انتخابات الجنوب اليوم: ترقب في صيدا وعتب في جزين

منافسو لائحة بري يعملون لاختراقها في الزهراني

TT

يتوجه الناخبون في جنوب لبنان اليوم الى صناديق الاقتراع، لانتخاب ممثليهم في الندوة البرلمانية، وفيما تشير الدلائل الميدانية الى احتمال فوز «لائحة المقاومة والتنمية» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بكل مقاعد الجنوب النيابية البالغة 23 مقعداً نتيجة احتشاد معظم القوى السياسية والحزبية وممثلي غالبية العائلات التقليدية في هذه اللائحة. يدعو مرشحو هذه اللائحة، بدءاً من رئيسها، في جولاتهم الانتخابية الناخب الجنوبي الى «ضرورة المشاركة والاقتراع وعدم اعتبار ان انتخابات الجنوب مجرد نزهة ريفية، وذلك لئلا يحصل استهتار يؤدي الى خرق محدود للائحة».

ولعل رياح الخوف من حصول هذا «الاستهتار» لدى هؤلاء تهب من غير جهة، وخصوصاً في قضاءي جزين والزهراني مما حدا ببري خلال مهرجان الصدر في صور، الخميس الماضي، الى الطلب من مناصريه «تشطيبه اذا ما قرروا تشطيب المرشحين عن دائرة الزهراني علي عسيران وميشال موسى».

ففي قضاء جزين التي يبلغ عدد الناخبين فيها 42551 ناخباً اكثريتهم المطلقة من المسيحيين كان المشهد عشية الانتخابات ما يزال ملتبساً لجهة ميول الناخبين في التصويت، ولعل هذا المشهد الانتخابي الملتبس لدى الأهالي له مبرراته الموضوعية والذاتية، فالمنطقة تشهد الانتخابات الأولى بعد تحريرها من ميليشيا انطوان لحد في يونيو (حزيران) 1999 بعدما كان الناخبون يشاركون بأعداد قليلة في دورتي 1992 و1996 نتيجة لوضع مراكز الاقتراع خارج حدود المنطقة ومن جهة ثانية فإن كثرة المرشحين من ابناء المنطقة تجعل الناخب امام اختيار صعب ولكن الثغرة الكبرى تبقى في ان الجزينيين عبروا سابقاً عن رفضهم لطريقة انتقاء مرشحين وادخالهم في اللوائح وخصوصاً في لائحة بري، منتقدين هذا الاسلوب ومعتبرين ان من تم ادخالهم في اللائحة (وهم جورج نجم وسمير عازار وانطوان خوري) ليسوا الوحيدين الذين يمثلون جزين فهناك «وجوه اكثر كفاءة».

ويبرز في جزين اسم النائب الحالي والوزير السابق نديم سالم الذي خاض انتخابات 1992 و1996 مرشحاً على لائحة بري وعمل ضمن كتلته لكن الأخير عزله قبل عامين نتيجة المواقف التي اطلقها وفسرت على انها «تعاطف مع العملاء» في صفوف ميليشيا لحد.

وعلى رغم من هذا الجو الملتبس الا ان الرئيس بري نجح الى حد بعيد في احتواء «الازمة الجزئية» ونجح في اقناع الاهالي بالتصويت للائحته.

اما في منطقة الزهراني فقد نظم بري حملة وقائية لمنع تشطيب اسم النائب علي عسيران بعدما اشارت معلومات الى اتفاق بين اللوائح الاخرى المنافسة على حشد الاصوات لدعم المرشح رياض سعيد الاسعد والاستفادة من التشطيب المحتمل بين اعضاء لائحة بري مما يتيح للاسعد امكانية الاختراق، ولذلك اكد بري على مناصريه «عدم التشطيب منعاً للاستغلال».

لكن مسألتي جزين والزهراني لا تشكلان مصدر قلق لدى رئيس مجلس النواب - كما تقول مصادره - وان كل ما في الأمر ان الاحتياط واجب وهو مطمئن جداً على عدم سقوط اي مرشح على لائحته ويخاطب المرشحين على لائحته ممن لم يدخلوا البرلمان سابقاً بـ «سعادة النائب».

وعشية الاستحقاق الانتخابي تعيش مدينة صيدا التي شهدت في السابق معارك «كسر عظم» (دورتي 1992 ـ 1996) وفي الانتخابات البلدية بين النائبين مصطفى سعد وبهية الحريري (وهما الآن في اللائحة نفسها)، جواً بالغاً من الترقب والحذر فعلى رغم من الكلام الذي اعلناه لجهة التشديد على ضرورة عدم التشطيب فإن قواعدهما لم تقتنع كثيراً بالتصويت للآخر وهو ما ستظهره اعمال الفرز مساء اليوم.

وتخشى اوساط النائب مصطفى سعد ان تحتشد القوى الرئيسية في صيدا والتي خاضت معارك ضده (الحريري وتيار الوزير السابق نزيه البزري و«الجماعة الاسلامية») لتعطى اصواتها للحريري والى مرشح «الجماعة» الدكتور علي الشيخ عمار بما يظهر فارقاً في الاصوات في المدينة ليس في مصلحة سعد ويظهره بأنه فاز بأصوات الجنوب.