«الشريط الحدودي» يقترع للمرة الأولى منذ 28 عاماً

موقف أبنائه يتراوح بين المقاطعة و «تغيير المعادلة»

TT

تحظى المنطقة الحدودية اللبنانية اليوم بـ «نعمة» المشاركة في الانتخابات النيابية للمرة الأولى منذ 28 عاماً، اي دورة العام 1972. اذ انها لم تشارك في دورتي العامين 1992 و1996 وكذلك في الانتخابات البلدية عام 1998بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي جثم على المنطقة بدءاً من العام 1978.

و«الشريط الحدودي» اسم جرى تداوله للاشارة الى المنطقة المحتلة. وهو يمتد من منطقة الناقورة الساحلية غرباً الى حاصبيا وجبل الشيخ مروراً ببنت جبيل وصولاً الى مدينة جزين شمالاً. ويراوح عمق المنطقة بين خمسة كيلومترات غرباً و40 كيلومتراً في منطقة جزين بمساحة اجمالية تقدر بـ 850 كيلومتراً مربعاً من اصل مساحة الجنوب البالغة 2011 كيلومتراً، اي ما نسبته 45 في المائة منها.

وتضم منطقة «الشريط» السابق نحو 106 قرى، اضافة الى عشرات المزارع. وقد راعت قوانين الانتخاب الصادرة منذ العام 1992 هذا الواقع ونقلت مراكز الاقتراع الى خارج المنطقة المحتلة «للحفاظ على حرية الناخبين اللبنانيين».

وعموماً فإن غالبية سكان المنطقة المحتلة من المسلمين الشيعة يسكنون في بيروت وضواحيها وهم يشاركون بكثافة في العمليات الانتخابية.

وحدهم اهالي جزين خرقوا الحصار الاسرائيلي حينها و قدموا الى المناطق المحررة للمشاركة في اختيار نوابهم الثلاثة، نديم سالم وسليمان كنعان وسمير عازار، الذين كانوا على لائحة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد عمد بعض هؤلاء الى النزول الى بيروت قبل ايام من الانتخابات استباقاً لقرار اسرائيلي بإقفال المعابر المؤدية الى المنطقة المحتلة، فيما عمد بعضهم الآخر الى الفرار عبر البساتين وصولاً الى المناطق المحررة حيث وضعت صناديق الاقتراع الخاصة بمنطقتهم. اما بقية الاهالي فقد استنكفوا عن المشاركة لعدم قدرتهم على مغادرة المنطقة المحتلة لأكثر من سبب.

ويبلغ عدد ناخبي الاقضية «المحتلة» سابقاً نحو 244 الف ناخب بينهم 184 الف ناخب مسلم غالبيتهم الساحقة من الشيعة ونحو 60 الف ناخب مسيحي غالبيتهم في قضاء جزين.

ويبلغ عدد ناخبي قضاء جزين المسيحيين 38 الف ناخب 30 الفا منهم موارنة يضاف اليهم نحو 10 آلاف من الشيعة. ويتمثل القضاء في مجلس النواب بثلاثة نواب (مارونيان وكاثوليكي).

اما قضاء مرجعيون ـ حاصبيا فيبلغ عدد ناخبيه 100 الف ناخب تقريباً بينهم 92 الف ناخب مسلم وتسعة آلاف مسيحي يتمثلون في مجلس النواب بخمسة نواب (شيعيان وسني وارثوذكسي ودرزي).

وفي قضاء بنت جبيل تبرز غالبية شيعية تبلغ نحو 83 ألف ناخب مقابل تسعة آلاف ماروني وثمانية ناخبين من السنة وناخب واحد من طائفة الروم الارثوذكس. ويتمثل القضاء بثلاثة نواب شيعة. فيبلغ مجموع نواب المنطقة 11 من أصل 23 نائباً يمثلون محافظتي الجنوب (الجنوب والنبطية).

ويراهن كثيرون على اصوات أهالي المنطقة لتغيير المعادلة القائمة المتمثلة بسيطرة تحالف حركة «أمل» و«حزب الله» على المنطقة انتخابياً. ذلك ان في المنطقة نسيجاً من المسيحيين غير المؤيدين للائحة بري ـ «حزب الله». وهم مؤيدون طبيعيون للتيارات المسيحية المعارضة كـ «القوات اللبنانية» المنحلة والاحرار والعونيين، بالاضافة الى تعاطف قسم منهم مع ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» التي تعاونت مع الاحتلال طوال الفترة السابقة.

لكن دعوات المقاطعة التي يطلقها المعارضون قد تلقى صدى ايجابياً، ذلك ان الاهالي يعتبرون ان الدولة تخلت عنهم في اصعب الظروف، كما ان للكثيرين منهم ملاحظات على فترة ما بعد التحرير. ويضمر اهالي المنطقة وداً لرئيس مجلس النواب الاسبق كامل الاسعد الذي قد ينال «حظوة» اصواتهم اذا قرروا المشاركة.