«حماس» ترفض اتهامات السلطة الفلسطينية بأن إيران وراء قرار مقاطعتها لاجتماعات المجلس المركزي

الزهار لـ«الشرق الأوسط»: لو كان هناك بوادر لإنهاء الحكم الذاتي في هذه الجلسة لمهدت الطريق للمشاركة

TT

رفضت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» ما ورد على لسان سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني بان عوامل خارجية مثل ايران هي التي دفعتها لرفض المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني التي تبدأ بعد غد.

وكان الزعنون قد قال في تعليقه لاذاعة صوت فلسطين امس، على قرار حماس والجهاد الاسلامي مقاطعة اعمال المجلس المركزي «آمل ان يهدي الله قادة حماس والجهاد الاسلامي بحيث يستطيعون اخذ قراراتهم بشكل مستقل ومن منطلق خدمة المصلحة الوطنية، وليس كما يحصل الان بفعل عوامل خارجية مثل طهران وغيرها».

وقال محمود الزهار احد قادة حماس في قطاع غزة لـ «الشرق الاوسط» المتحدث باسم حماس «هذا كلام لا اساس له من الصحة على الاطلاق، اذ ليس لايران يد علينا». واضاف «ان هذا الكلام ينم عن غضب من موقفنا». وتابع الزهار القول «ان قرار المقاطعة اتخذ باجماع قيادات الحركة في الداخل والخارج».

واستطرد الزهار قائلا: ان قرار حماس رفض المشاركة لا ينبع من فراغ بل هناك مبررات عديدة لاتخاذه. واضاف «ان السلطة مغروسة في العملية السلمية. ونحن منذ عام 1991 (مؤتمر مدريد) نرفض هذا المنهج، فهل من المعقول ان نأتي الان ونمسح مواقفنا وننخرط في اتفاقات اوسلو؟».

وتابع الزهار القول: كان من الممكن المشاركة لو ابدت السلطة بوادر انها ستعلن عن اقامة الدولة او تعلن السيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة او انها ستنهي الحكم الذاتي من طرف واحد او تعمل اي شيء من شأنه ان يخرجنا من ورطة الحكم الذاتي ولفتحت الطريق امام مشاركتنا».

واوضح ما قيل على لسان الزعنون وهو ان حماس طلبت منه دعوة مكتوبة لحضور اجتماعات المجلس وعندما وصلتها الدعوة اعلنت رفضها، فقال «ان هذا الكلام غير صحيح، وما حصل هو اننا عندما التقينا مع الرجل (الزعنون) طلبنا منه ان يبعث ما يقوله (محضر الجلسة) لنا مكتوبا. فسأل عن الاسباب فقلنا له اننا سنبعث بهذا الكلام الى قادة حماس في الضفة والخارج. وبالفعل بعث الينا بمحضر الجلسة مكتوبا.. هذا كل ما حصل. اي اننا لم نطلب دعوة رسمية».

وردا على سؤال عما اذا كان قرار عدم المشاركة قد اتخذ مع فصائل اخرى معارضة كالجهاد الاسلامي قال الزهار «نحن نلتقي مع جميع الفصائل المشارك منها في السلطة والمعارض لها. وكان آخر لقاء مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين امس (اول من امس) ومن المقرر ان نلتقي اليوم (امس) مع حزب فدا وهو حزب مشارك في السلطة». واضاف «هناك اتفاق على انه لا بد من انهاء مرحلة الحكم الذاتي. الفصائل التي ستحضر تقول انها اعضاء في منظمة التحرير وانها ستشارك لتقول رأيها داخل اطر المنظمة. اما نحن فلسنا اعضاء في المنظمة فنقول رأينا ونؤكد عليه ونحن في الخارج».

ويفتتح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم السبت المقبل اعمال المجلس التي تستغرق يومين لبحث الى جانب قضايا اخرى مسألة تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية. ومن المتوقع، كما لمح العديد من المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الرئيس عرفات وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان يتخذ المجلس كما في جلستهم السابقة في يونيو (حزيران) الماضي قرار تأجيل اعلان الدولة من 13 سبتمبر (ايلول) الجاري الى موعد جديد ربما نوفمبر (تشرين الثاني) وهو نفس الشهر الذي اعلن فيه المجلس الوطني الفلسطيني الاستقلال في مؤتمره الذي عقد في الجزائر عام 1988.

وكان الرئيس عرفات قد وقع كما ذكر مسؤول فلسطيني لـ «الشرق الاوسط» تحت ضغوط عربية واجنبية شديدة لتأجيل الاعلان في 13 سبتمبر، وهو موعد انتهاء المفاوضات النهائية وفق اتفاق شرم الشيخ في مصر في 4 سبتمبر (ايلول) 1999، منعا لأي مضاعفات يمكن ان تؤثر على سير عملية السلام.

وتهدد اسرائيل باتخاذ خطوات عقابية ضد الفلسطينيين اذا ما اعلنوا الدولة من جانب واحد ودون اتفاق معهم منها ضم الاراضي الفلسطينية الخاضعة تحت سيطرتهم الى جانب اغلاق الحدود في وجه العمالة الفلسطينية (150 الف عامل في اليوم) اضافة الى وقف عملية السلام برمتها.

الى ذلك فالى جانب حماس فان «الجهاد الاسلامي» اعلنت رسميا عدم مشاركتها في اعمال المجلس الذي لم تحضر ايا من جلساتها السابقة.

وتقاطعه ايضا منظمة الصاعقة الموالية لحزب البعث الحاكم في سورية والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي يتزعمها احمد جبريل وتتخذ من دمشق مقرا لها. وقال طلال ناجي مساعد الامين للقيادة العام لـ «الشرق الاوسط»: «اننا نقاطع مؤسسات المنظمة التحرير منذ وثيقة الاعتراف باسرائيل عام 1988 مرورا باسلو وانتهاء بالغاء الميثاق الوطني الفلسطيني والتنازلات الهائلة التي قدمتها قيادة المنظمة للعدو الاسرائيلي. نحن لنا موقف ونطالب قيادة المنظمة بالتراجع عن كل هذه التنازلات قبل العودة الى صفوفها». واضاف «ان كان ما يجمعنا معهم هو اطر منظمة التحرير ممثلة بالمجلس الوطني والمجلس المركزي على قاعدة الميثاق الوطني، ومع نسف الميثاق اصبحت الاطر غير صالحة للقاء».

وتابع القول «لا شيء قد تغير حتى نغير مقاطعتنا لمؤسسات منظمة التحرير. لذلك لن نشارك في اجتماعات المجلس ولم نبحث الامر على الاطلاق».

اما الفصائل التي تشارك في اعمال المجلس فهي حركة فتح (حزب السلطة) التي يتزعمها الرئيس عرفات والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب فدا الذي يتزعمه وزير الاعلام ياسر عبد ربه وحزب الشعب (الشيوعي سابقا) الممثل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وجبهة تحرير فلسطين التي يتزعمها محمد عباس (ابو العباس) وجبهة النضال الشعبي التي يتزعمها سمير غوشة.