البقاع: معارك حامية في الدوائر الثلاث وتوقع خروقات متفاوتة في اللوائح الائتلافية

TT

اذا كانت النتائج التي اسفرت عن الجولة الأولى من الانتخابات النيابية التي شملت محافظتي جبل لبنان والشمال ستنعكس على الجولة الثانية والأخيرة المقررة اليوم والتي تشمل محافظات بيروت والجنوب والنبطية والبقاع فإنه يمكن توقع حصول خروقات ملحوظة للوائح الائتلافية عموماً وفي الجنوب والبقاع تحديداً، لأن مزاج الناخب ورأيه تأثر بتبدل رأي الناخب ومزاجه في بعض دوائر الجبل والشمال الذي ادى الى النتائج التي حصلت وان كانت احجام الاختراقات التي تعرضت لها هذه اللائحة او تلك متفاوتة.

وعشية الانتخابات في دوائر محافظة البقاع الثلاثة بعلبك ـ الهرمل وزحلة والبقاع الغربي، بدت الصورة الانتخابية كالآتي:

* في الدائرة الأولى (بعلبك ـ الهرمل) يتوقع حصول معركة بين اللائحة الائتلافية التي تجمع الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني و«حزب الله» والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير الدفاع غازي زعيتر (القريب من حركة «امل») ونادر سكر (مسؤول سابق في «القوات اللبنانية» المحظورة) الى المرشحين الحليفين لـ «حزب الله» النائب الحالي ابراهيم بيان ومسعود الحجيري. وبين لائحتي «الوفاء لابناء بعلبك ـ الهرمل» التي تجمع تيارات حزبية وقوى سياسية ولائحة «قرار البقاع» التي يدعمها الامين العام السابق لـ «حزب الله» وقائد تجمع «ثورة الجياع» الشيخ صبحي الطفيلي.

وتشير التوقعات الى ان خرق اللائحة الائتلافية اذا حصل فإنه سيكون في المقعد الماروني حيث ان المرشح نادر سكر لا يلقى تأييداً بالدرجة المطلوبة لتأمين فوزه، فيما منافسوه ومنهم النائب السابق طارق حبشي من لائحة «الوفاء لابناء بعلبك ـ الهرمل» والنائب الحالي ربيعة كيروز (مرشح منفرد) والمرشح شوقي فخري من لائحة «قرار البقاع» يتقدمون عليه بأشواط، والبعض يرجح فوز مرشح من اثنين حبشي او كيروز.

وتشير التوقعات ايضاً الى احتمال حصول خرق في المقعد الكاثوليكي لمصلحة النائب السابق ألبير منصور (من لائحة «الوفاء لابناء بعلبك ـ الهرمل») على حساب مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب الحالي مروان فارس (من اللائحة الائتلافية)، لكن هذا الاحتمال ضعيف لأن من المستبعد حصول تبدل كبير في رأي الناخبين في هذه الدائرة متأثراً بنتائج انتخابات دوائر جبل لبنان والشمال.

ويرجح بعض المراقبين ايضاً فوز المرشح علي صبري حمادة (نجل رئيس مجلس النواب السابق الراحل صبري حمادة) وهو (من لائحة «الوفاء لابناء بعلبك ـ الهرمل») او رفعت المصري نجل النائب الراحل نايف المصري (من لائحة «قرار البقاع») على حساب الوزير غازي زعيتر او مرشح «حزب الله» النائب الحالي الدكتور حسين الحاج حسن.

* في الدائرة الثانية (قضاء زحلة) ينتظر حصول معركة بين لائحة «الكتلة الشعبية» برئاسة النائب ايلي سكاف، واللائحة المنافسة لها، ويتوقع ان تتركز هذه المعركة حول احد المقعدين الكاثوليكيين والمقعد الارثوذكسي والمقعد السني، وربما على المقعد الشيعي.

وتشير المعطيات الى احتمال تعرض لائحة سكاف لخروقات في بعض المقاعد من اللائحة المنافسة، بحيث يمكن ان تخرق بمعقد ارثوذكسي بالنائب السابق يوسف المعلوف على حساب المرشح النائب السابق مخايل الدبس وبمقعد كاثوليكي بالمرشح فؤاد الترك على حساب النائب نقولا فتوش وبمقعد سني بالنائب السابق علي ميتا على حساب النائب محمد علي الميس، علماً ان المرشح ابراهيم شاهين ينشط من اجل خرق لائحة سكاف ايضاً بالمقعد الشيعي على حساب النائب محسن دلول.

* وفي الدائرة الثالثة (البقاع الغربي وراشيا): يتوقع ان تدور معركة بين اللائحة الائتلافية وغيرها من اللوائح او المرشحين المنفردين، وتدل المعطيات على احتمال تعرض هذه اللائحة للخرق بمقعد سني لمصلحة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج على حساب النائب سامي الخطيب وبالمقعد الماروني لمصلحة المرشح هنري شديد على حساب النائب روبير غانم الذي كان طعن في الدورة الماضية بنيابة شديد وقبل المجلس الدستوري هذا الطعن آنذاك. ويتردد ايضاً احتمال خرق اللائحة الائتلافية بالمقعد الدرزي بواسطة المرشح اسعد سرحال الذي يدعمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على حساب النائب فيصل الداود.

في اي حال فإن دوائر البقاع الثلاث ستشهد اليوم معارك متفاوتة الوطيس، في ظل اجواء تشير الى ان ايا من اللوائح الائتلافية لن تفوز بكاملها في اي من هذه الدوائر لأن نتائج انتخابات جبل لبنان والشمال سيكون لها بعض الانعكاسات عليها في شكل او آخر، وهذا ما سيظهر من خلال عملية فرز النتائج التي ستبدأ مساء اليوم على ان تعلن النتائج الرسمية من وزارة الداخلية غداً.