الاشتراكي اليمني يعيد انتخاب مقبل أمينا عاما ويحث الأعضاء على المشاركة بالانتخابات البرلمانية

TT

أعلن الحزب الاشتراكي اليمني اعادة انتخابه لعلي صالح عباد اميناً عاماً لهذا الحزب المعارض بينما انتخب كلاً من جار الله عمر والدكتور سيف صايل امينين عامين مساعدين. وهذان المنصبان القياديان في قيادة الاشتراكي تم استحداثهما في الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع الذي أنهى اعماله امس والذي كان قد بدأ هذه الدورة يوم الأربعاء الماضي. وشارك في المؤتمر الرابع 2500 هم قوام المندوبين للقواعد الحزبية في كافة المديريات والمحافظات.

وسجلت المرأة الحزبية وجودا في انتخابات اللجنة المركزية التي أعلن عن النتائج الانتخابية فيها صباح امس حيث احرزت اكثر من 10% من قوام اللجنة المذكورة التي يصل اعضاؤها الى 301 عضو. شارك في عملية الاقتراع 1949 مندوباً ومندوبة حيث حصل الأمين العام «مقبل» على أعلى الأصوات 1860 صوتاً يليه في عدد الأصوات محمد غالب، وسيف صايل ثم يحيى الشامي وجار الله عمر، وعبد الغني عبد القادر وخولة شرف وعبد الواحد الموادي، وآسيا عبد الفتاح اسماعيل وهي ابنة وعبد الفتاح اسماعيل مؤسس الحزب الاشتراكي والذي قتل في احداث يناير (كانون الثاني) عام 1986 فضلاً عن سالم الخنبشي وسلطان الصريمي.

وفي بيان للحزب الاشتراكي عن مؤتمره العام الرابع في دورته الثانية التي أطلق عليها دورة البردوني الشاعر والأديب اليمني الذي تتزامن ذكراه الأولى مع انعقاد الدورة الانتخابية لهيئات وقيادات الحزب الاشتراكي، اشار فيه الى هذا المؤتمر توقف أمام الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلاد. ووصف هذه الأوضاع بأنها تشكل لوحة قاتمة لمجمل اوجه الحياة في البلاد بحسب ما جاء في هذا البيان. وقال ان مستويات الحياة المعيشية وصلت الى ادنى درجاتها بتضاؤل فرص العمل وبتعاظم حجم البطالة والتي طالت كل فئات المجتمع.

وأشار الى ان تفشي ظاهرة الفساد ما تزال مستمرة إذ خابت الوعود في التصدي لها ومكافحتها. واعتبر هذا الأمر احد العوامل المؤدية الى اختلال الحالة الأمنية التي تبرز تجلياتها في كل لحظة من خلال اعمال الثأر والاقتتال على الأراضي والمراعي والاختطاف والتقطع والاستيلاء على الممتلكات بالقوة.

وقال ان هذه الظروف والأوضاع شكلت في مجملها الى جانب عدم الاستقرار السياسي مناخات غير مواتية لعمليات التطور والتنمية الاقتصادية. بل شكلت بحسب البيان الاشتراكي عوامل طاردة للكفاءات والسياحة والاستثمارات المحلية والأجنبية. ودعا الحكومة الى تصحيح السياسات الاقتصادية والمالية والخدمية التي نعتها بالسياسة الخاطئة. وقال «ان حل المشكلات الراهنة لا يمكن ان يكون عن طريق الجنوح نحو عسكرة الحياة السياسية وتقليص الهامش الديمقراطي، وانما من خلال اتباع سياسة فعالة تقوم على تنفيذ برنامج شامل للاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري والمالي متكامل الحلقات. وقبل ذلك ان تنهج الحكومة سياسة جديدة تقوم على الانتفاع داخلياً وخارجياً يكون قوام هذه السياسة وفق تعبير البيان الاشتراكي هو كفالة حقوق المواطنين من خلال القبول بالنداءات الداعية الى المصالحة الوطنية وازالة كافة الآثار الناتجة عن حرب صيف 1994 كسبيل لاصلاح مسار الوحدة وتعبئة كل القوى والامكانيات من اجل بناء دولة القانون، الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة مضامين وثيقة العهد والاتفاق التي ابرمت في فبراير في ذات العام. وتعتبرها القيادة السياسية اليمنية من الأمور التي أدت الى نشوب تلك الحرب وبالتالي فهي وثيقة ملغية ولا يعتد بها من قبل السلطة القائمة في اليمن.

بيد ان الحزب الاشتراكي لا يرى ان الدعوة الى اجراء المصالحة الوطنية لا تعني على الاطلاق التقاسم الحزبي للوظائف العامة وتوزيع الثروات والامكانيات في البلاد كغنائم. وانما تعني اخراج اليمن من مأزق العنف السياسي والاجتماعي ووضع النتائج النهائية والحاسمة لنتائج الحرب الأخيرة وكل دورات العنف السياسي التي سبقتها.

وتعهد بأن يكون سبيله لمواجهة الأوضاع الراهنة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية فضلاً عن الفعاليات الاحتجاجية السلمية والديمقراطية من مظاهرات ومسيرات واعتصامات والتعبيرات الدستورية والقانونية للمواطنين. وحث الاشتراكي اعضاءه الى جعل مشاركتهم في الانتخابات القادمة مناسبة لخوض نضال لا هوادة فيه من اجل تحسين شروط العملية الانتخابية وتصحيح جداول قيد الناخبين وتوفير اكبر قدر من الشفافية والتكافؤ في الاجراءات الانتخابية. ودعا الهيئات الحزبية الى العمل المشترك مع سائر القوى السياسية من اجل ضمان انتخابات حرة ونزيهة. ورحب الاشتراكي بدعوة التجمع اليمني للاصلاح الى الحوار والتفاهم بين فرقاء الحياة السياسية في البلاد التي عبرت عنها كلمة الأمين العام لحزب الاصلاح محمد اليوري عند افتتاح المؤتمر العام الرابع للحزب الاشتراكي. ودعا قيادة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) الى فتح صفحة جديدة في العلاقات الحزبية والسياسية ومغادرة اجواء الماضي والتطلع الى مستقبل آمن والتعبير عن اوجه الخلاف بأساليب سياسية واعلامية متحضرة.