ثلاث لوائح و49 مرشحاً يتنافسون اليوم على تمثيل بعلبك ـ الهرمل في البرلمان

سيدتان تخوضان المعركة للمرة الأولى وحرب إتهامات بين «حزب الله» وجماعة الطفيلي

TT

تنطلق اليوم المعركة الانتخابية في دائرة بعلبك ـ الهرمل في البقاع اللبناني في المرحلة الثانية من الانتخابات اللبنانية. وقد توضحت صورة التحالفات الانتخابية بين المرشحين قبيل فتح صناديق الاقتراع التي تم توزيعها امس على 344 مركزا في قضاء بعلبك - الهرمل و67 مركزا في منطقة الهرمل وسط انتشار القوى الامنية.

واستقرت بورصة المرشحين في منطقة بعلبك ـ الهرمل على 49 مرشحاً بينهم وجوه جديدة ووزراء ونواب وثلاثة عمداء وسيدتان تخوضان المعركة للمرة الأولى في تجربة بعلبكية جديدة. وهؤلاء يتنافسون في ما بينهم على عشرة مقاعد ضمن ثلاث لوائح، واحدة منها مكتملة بعشرة مقاعد واثنتان غير مكتملتين بتسعة مقاعد مع ترك مقعد شيعي شاغر في كل منهما بحيث يخوض المعركة، في منافسة حادة، 28 مرشحاً ضمن لوائحهم على الشكل الآتي:

1 ـ لائحة «ابناء بعلبك ـ الهرمل» وتضم تحالف «حزب الله» وحركة «امل» والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب «البعث» وحزب «الكتائب» والاقطاب. وجاءت مكتملة بعشرة مرشحين. وقد اعلنت من هياكل باخوس في قلعة بعلبك. ومن اعضائها الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني ووزير الدفاع غازي زعيتر والنواب عاصم قانصوه (بعث) وحسين الحاج حسن وعمار الموسوي والنائب السابق محمد حسن ياغي (شيعة) بالاضافة الى سنيين متحالفين مع «حزب الله» هما مسعود الحجيري (شمال بعلبك) والنائب ابراهيم بيان (بعلبك) والماروني نادر سكر (كتائب) والكاثوليكي القومي النائب مروان فارس.

2 ـ لائحة «الوفاء لابناء بعلبك ـ الهرمل» التي على رغم محاولات نفي الطابع الحزبي عنها فهي تمثل بعض التيارات الحزبية والقوى السياسية في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط الساعي الى تحقيق «اختراق» يضيفه الى «انتصاره» في جبل لبنان الاسبوع الماضي. وتضم اللائحة نائب رئيس الحزب دريد ياغي وعائلات وعشائر واقوياء. وقد سعت اللائحة لتمثيل بعلبك ـ الهرمل لتعزيز موقعها في منطقتين فيهما غالبية وثقل شيعي، بتسعة مرشحين فيما تركت مقعداً شيعياً شاغراً من بين اعضائها لتسهيل عملية التبادل مع الحلفاء والمنفردين ومع غيرها في اللائحتين. اما تشكيلتها الى جانب ياغي فقد جاءت على الشكل الآتي: علي صبري حمادة (نجل الرئيس الاسبق لمجلس النواب الراحل صبري حمادة) عاصم رعد ومحمد السيد قاسم والسنيان حسين الحجيري، وحسان الرفاعي والكاثوليكي الوزير السابق ألبير منصور والماروني النائب السابق طارق حبشي.

