بلخادم يطمئن خصومه ويلتقي السفراء العرب

وزير الخارجية الجزائري الجديد أكد الأهمية التي يوليها بوتفليقة للعلاقات العربية

TT

طمأن وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم خصومه، الذين شنوا عليه حملة عقب تعيينه في حكومة علي بن فليس الجديدة، إلى أنه لن يحيد عن المبادئ والخيارات التي تتبناها الدولة الجزائرية، وأنه لن يتجاوز صلاحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بخصوص وضع السياسة الخارجية.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن «مصادر مأذونة» أن بلخادم جدد أمام إطارات الوزارة في عدة اجتماعات التوجهات الكبرى لسياسة الجزائر الخارجية وأكد وجوب قيام الجهاز الدبلوماسي بترجمة الخيارات السياسية على أرض الواقع. وأضافت الوكالة، نقلاً عن نفس المصادر، أن بلخادم أوضح «أن هذه التوجهات تعتبر دستورياً من صلاحيات رئيس الجمهورية».

واعتبر عدد من المراقبين أن برقية الوكالة الرسمية «جاءت لطمأنة كثير من السياسيين وبعض أحزاب الائتلاف وكذلك بعض الشخصيات النافذة في السلطة الذين عبروا، صراحة أو في مجالس خاصة، عن رفضهم تعيين رئيس البرلمان الأسبق في منصب حساس كهذا». ومن بين أحزاب الائتلاف الحكومي التي تحفظت على منح بلخادم حقيبة الخارجية، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذو التوجه العلماني والتجمع الوطني الديمقراطي (الحزب الحاكم سابقاً). ورغم أن هذه الأحزاب لم تعلن صراحة عن موقفها الرافض لتعيين بلخادم إلاّ أنها لمحت في بيانات وتصريحات إلى احتمال حدوث انحراف في مسار السياسة الخارجية للجزائر بسبب التوجه الإسلامي العربي لرئيس الدبلوماسية الجديد وكذلك المواقف التي كان يتخذها في السابق بشأن عدة مسائل تسير في نقيض ما تنادي به أحزاب التيار الديمقراطي.

من جهة أخرى التقى بلخادم أول من أمس سفراء الدول العربية المعتمدين في الجزائر وأكد لهم «الأهمية الخاصة» التي يوليها بوتفليقة للعلاقات مع البلدان العربية، «التي تشكل إحدى أولويات الدبلوماسية الجزائرية». وشدد الوزير، خلال مأدبة غداء أقامها على شرف الدبلوماسيين العرب في أحد فنادق العاصمة، على أن «الجزائر لن تدخر جهداً لتطوير هذه العلاقات وتوسيعها في كل الميادين وعلى كل المستويات طبقاً لمصالحنا المتبادلة وأهدافنا المشتركة».

وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن بلخادم تطرق إلى موضوع المصالحة العربية وأكد أن «الجزائر دعت دائماً إلى توحيد الصفوف وتعميق التضامن الفعلي بهدف تحقيق المصالحة العربية الشاملة وتمكين أمتنا العربية من تجاوز المرحلة الحساسة التي يمر بها مسار السلام في الشرق الأوسط بسبب تعنت إسرائيل التي أنكرت كل التزاماتها».

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» ان «حرص وزير الخارجية على أن تكون أول خطوة له باتجاه السفراء العرب دليل على اهتمامه بتحسين أو بالأحرى إعطاء هذه العلاقات أولوية قصوى في برنامج عمله». وهو ما يؤكد ما قيل من أن تعيين بلخادم الذي تربطه علاقات وطيدة بمختلف العواصم العربية والإسلامية يرمي بالأساس إلى توجيه الدبلوماسية الجزائرية وجهة هذا العالم من أجل إقامة توازن في علاقات الجزائر مع العالم الخارجي.