خطة طوارئ إيرانية تحسباً لأعمال عنف مع افتتاح الجامعات في نهاية سبتمبر

معلومات عن تفكير الجناح المتشدد باستخدام العنف ضد التيار الإصلاحي

TT

هل تتجه ايران نحو اجراءات تستهدف المعسكر الاصلاحي؟

لم يعد هذا السؤال الذي يتردد كثيرا في الاوساط السياسية في العاصمة الايرانية مجرد سؤال نظري. فقد امر «المرشد الاعلى» علي خامئني بالاعداد لخطة طوارئ للتعامل مع امكانية وقوع اعمال عنف واسعة النطاق في ايران مع بدأ موسم الدراسة في 150 جامعة ومعهدا في البلاد في نهاية الشهر الحالي. ويمكن للخطة ان تدعو الى تطبيق القوانين العرفية في المدن المتأثرة بالعنف.

وألمح الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في خطبة الجمعة اول من امس في طهران الى امكانية فرض الاحكام العرفية. وادعى رفسنجاني، الذي يقود المعسكر المعادي للرئيس محمد خاتمي، ان الاضطرابات الاخيرة في خرم اباد وعدد من المدن الاخرى كانت من اعمال «العملاء الاجانب» الذين تسللوا للبلاد. كما لام العراق على السماح لجماعات المعارضة الايرانية ومن بينها مجاهدين خلق، وهي الجماعات التي عززت عملياتها في جميع انحاء البلاد، باستخدام اراضيه لشن عملياته.

وذكرت مصادر في طهران ان الجناح المتشدد ينظم وحدات عسكرية يطلق عليها كتائب كربلاء، ومهمتها القضاء على اية مظاهرات اصلاحية، بمساعدة الحرس الثوري. وقد تم تجنيد عدة الاف من الشباب للخدمة في هذه الكتائب في الاشهر الاخيرة، طبقا لتلك المصادر.

ويخشى كل من الجناح الخميني المتشدد والجناح الاصلاحي الموالي لخاتمي انفجار الموقف. ويعتقد ان اغلبية طلاب التعليم العالي الايراني وعددهم 1.2 مليون طالب يؤيدون المعسكر الاصلاحي. وقد نجح الرئيس خاتمي حتى الان في الحفاظ علي الحركة الطلابية تحت السيطرة. ولكن شعبية خاتمي تتلاشى بسرعة والطلاب يشاهدون تأجيل مطالبهم بإصلاحات عاجلة.

وتجدر الاشارة الي ان مجموعات من الطلاب يتراوح عددها بين 20 و 30 طالبا تطوف بعدد من المدن وتجري اتصالات مع جماعات الطلاب الاخرى على امل تنسيق مواقفهم عندما يبدأ العام الدراسي. ومن بين الافكار المطروحة هي «يوم الحداد والصلاة للطلاب الذين قتلوا في صدامات مع السلطات. كما طرحت ايضا فكرة تنظيم «سلسلة بشرية عبر البلاد بدعوة الطلاب وانصارهم للامساك بإيدي بعضهم البعض في جميع المدن الايرانية. وقد حذرت السلطات ان اي محاولات من قبل الطلاب لنقل الاحتجاجات خارج الحرم الجامعي ستقابل بحزم.

وقد اعلنت وزارة الداخلية، كحل وسط، امكانية حصول الطلاب على تصريح خاص لعقد مظاهرات في مناطق محددة وطبقا لقواعد متشددة. ومقابل ذلك تعهدت وزارة الداخلية بأن قوات الامن لن تستطيع دخول الحرم الجامعي كما كانوا يفعلون في السنوات السابقة لمواجهة تجمعات الطلاب، ووقف المحاضرات والقبض على المنشقين.

والمخاوف الاساسية للسلطة هي ان ثورة طلاب جديدة يمكن ان تشجع التجمعات الاجتماعية الاخرى على الاحتجاج. والموقف خطير للغاية وسط العمال مع انتشار الاحتجاجات يوميا تقريبا في قطاعات مختلفة من بينها قطاع الطاقة الحيوي. وتضطر الحكومة في كل تلك الاحتجاجات الى التسليم بسرعة، وتحقق مطالب العمال. ويمكن ان ترتفع الكلفة الاقتصادية في الوقت الذي ارتفع فيه عجز الميزانية بصورة اكبر مما هو متوقع.

وفي الوقت ذاته عبر مجلس الخبراء عن «قلقه العميق» بخصوص ما وصفه «بمؤامرة مشؤومة لتدمير الجمهورية الاسلامية».

ولم تتضح اسباب اجتماع مجلس الخبراء الذي يرأسة اية الله علي اكبر مشكيني، وهو من المتشددين، في المقام الاول. ولكن مصادر في طهران قالت ان الهدف الرئيسي للاجتماع هو مناقشة صحة خامئني المتدهورة. واذا عجز خامئني عن ممارسة اعماله لسوء الصحة فعليه الاستقالة والسماح للمجلس باختيار «مرشد اعلى» جديد.

وكانت اجتماعات المجلس مغلقة. الا ان عددا من الاعضاء سربوا، على الاقل، بعض الاجراءات. ويبدو ان 98 عضوا في المجلس فشلوا في الاتفاق على اجراء بتسمية «مرشد اعلى» جديد. واقترح المتشددون بضرورة اختيار خامئني لخليفته. بينما اقترح البعض الاخر انشاء نظام جماعي يمارس فيه ثلاثة الى خمسة ملالي سلطات «المرشد الاعلى».

والامر اللافت للانتباه هو ان الجلسات تخلت عن هدفها الاصلي وركزت على الموقف الامني المتدهور في البلاد.

وفي بيان مفاجئ، اعلن مشكيني ان المجلس يريد ان يساهم بطريقة اكثر في تشكيل السياسة وحكم البلاد. وقال ان الامة تمر في «موقف عصيب» وانتقد بطريقة غير مباشرة خاتمي لتشجيعه حركة الاصلاح، التي لم يعد قادرا على التحكم فيها.

ويعتقد الكثير من المراقبين ان الجناح المتشدد قرر القضاء على الحركة الاصلاحية حتى ولو استدعى ذلك استخدام القوة.

وكان رفسنجاني قد ذكر في خطبته «لايمكننا السماح باستمرار هذا الموقف. ان ما نواجهه اليوم هو وجود النظام الاسلامي ذاته، وليس مجرد اوضاع هذا او ذاك الشخص».