3 ـ لائحة «قرار البقاع» المدعومة من الامين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي التي دخلت ضمن دائرة التنافس الشيعي ـ الشيعي. وهي تضم اثنين من «ثورة الجياع» هما الشيخ عباس يزبك والدكتور محمد سليمان (طبيب اسنان) الى جانب اقوياء لهم تجربة انتخابية سابقة وكانوا من الخاسرين ونواب سابقين. وقد تركت هذه اللائحة ايضاً بين اعضائها مقعداً شيعياً شاغراً نظراً لقوة الناخبين الشيعة في المنطقة وتسهيل عملية التبادل في تكتيك جديد اعتمدته اللائحتان الثانية والثالثة. وضمت اللائحة في صفوفها ايضاً رفعت المصري وحافظ امهز ومحمد عباس حاج سليمان وجهاد رياض طه (نجل نقيب الصحافة الراحل رياض طه). والسنيين النائب السابق منير الحجيري وصالح الشل والكاثوليكي عضو مجلس اعيان الجياع النائب السابق سعود روفايل والماروني شوقي الغزي من دير الاحمر. وهذه اللائحة تدخل ضمن التنافس الحاد الشيعي ـ الشيعي والسجال الدائر بين الأمين العام الحالي لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله والسابق الشيخ صبحي الطفيلي.

ويبقى واحد وعشرون مرشحاً من كل الطوائف سيخوضون معركتهم منفردين، عدا الكاثوليك وهم ثلاثة سيخوضون معركتهم على اللوائح.

واللافت بين هؤلاء المنفردين كثافة ترشيح عن المقعد الماروني ضمن اللوائح وخارجها. وهم نادر سكر وشوقي الفخري والنائب السابق طارق حبشي والنائب ربيعة كيروز ومنير رحمة وجورج الخوري والياس الحدشيتي وجميعهم من بلدة دير الاحمر والجوار، بالاضافة الى سمير شمعون من سرعين التحتا في بعلبك.

وقد وصل عدد حاملي البطاقات الانتخابية الموزعة الى 96 الف بطاقة من المتوقع ان يدلى 80 الفاً منهم بأصواتهم في معركة حادة بدأت بوادرها تتضح من خلال الاحتفالات والمهرجانات المتبادلة بين نصر الله والطفيلي وسط حرب بيانات ليلية واتهامات وتوزيع مناشير وتمزيق ونزع صور مما يؤكد احتدام المعركة وامكان حصول خروقات لأول مرة منذ عام 1992 حيث انفرد «حزب الله» بالقرار البقاعي. وكان نصر الله صعّد اول من امس من لهجته ضد الطفيلي واصفاً موقفه بـ «التخويني». وقال: «ان قرار لائحة البقاع وبيانها الخطابي تخويني لدماء الاسرى والشهداء». واتهم الطفيلي بـ «شق الصف واثارة الحساسيات والنعرات والاحقاد المناطقية والفتن واحتلال الحوزات ومراكز حزب الله. وقال: «هذه الوسيلة ليست وسيلة لاشباع الجياع. وقد هربنا من الفتنة بشجاعة» وتساءل: «هل تمزيق بعضنا البعض هو لرفع الحرمان؟ ومن اجل وحدة الصف فرضت علي شروط مذلة ومن اجل المقاومة واليوم نخوض معركة البقاع ونمد يدنا النازفة التي طعنت في الظهر الى الجميع والى كل من يريد ان يخدم البقاع».

ورد الطفيلي بنفس التوقيت ومن منزله وامام ماكينته الانتخابية. فقال: «انتم تعرفون اننا من اسس المقاومة ونحن من اشاد بنيان حزب الله على القواعد السليمة الحقيقية. وقد اسسناه لنحرر المنطقة من العدو الغاصب. وانتم تعرفون ان الانسحاب الصهيوني قبل شهرين تم باتفاق وتفاهم ابريل (نيسان) الذي وافق عليه وزير خارجية ايران وقيادات حزب الله المسؤولة. وقد تقاضى عناصر حزب الله رواتبهم من بيت اموال المسلمين وفتشوا النسوة ومنعوا رشق الحجارة، وكانوا حراس امن للعدو. واليوم يقولون انهم يمدون ايديهم وقد مرت بالحوزة العلمية بالرصاص والقذائف. وهم يطالبون القضاء بملاحقتي ويتهددون الناس بالشتات والتمزق».