تميز الاعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة التي يقودها عبد الرحمن اليوسفي، الامين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بكونها اول حكومة منذ استقلال المغرب عام 1956 يعلن عن تشكيلها خارج العاصمة المغربية الرباط، بانتظار تعديل طفيف جرى في الستينات في افران، كما انها تعد الاولى في عهد الملك محمد السادس. وفي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة الكثير من حكومة اليوسفي الثانية ، فان الاعلان عنها في اغادير حيث يقضي العاهل المغربي اواخر الصيف، يحمل دلالات كبرى نظرا لكون المدينة تمثل رمز الانبعاث في المغرب، فهي المدينة التي تعرضت لزلزال مفجع عام 1960، وثم اعادة بنائها من جديد، لتصبح مدينة حديثة تخلو من الشوائب العمرانية، بحيث تعرف الان نهضة اقتصادية وسياحية متميزة، كما انها كانت المدينة التي اعلن منها الملك الراحل الحسن الثاني انطلاق المسيرة الخضراء عام 1975 لتحرير الصحراء.
والمفارقة هو ان اغادير التي اعلن منها العاهل المغربي عن تشكيل الحكومة الجديدة، هي المدينة نفسها التي ستحتضن بداية العام المقبل المؤتمر السادس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية متزعم الائتلاف الحكومي الحالي.