كلينتون يدعو قمة الألفية لمساعدة عرفات وباراك على اختيار السلام الصعب

كريتيان: عرفات وباراك سيلتقيان خلال القمة

TT

دعا الرئيس الاميركي بيل كلينتون أمس زعماء ورؤساء دول العالم المشاركين في قمة الالفية التي بدأت اعمالها في مقر الامم المتحدة بنيويورك الى تقديم الدعم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لتشجيعهما على «اختيار طريق السلام الصعب».

وقال كلينتون ان «الرئيس عرفات ورئيس الوزراء باراك معنا هنا اليوم وقد وعدا بحل الخلافات الاخيرة هذا العام للتوصل في آخر المطاف الى تحقيق عملية اوسلو هذا الشهر في البيت الابيض وفقا لما حدد في اعلان المبادئ الموقع قبل سبع سنوات».

وقال الرئيس الاميركي، الذي افتتح القمة بصفته رئيس الدولة المضيفة، «الى اولئك الذين دافعوا عن حق اسرائيل في العيش بسلام وأمن واولئك الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية، دعوني اقول لكم جميعا: انهما بحاجة لدعمكم الان اكثر من اي وقت مضى من اجل اختيار طريق السلام الصعب. وامامهما الفرصة للقيام بذلك، لكنها شأنها شأن جميع الفرص الاخيرة فرصة عابرة وعلى وشك الضياع. لم تعد هناك اي لحظة نضيعها. ولا بد لنا من مساعدتهما». وتابع قائلاً «في هذه اللحظة يواجه زعماء من بوروندي إلى الشرق الاوسط إلى الكونغو إلى جنوب اسيا هذا النوع من الخيار بين المواجهة والتسوية».

يذكر أن مصادر عدة، بينها البيت الأبيض، كانت كلها قد أفادت أن الرئيس كلينتون سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي باراك والرئيس الفلسطيني عرفات كلاً على حدة، إلا أن رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان تفرد بالإعلان للصحافيين أن باراك وعرفات سيلتقيان خلال قمة نيويورك التي تنتهي أعمالها بعد غد الجمعة.

وحول شؤون الأمم المتحدة، حث كلينتون قادة العالم على ضرورة توفير الآليات اللازمة للمنظمة الدولية حتى تتمكن هذه الأخيرة من التدخل بنجاح في مناطق النزاع العالمية.

وكان لافتاً للنظر أن الرئيس الاميركي لم يقدم أي اعتذار عن تردده شخصياً في التدخل لوضع حد لأكبر مأساتين عرفهما العالم خلال العقد الماضي، وهما الصراع في البوسنة والهرسك، الذي امتد منذ 1992 إلى 1995، والإبادة الجماعية التي عرفتها رواندا. وكان كلينتون قد اعرب العام الماضي، خلال زيارته إلى رواندا، عن ندمه بسبب عدم إدراكه لكامل أبعاد المذبحة الجماعية وقت حدوثها بين الاثنيات المتحاربة في هذا البلد الافريقي.

وكان مصدر في البيت الأبيض قد ذكر في وقت سابق أن كلمة الرئيس كلينتون «ستكون خالية من أي نبرة اعتذار».

كما لم يقدم الرئيس الأميركي أي اعتذار عن إخفاق الولايات المتحدة في دفع المتأخرات المترتبة عليها إلى الأمم المتحدة، وهو ما كاد يعيق عمل المنظمة الدولية خلال السنوات الماضية. وأفيد أن المستشار الالماني جيرهارد شرودر ينوي دعوة جميع الدول الاعضاء خلال القمة، دون الاتيان على ذكر الولايات المتحدة بالاسم، إلى تسديد مساهماتها في أوقاتها وبالكامل. وتعتبر ألمانيا ثالث أكبر دولة مساهمة في المنظمة الدولية بعد الولايات المتحدة واليابان.

وفي الوقت الذي كان البعض يتوقع فيه تطرق كلينتون للمعالم الكبرى الخاصة بالتدخل «الانساني» للأمم المتحدة بهدف حماية الشعوب من اضطهادات حكوماتهم تحت دعوى السيادة وعدم التدخل في الشؤون الوطنية، راح الرئيس الأميركي يؤطر لفلسفة جديدة تبحث عن إجابات للتساؤل حول جدوى خلق «سلطات وآليات جديدة» تحافظ على مصداقية الأمم المتحدة في المناطق المتوترة من العالم.

وعلى الرغم من أن ملاحظاته بدت قليلة الإشارة إلى ضرورة تكثيف نشاط الأمم المتحدة، فإن كلينتون ركز أكثر على الحاجة إلى الاهتمام بعمليات حفظ السلام ومصداقية المنظمة الدولية. وذكر مسؤولون أن سلسلة من اللقاءات، خلال قمة الثلاثة أيام، بين زعماء العالم، بينها اجتماع لممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا والصين)، قد ينتهي بالتوصل إلى ضرورة إصلاح الطريقة التي تدار بها عمليات «القبعات الزرق» في مناطق النزاع بالعالم.