افتتاح قمة الألفية بحضور 103 ملوك ورؤساء و45 رئيس وزراء

طارق عزيز بدا معزولا والصحافيون العرب يناقشون الانتخابات اللبنانية وتكهنات حول لقاءات كلينتون

TT

وسط اجراءات امنية لم تشهد مدينة نيويورك مثلها في تاريخ تشكيل الأمم المتحدة، افتتحت صباح امس قمة الألفية في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بكلمات ألقاها كل من الرئيس الفنلندي تاجرا هالونن، والرئيس الناميبي سام نوجوما والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي كان في قمة سروره بمشاهدة 103 رؤساء وملوك دول، و45 رئيس وزراء، وثلاثة من اصحاب المقام الأعلى في بلدانهم ومنهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وأربعة نواب رؤساء وزارات بينهم طارق عزيز الذي بدا منعزلاً عن الآخرين بحيث لم يصافحه امس الا وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ، الذي كان كرسيه الى جانبه، فيما تجاهله كل من كمال خرازي وزير خارجية ايران وعمرو موسى وزير خارجية مصر اللذين كانا يجلسان على يساره. الى ذلك فان 16 وزير خارجية وسبعة مندوبين يمثلون بلدانهم حضروا قمة الألفية. وحضور لبنان على مستوى رئيس بعثته الدائمة في الأمم المتحدة كان قد أثار تساؤلات بين الدبلوماسيين العرب خاصة ان موضوع الانتخابات البرلمانية الاخيرة في لبنان والفوز الساحق لرئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، كان من اهم القضايا التي دار حولها نقاش مستمر في اروقة الأمم المتحدة لا سيما خلال الاستراحة بين الجلسات، وبين الصحافيين والدبلوماسيين العرب.

وقبل تشكيل القمة بيومين، كان السؤال الذي شغل بال معظم الصحافيين ولم يجدوا له جوابا صريحا هو: هل ستشهد القمة «المفاجأة الكبرى»؟ وهي في رأي بعض الصحافيين، كانت حصول لقاء بين الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والايراني محمد خاتمي، بينما رأى صحافي اسرائيلي ان المفاجأة الحقيقية إن حدثت فستكون مصافحة خاتمي وايهود باراك، اما الصحافيون من بلدان اميركا اللاتينية فقد كانوا يأملون في مشاهدة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وهو يعانق كلينتون.

ودفعت الأحلام بعض المراسلين مثل مراسل وكالة الانباء الألمانية اول من امس وبعد مشاهدته مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية تصفق بحرارة للرئيس الايراني محمد خاتمي، للاسراع بارسال خبر اثار هزة في الأوساط الخبرية والدبلوماسية في العالم، حول اجتماع سري بين خاتمي ومادلين اولبرايت، ورغم ان الخبر نُفي من قبل ايران والولايات المتحدة، غير انه ما زال الكثيرون من الصحافيين يعتقدون بأن شيئاً ما قد حصل بين خاتمي واولبرايت التي جاءت الى الاجتماع الخاص بالحوار بين الحضارات الذي عُقد بدعوة خاتمي والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس منظمة اليونسكو. وغادرت القاعة بعد انتهاء كلمة خاتمي بحيث لم تنتظر خطاب رؤساء ناميبيا واندونيسيا ونيجيريا والجزائر وجورجيا الذين حضروا الاجتماع الى جانب رؤساء لاتفيا ومالي وموزمبيق و امير قطر ووزير خارجية الهند وممثل كوستاريكا نيابة عن رئيس الجمهورية.

وبينما كان محور احاديث الرؤساء المشاركين في قمة الحوار بين الحضارات حول مبادئ الحضارة الانسانية ودور العلماء والفلاسفة والفنانين في ازالة الحواجز التي تفصل بين الدول والشعوب (وكان خاتمي قد ركز خاصة على دور الشعراء والفنانين والفلاسفة في بناء عالم جديد)، كان الرؤساء المشاركون قد اثاروا في احاديثهم قضايا سياسية واقتصادية من العولمة الى الفقر ومن احادية الولايات المتحدة في النظام العالمي الجديد الى السلام العربي ـ الاسرائيلي، وحقوق الانسان والديمقراطية، كل حسب ظروفه واوضاع بلاده.

وحضور الرئيس الاميركي بيل كلينتون باعتباره رئيس الدولة المضيفة، تسبب في فتح باب الاشاعات والتعبيرات الغريبة والعجيبة: «هل ترى انه كان يبتسم باتجاه خاتمي؟ لا بل ان من كان كلينتون ينظر اليه هو فيدل كاسترو. ألم تر كاسترو يهز رأسه ترحيباً بكلينتون».. عبارات كهذه كان يرددها ليس فقط الصحافيون بل بعض الدبلوماسيين الذين اضطروا للجلوس في المكان المخصص للصحافيين بسبب امتلاء جميع المقاعد في قاعة الأمم المتحدة الكبرى. وقمة الألفية رغم الاستعدادات الضخمة لها من قبل عمدة نيويورك ورجال الشرطة والأمن والفنادق الكبرى واخضاع وسط نيويورك لشبه حكم عرفي، لم تخل من بعض الاشكالات. غير ان مسؤولاً في شرطة نيويورك اكد ان رجال الأمن والشرطة المسؤولين عن سلامة كبار قادة العالم، اهم مضطرون احياناً الى اتخاذ بعض الاجراءات في اطار مسؤولياتهم.