أولبرايت تحذر العراق من تجاوز «الخطوط الحمراء» وتتساءل عن استيراده 12 ألف صندوق ويسكي

TT

هددت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بغداد باستخدام القوة العسكرية اذا تجاوزت الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة. وتحدثت اولبرايت في مؤتمر صحافي بنيويورك عقدته على هامش اعمال الدورة الخامسة والخمسين للجمعية العامة للامم المتحدة، مساء اول من امس، عن اول طائرة عراقية تخترق الاجواء السعودية الاسبوع الماضي منذ فترة عشر سنوات وقالت اولبرايت ان «هدف العراق من الممكن ان يكون مواجهة الولايات المتحدة اثناء قمة الالفية».

وذكر متحدث باسم الخارجية الاميركية ان طائرة عسكرية قد حلقت في الاجواء السعودية الاسبوع الماضي، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) ان «الطائرات العراقية حلقت ذلك اليوم في جنوب العراق بمنطقة حظر الطيران لعدم تحليق الطائرات الاميركية والبريطانية في المنطقة في ذلك اليوم ولهذا السبب لم نرد على الطائرات العراقية».

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية العراق من اعادة بناء ترسانته العسكرية من اسلحة الدمار الشامل او تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة، وقالت «انه يخاطر بهجوم من الولايات المتحدة». وشددت اولبرايت «ان لدينا قوات جديرة الثقة بالمنطقة ونحن مستعدون لاستخدامها في الوقت والمكان اللذين نختارهما» واضافت موضحة «ان الخيار العسكري قائم اذا كان هناك اي هجوم او تحريض ضد الاكراد في الشمال او اذا كان هناك تهديد ضد دول الجيران او ضد قواتنا او اذا كانت هناك اعادة لبناء اسلحة الدمار الشامل»، ورفضت اولبرايت تهمة العراق للكويت بسرقة النفط من الحقول العراقية، وقالت «انا بصورة عامة لدي مشكلة في تصديق اي كلمة تخرج من فم اي مسؤول عراقي».

وسخرت وزيرة الخارجية الاميركية من القائلين ان العقوبات المفروضة على العراق تحول دون وصول الاغذية والمواد الطبية، وقالت «ان عائدات النفط مرتفعة جدا وانهم (العراقيين) يستوردون 12 الف صندوق من الويسكي في السنة وانا لست متأكدة في ما اذا كان هذا غذاء او دواء».

وكانت اولبرايت في خطاب لها امام الجمعية العامة للامم المتحدة قد طالبت الثلاثاء الماضي المجتمع الدولي بالوقوف امام ما سمته الحملة التي تشنها بغداد ضد سلطات الامم المتحدة والقانون الدولي. وفي الوقت نفسه قالت ان «الولايات المتحدة لن تلجأ الى استخدام القوة اذا لم تسمح بغداد للجنة مفتشي الاسلحة التي يرأسها السويدي هانز بليكس من دخول العراق. «ومضت تقول «لدينا خطوطنا الحمراء». واوضح مسؤول اميركي ان العراق سيعاقب اذا لم يسمح لمفتشي الاسلحة باستمرار تطبيق العقوبات.

على صعيد آخر، التقت وزيرة الخارجية الاميركية بوفد من المعارضة العراقية في مقر اقامتها بنيويورك. وضم الوفد الدكتور حامد البياتي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وعمانوئيل قمبر عن الحركة الآشورية والدكتور مهدي البصام عضو المجلس المركزي للمؤتمر الوطني واوغوس كركر ممثل الجبهة التركمانية العراقية والعميد نجيب الصالحي عن المؤتمر الوطني ونزار حيدر ممثل منظمة العمل الاسلامي، اضافة الى برهام صالح ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وفرهاد البارزاني ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في واشنطن.

واقترح الوفد على مادلين اولبرايت اثناء اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة تشكيل هيئة دولية للاشراف على أموال عائدات النفط من برنامج النفط مقابل الغذاء المودعة حساب الضمان المعلق تحت اشراف الامم المتحدة من اجل ضمان صرفها لتحسين الحالة الانسانية في العراق. وتوجد الان اكثر من تسعة مليارات من الدولارات من عائدات النفط مودعة البنك الوطني الفرنسي. ولا تسيطر بغداد على هذه الاموال، غير انها وفق مذكرة التفاهم لتنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء قادرة على اختيار الشركات لابرام العقود معها. وافاد مسؤول من وزارة الخارجية الاميركية «انهم (المعارضة) يريدون المزيد من المراقبة الدولية لمنع صدام حسين من استخدامها لاغراضه».

واوضح الناطق باسم وفد المعارضة الدكتور حامد البياتي لـ «الشرق الأوسط» ان «رفض الرئيس صدام حسين استخدام هذه الاموال لتوفير الغذاء والدواء للشعب العراقي كان جزءا من حملته لاستخدام معاناة الشعب العراقي لاغراض اعلامية»، وذكر البياتي ان وزيرة الخارجية الاميركية اكدت ان الولايات المتحدة ستواصل نفس السياسة ازاء العراق حتى في فترة ما بعد الانتخابات وبغض النظر عمن يكون رئيسا للولايات المتحدة القادم، سواء كان من الديمقراطيين او الجمهوريين. وذكر وفد المعارضة ان اهم قرارين الآن بالنسبة الى الولايات المتحدة هو قرار النفط مقابل الغذاء والقرار الشامل 1284 الذي تبناه مجلس الامن نهاية العام الماضي الذي يدعو الى اعادة مفتشي الاسلحة الى بغداد والى تعليق العقوبات بشرط، اذا تعاون العراق مع اللجنة الجديدة (انموفيك) لحل ما تبقى من قضايا ذات صلة باسلحة الدمار الشامل.

واعربت اولبرايت في بيان صدر بعد اللقاء مع وفد من المعارضة العراقية عن سعادتها باللقاء، وقال البيان «ان الولايات المتحدة قد استعمت باهتمام الى المدافعين العراقيين الذين اقترحوا سبل وقف رواية نظام بغداد الى العالم والى شعب العراق».

واضاف بيان وزارة الخارجية الاميركية قائلا «انهم قدموا افكارا حول كيفية تخفيف معاناة الشعب العراقي، في الوقت الذي تفعّل فيه العقوبات بصورة افضل ضد النظام الذي يتحدى التزاماته الدولية». وخص البيان بالذكر العميد الصالحي، ونص على ان «الجنرال نجيب الصالحي رفض الاستجابة لابتزاز النظام الذي لم يكن موجها اليه مباشرة وانما ضد عائلته».

وينوي وفد المعارضة لقاء اعضاء مجلس الامن، علما ان اغلبية اعضاء وفد المعارضة هم من المقيمين في الولايات المتحدة، خصوصا في ولاية فرجينيا والعاصمة واشنطن باستثناء العميد الصالحي وحامد البياتي اللذين يقيمان في لندن.

يذكر ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية رفض المشاركة في مؤتمر المعارضة الذي عقد العام الماضي بنيويورك ولم يشارك في وفد المعارضة الذي التقى نائب الرئيس الاميركي آل غور في يوليو (تموز) الماضي بواشنطن، وقال «ان قبول اموال الولايات المتحدة سيؤثر في دعم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية داخل العراق».