودخل العمل السياسي السري، إلى حين اعتقاله سنة 1975 والحكم عليه بالمؤبد. واثير في بداية التسعينات من جديد الجدل حول جنسيته وأبعد من قبل السلطات المغربية من سجنه في القنيطرة إلى فرنسا واعتبر مواطنا برازيليا لا يحمل الجنسية المغربية.

وظلت شخصية السرفاتي مثار جدل بالمغرب وخارجه سواء بالنظر لظروف اعتقاله وإبعاده أو لمواقفه وتصريحاته المثيرة كموقفه من ملف الصحراء والملك الراحل الحسن الثاني. وبرأي محمد البريني رئيس تحرير صحيفة «الأحداث المغربية» فإن «قرار تعيين السرفاتي كمسؤول في المكتب الوطني للأبحاث المعدنية يعتبر رد اعتبار لشخص حرم من مغربيته لمدة سنوات، وهو مهندس متخصص في ميدان أبحاث الطاقة». وأضاف البريني أن «تعيين السرفاتي في منصبه الجديد يؤكد ان العهد الجديد في المغرب بقيادة الملك محمد السادس يقوم على الانفتاح وتجسيد حق كافة المواطنين في إدارة شوؤن بلادهم خاصة ذوي الرأي المستقل والمخالف، وبأن عهد التأييد المطلق لسياسات الحكومة قد ولى».

وبدت أمس علامات تساؤل وانتقادات من قبل بعض الأوساط المغربية لشخصية السرفاتي. وقال سياسي مغربي لـ «الشرق الأوسط» رفض ذكر اسمه «إن مواقف سرفاتي تثير اللغط لأنه يخلط بين دوره السياسي وآرائه كخبير في ميدان المعادن وهو ميدان يشهد تطورات عملية وتكنولوجية مذهلة، بينما تستند خبرة سرفاتي إلى معطيات قديمة ومتآكلة وتعود للخمسينات».